• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات


علامة باركود

المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره

المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره
د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 1/11/2025 ميلادي - 11/5/1447 هجري

الزيارات: 85

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره

 

تعاني المجتمعات الإسلامية المعاصرة في واقعها القائم من عمق الفجوة بين الجوانب العقدية والعبادية، والجوانب الاقتصادية المعيشية، إن واقع العالم الإسلامي ينبغي دراسته من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى كل المستويات، ومن أهم ما يعاني منه العالم الإسلامي في اقتصادياته ما يُعرف بـ «المرض الاقتصادي».

 

فالتلوث البيئي مرض اقتصادي، يتسبب في كثير من الأعراض، وآثارُه لا تنحصر في مكان واحد، بل تمتد إلى آخرين من أفراد ومجتمعات ودول، فالإنسان لا يلوث هواءه ومياهه وتربته، وإنما أيضًا هواء ومياه وتربة الآخرين؛ جاء في تقريرٍ لأكاديمية العلوم الوطنية الأمريكية: "لقد حلَّ الوقت الذي لا يجوز للإنسان أن يمضي في استعمال الأرض والبحر والهواء كأنها سلة قمامة".

 

والفقر مرض اقتصادي، وهو حالة من الحياة محدَّدة بالجهل وسوء التغذية، والمرض وارتفاع مستوى وفيَات الأطفال، وعدم تمكن الفرد من إشباع حاجاته الأصلية، وجميع البلدان الإسلامية تعاني من ظاهرة الفقر وانتشارها، وقديمًا قيل: "الفقر هو الموت الأكبر".

 

والديون مرض اقتصادي، فما من دولة إسلامية إلا تعاني من الديون وفوائد أقساط الديون، وهذا بدوره يؤثر على الميزان التجاري لهذه الدول، وعجزُ هذه الدول عن سداد هذه الديون يجعلها في حلقة مفرغة، وقديما قيل: "الدَّين همٌّ بالليل مذلَّة بالنهار"، والعالم الإسلامي يعاني من جراء هذه الديون وفوائدها أصنافًا من الهموم والمذلة.

 

والمجاعة مرض اقتصادي، وهي قاسم مشترك بين معظم الدول الإسلامية، وتسبب المعاناة الشديدة لكثير من أطفال البلدان الإسلامية؛ نتيجة نقص الغذاء، وعدم توافر الحاجات الأساسية لهم، والعرب قديمًا قيل: "الجوع كافر".

 

والربا مرض اقتصادي، يسبِّب محق البركة في الأرزاق، سواء على مستوى الاقتصاد الفردي أو المجتمعي؛ إذ هو كسب للأموال دون عمل، والنقود لا تلد نقودًا كما يقول علماء الاقتصاد، وكان الاقتصادي المشهور عيسى عبده يرحمه الله يعتبر الربا خرابَ الأمم والشعوب.

 

والمجتمع الاستهلاكي مرض اقتصادي، وهو مجتمع يسوده المال؛ من حيث يلهث فيه المرء وراء الكسب ليتمكن من استهلاك أوفرَ، ومن حيث إن حركة الاستهلاك موجهة بشكل مدروس من أجل الوصول إلى تصريف إنتاج متزايد للسلع، ويُلاحظ أن العالم الإسلامي قد تحول إلى مجتمع استهلاكي تسوده تطلعات عارمة للثراء السريع؛ يقول «إريك فروم»: "لقد أصبح المستهلك في الغرب يقول: أنا موجود، بقدر ما أملك وأستهلك".

 

والبطالة مرض اقتصادي؛ إذ لا يتوافر العمل المناسب والأجر المناسب للعامل القادر المستعد للعمل، سواء كان بسبب التقدم الفني واستخدام وسائل التقنية الحديثة، أو بسبب نقص المهارة، ومعظم الدول الإسلامية تعاني من ظاهرة البطالة؛ يقول الراغب الأصفهاني يرحمه الله: "من تعطَّل وتبطَّل، انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية، وصار من جنس الموتى".

 

والتبعية مرض اقتصادي؛ إذ غالبية الدول الإسلامية ما زالت في اقتصاداتها تابعة لاقتصادات الغرب ونظمه، سواء على مستوى الأسواق التجارية والمالية، أو التبادل التجاري، وهذا يستتبع استمرار تبعية هذه الدول لتلك الدول الغربية، والعرب قديمًا كانوا يقولون: "جوِّع... يتبعك"، وقد مارس الغرب هذه السياسة؛ سياسةَ تجويع شعوب البلدان الإسلامية، حتى تبقى في تبعية مستمرة ودائمة.

 

وللأسف كان من نتيجة المرض الاقتصادي بأنواعه المختلفة الآثارُ التالية على المجتمعات الإسلامية:

1- افتقاد الأمة المبدعين والمبتكرين والمخترعين والفنيين في المجالات الاقتصادية المختلفة.

 

2- التخلف العلمي في مجال اقتصاديات الأمة.

 

3- الجهل بالحاجات العالمية إلى البضائع التي تُصدَّر.

 

4- التخلف في القوة الإعلامية لترويج البضائع.

 

5- انتشار العادات والتقاليد الاجتماعية السيئة، من الإسراف والترف.

 

6- انتشار الجرائم المختلفة، والانحلال الخلقي المتمثل في انتشار الغش والخداع والرِّشوة.

 

7- عدم الالتزام بالعهود والمواثيق.

 

8- انتشار الأمراض القاتلة، التي تعوق العمل أو تقلِّل عدد ساعاته.

 

إن أيَّ مجتمع يبتعد عن شريعة الإسلام، فإن مصيره التخلف عن ركب الحضارة، والخلاص يكون بتغيير ما هو عليه من معاصٍ وذنوب وأخطاء؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة