• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات / متفرقات / في الرقائق والأخلاق والآداب


علامة باركود

السمو الأخلاقي

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 7/8/2010 ميلادي - 26/8/1431 هجري

الزيارات: 30203

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السمو الأخلاقي

 

الأخلاق ركنٌ مهمٌّ في حياة الفرد والمجتمع، وهي مقوِّم أساسٌ في الحضارة الإنسانية؛ باعتبارها تدخُل ضمن البنية الاجتماعية، وأخلاقُ الفرد تتبادل التأثرَ والتأثير مع أخلاق المجتمع.

 

وقد جعل الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الهدفَ الأعظمَ من رسالته وبَعثتِه إتمامَ مكارمِ الأخلاق، فقال: ((بُعِثْتُ لأُتمم حُسْنَ الأخلاقِ))، وعدَّ البِرَّ مَجْمَعَ الفضائلِ كلِّها، فقد سأله - صلَّى الله عليه وسلَّم - النوّاسُ بنُ سمعانَ - رضي الله عنه - عن البرِّ، فقال: ((البِرُّ حُسْن الخلق))، وأحكمَ الصِّلةَ القويمة التي ينبغي أنْ تربِطَ بين الأفراد بعضهم مع بعض، والعلاقةَ الفاضلة التي تصل بين الفرد والآخرين، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وخالِقِ الناسَ بخُلقٍ حسَنٍ)).

 

الأخلاق والعقيدة صِنْوانِ في الإسلام، فقد رَبط القرآنُ بينهما، قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 1 - 7]، وأُمر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأن يكون ليِّنًا، رفيقًا بأمَّته، قال - تعالى -: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]؛ ولذا كانت دعوتُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى فضائل الأخلاق دعوةً زاكيةً، فقد سُئل رسول الله: من أحبُّ عباد الله - تعالى؟ قال رسول الله: ((أحسنهم خلقًا)).

 

والغاية التي يرشد إليها الإسلام من الالتزام بالسلوك الأخلاقي - كما في نصوص القرآن الكريم والسنة المطهَّرة - تقوم على عنصرين:

الأول: اكتسابُ مرضاة الله - عزَّ وجلَّ - وابتغاءُ ثوابه وعطائه حبًّا ورِضًا؛ قال – تعالى -: ﴿ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 272]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله لا يَقبَل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغي به وجهُه)).

الثاني: تحقيق السعادة في الدارين؛ الدنيا والآخرةِ، والنجاةُ من الشقاء؛ قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾[الانفطار: 13].

 

وإليك - أخي - بعضَ أخلاقِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كان خُلُقُه القرآنَ، والذي كان يقول: ((خيارُكم أحاسِنُكم أخلاقًا)):

عن أنس - رضي الله عنه - قال: خدمتُ النبيَّ عشْرَ سِنينَ، واللهِ ما قال لي: "أُفٍّ" قَطُّ، ولا قال لشيءٍ: لِمَ فعلْتَ كذا؟ وهلاَّ فعلْتَ كذا.

 

وتقول عائشةُ - رضي الله عنها -: ما خُيِّر رسولُ الله بين أمْرَيْنِ إلا اختارَ أيسرَهما، ما لم يكُنْ إثمًا، وما ضَرَبَ رسولُ الله شيئًا قطُّ بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا.

 

ولذلك أمر الله المسلمين بأن يقتدوا به - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

 

إنَّ مِن العسير أنْ يحيط إنسانٌ بالقيمِ الأخلاقية الإسلامية في القرآنِ والسُّنَّةِ وتاريخِ الفكر الإسلاميِّ؛ ذلك أنَّ الأخلاقَ في الإسلام تقوم على قاعدةِ الإيثارِ، وتَرْفُض الأَثَرَةَ، وتحضُّ على الجماعيةِ في الغايات، وتحاربُ الأنانيةَ، وتدْعو إلى تزكيةِ النفس بالفضائل والسلوكِ الحسَنِ، وتنذر مِن تشوِيه النفوس بالهوى والشهوة.

 

وعلى قاعدة التآخي أسَّس النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - روابطَ جماعتِه الأولى في المدينة المنورة، يومَ اقتسم الأنصارُ والمهاجرون كلَّ ما يملِكُ الأنصارُ، وتآخَوْا في الله أَخَوين أخوين؛ روى البخاريُّ في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - عند مؤاخاةِ عبدِالرحمن بن عوف - سعدَ بنَ الربيع الأنصاريَّ - رضي الله عنهما - وكان ذا غِنًى، قولَ ابنِ الربيع لعبدالرحمن: أُقَاسِمُك مالي نصفينِ، وأُزَوِّجُك، قال عبدُالرحمن: باركَ الله لك في أهلِكَ ومالِك، دُلُّوني على السُّوق.

 

لقد عرَّفهم الله - تعالى - أنَّ الأخوَّةَ نعمةٌ مِن الله، جاءت تَشُدُّ أواصرَ الصلة بين المسلمين بعد طول عهد التنازع والاقتتال، ولقد جاء الخطابُ الإلهيُّ لهم: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].

 

إنَّ للأخلاقِ قيمةً لا يُدَانيها شيءٌ آخرُ في التشريع الإسلامي؛ لأنها تحقِّق الصلاح والرحمةَ، والتآخي والمحبة، وشتى أنواعِ الفضائل، وتلغي الفسادَ والظلْمَ، والتباغُضَ والكراهيةَ، وشتى أنواعِ الرذائل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- أقربكم منى يوم القيامة أحسنكم أخلاقا
محسن الوافي أحمد الغضبان - ليبيا 30-11-2014 03:09 PM

عندما نتحدث عن الأخلاق والقيم عنى بها الكثير من الأشياء التي من شأنها أن ترقى بالشعوب والأمم الأمر الذي يترتب عليه بقائها واستمرارها فكما قال الشاعر إنما الأمم الأخلاق ما بقيت    فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ....
بفضل الأخلاق انتشرت سماحة هذا الدين العظيم ،،، وبفضل قائدها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله
ما أحوجنا هذه الأيام لأخلاق نبينا الكريم وأصحابه الأبرار أبوبكر وعثمان وعلي ،،، تعاملاتهم في شتى مناحي الحياة
صبرهم ،،، أمانتهم ،،، كرمهم ،،،الشجاعة ..... الخ
لن تستقيم لنا الأمور إلا بالرجوع لمثل هؤلاء الأبطال والذي سطر أسمائهم التاريخ بأسطر من ذهب حفرت في الذاكرة أسمائهم بأحرف من نور لو أردنا الوصول الى القمم يجب الرجوع والتعلم من هذه الأجيال .........
نقول شكرا لهم رفع الله قدرهم وجعلهم في الجنات العليا من الجنة ..
رأيي المتواضع

2- بارك الله فى جهودكم وزادكم فى العلم
محسن الوافى الغضبان - ليبيا 20-05-2013 10:30 AM

أشكركم الشكر الجزيل على هذه المواضيع المفيدة التى نحن فى أمس الحاجة اليها اليوم جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم ...

1- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلبـ مملكه ـي وربي يملكه - السعودية 08-08-2010 01:56 AM

جزاكم الله خيرا على تلك الكلمات

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة