• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الدكتور زيد الرماني  الدكتور زيد بن محمد الرمانيد. زيد بن محمد الرماني شعار موقع الدكتور زيد بن محمد الرماني
شبكة الألوكة / موقع د. زيد بن محمد الرماني / مقالات


علامة باركود

جدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء

د. زيد بن محمد الرماني


تاريخ الإضافة: 18/4/2018 ميلادي - 2/8/1439 هجري

الزيارات: 8816

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء

 

لقد أوجدت السوق الاقتصادية الحرة الغاب الحيواني من جديد. وفي هذا الغاب يفترس الأقوياء الضعفاء، فالمنشآت الكبرى تسحق الصغرى، والعمالقة الضواري في المجتمعات المتعددة الجنسية يستولون على العالم ويفلتون من كل رقابة من الشعوب. وفي مثل هذا العالم، ثلاثة مليارات من البشر مُستغلّون، وملياران منهم جائعون.

 

وتلعب الدعاية والإعلان دوراً رئيساً كطقسٍ جنونّي في النمو الاقتصادي. فهو طقس مكلّف 40 مليار دولار سنوياً، وهو خصوصاً طقس مبذّر، فهذه الدعاية تلعب دوراً مخرّباً بالنسبة للبيئة والبشر كذلك، كما تلعب الدعاية، بسبب من طابعها التنويـمي دوراً أكبر في تبليه الإنسان وتكييفه.

 

إن الدعاية تشكل عدواناً دائماً على الإنسان الذي تخضعه لقصف من الأنباء الكاذبة وتثير فيه شهوات وهمية غير محدودة، سواء بشكل مباشر كالإعلان بالنيون وكتكييف السلع ومستهلكيها، أو بشكل غير مباشر في الفيلم، أو الرواية أو الإذاعة المتلفزة، حين تقدم نـماذج من السلوك الـمترف السهل الذي يُقاد المشاهد، على نحو خفي إلى تقليده أو الحصول عليه بكل وسيلة، حتى ولو بالجريمة.

 

في هذا العالم الاستهلاكي – كما يقول ادغار موران – لا يُقاد مجتمعنا بعقلانية اقتصادية وإنما يُقاد مدفوعاً بجدلية الحاجات التائهة والقوى العمياء.

 

إن مجتمع النمو هو مجتمع جرائمي، ويؤكد هذا نادي روما حيث يشير إلى أن باستطاعتنا أن نعزو إلى النمو انحرافات اجتماعية من مثل إدمان المخدرات السامة، وازدياد نسبة الإجرام وخطف الطائرات، ونُـذُر حرب عالمية ثالثة، والسلب بالقوة، والابتزاز.

 

إننا لم نقدّم حتى الآن إلا أمثلة مميّزة عن النمو الوحشي، أي نـموّ مجتمعات تتطور بشكل فوضوي، محتقرة البيئة والبشر ومستقبلهم، من غير أية رؤية متكاملة للحفاظ على الكرة الأرضية وسعادة البشر، ومتنامية سرطانياً وفق شهوة الربح أو إرادة القوة لدى الأقوى.

هذه الإثارة التي هي اليوم روح مجتمع الـنمو الأعمى الغربي، قد قلبت في نهاية القرن الماضي نظام مجتمعات العوز الذي ساد قروناً عديدة.

 

إن ما يسمّى سياسة النمو هو سياسة غايتها تشغيل الآلة، حتى ولو كانت آلة بلا فائدة أو ضارة أو مميتة. إن هناك مبدأً واحداً غير معترف به – على حد زعم المفكّر الفرنسي روجيه غارودي – فكل ما هو تقني ممكن، هو ضروري ومرغوب فيه: صنع قنابل ذرية، السفر إلى القمر، تدمير المستقبل بالنفايات الإشعاعية النشاط في المولدات النووية.

إذن: نـموّ لـماذا. ونـموّ لِـمَـنْ؟! إنه نـموّ – كما يقول بعض الـمفكرين – من أجل إرباح بعض الأفراد بالتلاعب بالجميع وبتكييفهم.

 

ومن ثمّ، فليس صحيح أن النمو الاقتصادي يسمح بتجاوز الأزمات، فهو يحدثها، إنه يقود إلى توزيع الامتيازات بشكل متفاوت.

وليس صحيح كذلك أن بالإمكان وقف النمو في حين لا يـملك مليارات البشر في العالم الثالث وملايين البشر في البلدان الغنية أية وسائل حياة إنسانية.

ليس الأمر وقف النمو، بل توجيهه لخدمة الإنسان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • قراءات وملخصات
  • صوتيات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • محطات وخبرات
  • تحقيقات وحوارات ...
  • نُبذ عن الكتب
  • المطويات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة