• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

حيرة وخوف

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 25/1/2011 ميلادي - 19/2/1432 هجري

الزيارات: 11713

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

إدارة الموقع، والله إني أحبُّكم بالله وأتوجَّه إليْكُم في الموضِع؛ لأني أثق بكم وأشْعُر بالقرب منكم، والصدق والثقة فيكم.

 

الموضوع: أنا رجل متزوِّج عندي ولدان، الصغير اسمه أحمد، أحبه كثيرًا أكثر من روحي، قلبي معلَّق فيه، في ليلة حلمت أنه مات، ومن ذلك اليوم وأنا أشعر بأني سأفقِد ابني وأشعر بِخوف وحزن لا يُمْكِن وصفُهما، الشُّعور يُلازمني ويسبِّب لي الكثير من الهمِّ والحزن، لا أعرِف ما السَّبب، وهل يُمكِن أن أفقده في يوم؟

 

أريد مشورتَك ورأيَك يا شيخ.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فأحبَّك الَّذي أحببتنا فيه، وبعْد:

إنَّ ما يراه الإنسان ممَّا يكرهُه ويُحزنه ويخوِّفه، أو يخيّل ويهوِّل عليه - فمِنْ أُلْقِيات الشَّيطان؛ ليشوش يقظة المرْء بهموم النَّفس، وقد أَخْبرنا الصَّادق المصْدوق أنَّ هذا من الشَّيطان ليَحْزُن المسلِم؛ كما في الصَّحيحين وغيرِهِما عن أبِي سلمة قال: كنتُ أرى الرُّؤيا أعرى - أصاب بنفض الحمى - منْها، غيرَ أني لا أزمل، حتَّى لقيتُ أبا قتادة، فذكرت ذلك له، فقال: سمِعْتُ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((الرُّؤيا من الله، والحُلم من الشَّيطان، فإذا حلم أحدُكُم حلمًا يكرهه، فلينفث عن يسارِه ثلاثًا، وليتعوَّذ بالله من شرِّها؛ فإنَّها لن تضرَّه))، وفي رواية، قال أبو قتادة: كنتُ أرى الرُّؤيا تُمرضني، حتَّى سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((الرُّؤيا الصَّالحة من الله، فإذا رأى أحدُكم ما يحبُّ، فلا يحدِّث به إلا مَن يحب، وإذا رأى ما يكرهُه، فلا يحدِّثْ به، وليتفلْ عن يسارِه، وليتعوَّذْ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، ومن شرِّ ما رأى؛ فإنَّها لا تضرُّه)).

 

وفي روايةٍ: ((فلينفثْ عن يساره ثلاثَ مرَّات، وليتعوَّذ بالله من شرِّها؛ فإنَّها لن تضرَّه))، فقال: إن كنتُ لأرى الرُّؤيا أثقل عليَّ من جبلٍ، فما هو إلاَّ أن سمِعْتُ بِهذا الحديث فما أباليها.

 

وعن جابرٍ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إذا رأى أحدُكُم الرُّؤْيا يكْرهها، فليبصُقْ عن يساره ثلاثًا، وليستعذ بالله من الشَّيطان ثلاثًا، وليتحوَّل عن جنبه الَّذي كان عليه))؛ رواه مسلم.

 

وفي "الصحيحين" عن أبي هُرَيْرة عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الرُّؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا صَالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشَّيطان، ورؤيا ممَّا يحدِّث المرْءُ نفسَه، فإن رأى أحدُكُم ما يكره، فليَقُمْ فليصلِّ، ولا يحدِّث بها النَّاس)).

 

فقد بيَّنت الأحاديث أنَّ ما تجده من تخيُّلات شيطانية لا تضر، وأن ما تشعر به هو محض تخويف من الشيطان ولا حقيقة له في الخارج، وعليكَ اتِّباع إرشاد النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الاستِعاذة من تلك الهواجس المحزنة بصدق، والالتِجاء إلى الله، والتفل والتحوُّل، والصَّلاة، فإذا فعلتَ هذا أذْهَبَ اللهُ عنك ما ألمَّ بك وما أخافك من مكروه، ولم يُصِبْك منه شيء، ولا تنسى أن كل ذلك من القدر الذي هو سر الله تعالى في خلقه، لم يطلع عليه ملك مقرب، ولا نبي مرسل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾} [لقمان: 34] وقال بعض العلماء: إنَّ القَدَرَ سِرٌّ مَكْتُوم.

 

قال الحافظ في "الفتح": "وحاصل ما ذكر من أدب الرُّؤيا المكروهة أربعة أشياء: أن يتعوَّذ بالله من شرِّها، ومن شرِّ الشَّيطان، وأن يتفل حين يهبُّ من نومه عن يسارِه ثلاثًا، ولا يذكرها لأحدٍ أصلاً، وليتحوَّل عن جنبِه الَّذي كان عليه.

 

وفي الجملة: فتكمل الآداب ستَّة، الأربعة الماضية، والصَّلاة، والتحوُّل، ورأيت في بعض الشُّروح ذكر سابعة، وهي قراءة آية الكرسي، ولم يذكر لذلك مستندًا، فإن كان أخذه من عموم قوله في حديث أبِي هُرَيْرة: ((ولا يقربنَّك شيطان)) فيتجه، وينبغي أن يقرأَها في صلاتِه المذْكورة.

 

وقد ذكر العلماء حكمة هذه الأمور: فأمَّا الاستعاذة بالله من شرِّها فواضح، وهي مشروعة عند كل أمر يكره، وأمَّا الاستعاذة من الشَّيطان، فلما وقع في بعْضِ طرق الحديث أنَّها منه، وأنَّه يخيل بها لقصد تحزين الآدمي والتهويل عليه كما تقدَّم، وأمَّا التفل، فقال عياض: أمر به طردًا للشَّيطان الذي حضر الرُّؤيا المكروهة؛ تحقيرًا له واستِقْذارًا، وخصَّت به اليسار؛ لأنَّها محلُّ الأقذار ونحوها". اهـ.

 

وما أشبه ما يصيب الإنسان من الحلم المفزع بلمَّة الشَّيطان التي هي إيعاد بالشَّرِّ، وتكذيب بالحق، والشيطان لا يملك أكثر من هذا؛ كما قال تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 268].

 

التَّخويف أنَّهم إذا أنفقوا في سبيل الله افتقروا، ويخوِّفهم إذا جاهدوا قُتِلوا، وغيره، أو الخوف على الذريَّة وما شابه، وليس هذا نصحًا بل غشًّا، ولا يحصل انشِراح الصَّدر ونعيم القلب والرُّوح إِلاَّ بمخالفة الشَّيطان والتوكُّل على الله، وأنَّ الغَيب لا يعلمه إلاَّ الله، وأعْظم ما يعتصم به من تخويف الشَّيطان عبوديَّة الله، والقيام بالإيمان الكامل والتوكل على الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 65].

 

فالله يدفع عن عباده كلَّ شر، ويحفظهم من الشَّيطان الرجيم، ويقوم بكفايتهم ما داموا عباد الرحمن، فلتطَّرح تلك الوساوس الردية، ولا تسترسل معها، واستودع الله ولدك، وتمثل بقول الشاعر:

 

يا مَنْ ألُوذُ به فيما أُؤَمِّلُهُ
ومَنْ أعُوذُ به مِمَّا أُحاذِرُهُ
لا يَجْبُرُ النَّاسُ عظماً أنت كاسِرُهُ
ولا يَهيضُونَ عظماً أنت جَابِرُهُ

 

واللهَ نسأل أن يحرس أحمد بن محمد وأبناء المسلمين بعينه التي لا تنام، وأن يكنفهم بكنفه الذي لا يرام،، آمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة