• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / قضايا المجتمع


علامة باركود

القبعات السبع للبطالة

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 27/6/2015 ميلادي - 10/9/1436 هجري

الزيارات: 11045

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القبعات السبع للبطالة


إن الاقتصاد يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى كفاءات متنوعة، وطبيعة المواهب المكتسبة لا تتوقف عن التبدل، وذلك بوتيرة متسارعة.

 

إن اليد العاملة شديدة التنوع، والاقتصاد الحالي مختلف جدًّا وخصب جدًّا، ومتنافر جدًّا، وإن جيوب الركود مجاورة للفروع الصناعية المزدهرة، والنتيجة هي أنه من غير الممكن منذ الآن فصاعدًا إيقاف البطالة بفضل ترسانة التدابير البسيطة والعمومية.

 

إن البطالة نفسها أكثر تنوعًا في أصولها؛ لذا يمكن إحصاء سبعة تيارات متميزة على الأقل وهي ترفد البطالة الشاملة، وقبل كل شيء هنالك البطالة البنيوية التي تدين لاستبدال صناعات الموجة الثانية بصناعات الموجة الثالثة، وهذه ظاهرة عالمية.

 

إن الصناعات التقليدية العتيقة التي تتصدع أو تهاجر، تترك ثقوبًا فاغرة في اقتصاديات البلدان المصنعة، ويجد ملايين من الناس أنفسهم محرومين من العمل، وتثير هذه البلبلة إلى جانب أمور أخرى اشتدادَ المنافسة على مستوى المبادلات العالمية، ولجوءًا إلى إغراق الأسواق بالبضائع، واختلالات، واندفاعات محمومة مفاجئة، وارتباكات مباغتة تهز السوق العالمية، وهذا الوضع يخلق تيارًا ثانيًا من فِقدان الوظائف؛ أي: البطالة المرتبطة بالتجارة.

 

ثم إن هناك توترًا عامًّا آخرَ يهدد الوظيفة ويبرز بمقدار ما ترتقي التقنية، ومع التساوي على صعيد الإنتاج تتناقص الحاجة إلى الأشخاص بالتدريج، وهذه هي البطالة التقنية الشهيرة، والتي يدور حولها جدل كثير، وهناك بطالة أسبابها محلية محضة أو إقليمية، ومن هذه الأسباب: فائض منتظم في الإنتاج، تغيُّر في أذواق المستهلكين، اندماجات، مشاكل بيئية ... إلخ، ونطلق عليها اسم البطالة العادية.

 

كما أننا نذكر معدلًا لبطالة تخمينية؛ إذ إن مستوى البطالة الذي لا يمكن تجنُّبه هو بشكل جوهري مؤقت، وتنشئة الحواس - عمل بانتظار وظيفة جديدة - أعلى من المعدل العادي، وإنه لمن الواضح كلما سارت الأمور بسرعة، تسارع التغيير، وتضخَّم هذا الرقم.

 

شكل آخر من البطالة هو البطالة التي تعود بمجملها تقريبًا إلى انقطاع المعلومات، فالوظائف القابلة للتبادل فيما بينها، تزداد نُدرة بمقدار ما يصبح تقسيم العمل أكثر دقة، والمشكلة التي تتمثل في إقامة توافق بين الكفاءة وبين المهمة الواجب إنجازها سهلة الحل نسبيًّا، عندما كانت تُوكَل إلى العمال أعمال روتينية وقابلة للتبادل فيما بينها، وهي تصبح الآن شاقة إلى درجة كبيرة، ولكي نواجهها لا بد من نظام للمعلومات أكثر حداثة بكثير من هذا الموجود حاليًّا، وإلى أن يصبح هذا النظام حقيقة قائمة، فسيكون علينا أن نتوقع للبطالة الإعلامية مستوى يزداد ارتفاعًا.

 

وسوف نذكر أخيرًا ما يطلق عليه اسم البطالة الخرقاء، وهي البطالة التي تغذيها دون تعمُّد سياسة حكومية خرقاء، ترمي في الغالب إلى زيادة عدد الوظائف، وأظن أن جزءًا هامًّا من البطالة غير البنيوية، يرتد إلى هذه المقولة الأخيرة: إنها مرض يُحدثه الطبيب، ولا شفاء منه على الأرجح، ولسوء الحظ فإنه لا يمكن ملاحقة السياسيين والاقتصاديين أمام العدالة بسبب خطأ مهني لا علاج له.

 

ومن الممكن أيضًا تعداد كثير من التيارات المغذية للبطالة، وهي تتقاطع فيما بينها وتتراكب بعضها فوق بعض، ولقد كان الهدف من وضع هذه القائمة أن نُبرهن بوضوح على أننا لا نُجابه مشكلة واحدة وحسب، بل نُجابه عديدًا من المشاكل المتشابكة ذات التعقيد الهائل.

 

وعليه؛ فيجب ألا يغرب عن بالنا مثلًا أنه عندما يقال: إن التقنية يمكن أن تلد البطالة، فإنه لا يؤخذ بالاعتبار غير واحدة من نتائجها؛ إذ يمكن أن تخلق كذلك وظائف في أماكن أخرى، ولكن دائمًا داخل النظام، وهذا هو ما يجري بصورة عامة.

 

والحقيقة أن البطالة ذاتها تخلق الوظيفة، فهي تقود إلى تجنيد عمال اجتماعيين وأطباء، وجهاز شرطة، وفي بعض الصناعات تغيِّر سُلَّم الأجور، ويمكنها أيضًا أن تفتح إمكانات جديدة لتشغيل العمال بأصغر كلفة مُمكنة في المشاريع المعنية.

 

إن جميع المبادرات التي اتُّخِذت كانت لها نتائج متعددة، وهذه بدورها كانت لها نتائج من الدرجة الثانية والدرجة الثالثة، والدرجة الألف، وكلما تجرَّد النظام من طابعه المكثف، وتخلَّص من التعقيد، فقدت الصِّيغ الموجودة القوة التي كانت لها في الماضي.

 

وفي كل حال فإن الفكرة القائلة بأن البطالة هي مشكلة إجمالية، وبأنها من طبيعة كمية لا كيفية - هي فكرة تصنيعية نمطية، تَم تجاورها وهي مبنية على أساس أننا ما نزال نواجه اقتصادًا مكثفًا تقليديًّا.

 

وعلى غرار ما يُجري في الاقتصاد ذاته، فإن أسباب البطالة - وبالتالي العلاجات المقترحة لإيقافها - هي مختلفة دائمًا، فكل شكل من أشكال البطالة يتطلب تدابير مقابلة له، ونحن ما نزال نحاول أن نداوي المرض بمساعدة مضادات حيوية ذات طيف واسع، بدلًا من اللجوء إلى علاجات ذكية ونوعية بالمعنى الضيِّق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة