• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أخاف أن أظلم ابنتي، وأخاف منه

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 24/7/2010 ميلادي - 12/8/1431 هجري

الزيارات: 15911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله - تعالى – وبركاته،

أولا أود أن أشكركم جزيل الشكر.

قصتي بدأت في 2008 حين تزوجت زواجًا لم أكن مقتنعةً به، لكن لم أملك القوة والأدلة للرفض، خاصة مع رضا والداي به، فسلمت أمري لله، ولرضا الوالدين، زوجي رأيت منه أمورًا كثيرةً نفَّرتني منه، حتى قبل الدخول إليه، من عدم العفة والحياء، وعدم النضج، والتسرع المنافي للعقل والحكمة، وهي صفات دمرت صورته بداخلي، خاصة أنها كانت على العكس - تمامًا - لما كنت أتمناه، فلم يكن فارس أحلامي وسيمًا، ولا صاحبَ مال، لكني تمنيته - على الدوام - صاحبَ عقل ورجولة وحكمة.

 

المهم تزوجنا، وكان هو يشعر بما كنت أحاول إخفاءه - دائمًا - وهو عدم قناعتي به، وعدم حبي له، وهو ما جعل الفجوة تكبر بيننا، ولأنه بتلك الصفات لم يحاول علاج الخلل، ولكن سارَعَ وأخبر أهله: أنه لا يريدني وأنه يريد طلاقي، و- للأسف - أهله أناس سوء؛ أعانوه، وذهبوا إلى أبعد من ذلك - وهو السحر - لتكون فرقتُنا أبدية بلا رجعة.

 

وشاءت أقدار الحكيم الجليل أن أكون حامل، وأن نقوم بالرقية الشرعية، وهو تراجع، وأصبح يريد الرجوع، لكن زاد إصرار أهله، وهددوا بكل شيء، فكان الطلاق.

 

بعد شهر أتاني باكيًا، كنتُ حامل (طلقني وأنا حامل)، كنت مجروحة منه أشدَّ الجَرح، وثقتي به منعدمة، لكن فكرتُ في جنيني، وطلبت منه تأجيل الأمر إلى ما بعد الوضع، لكنه بعد الوضع لم يتقدم بجدية، لكن كان يلمح لوالدي؛ متعللًا بانتظاره للسكن، ووالدي صامت لا يرد عليه لا بالإيجاب و لا بالرفض، وطيلةَ عام كان يزور ابنته وينفق عليها، وقد سمعت أقوالًا كثيرة بزواجه، ولكنه جاء بمحض إرادته، وأخبر والدي أن كل ما يشاع هو مجرد إشاعة.

 

ومنذ أيام أتى لوالدي وأخبره أنه تزوج - رغمًا عنه - وأنه يريد تطليق زوجته وإرجاعي، وأنه بدأ إجراءات الطلاق، وأنه استوعب الدرس، وأن السحر أثر فيه كثيرًا، ويعلم أن والدته من قامت به، والأدهى والأمرُّ، أني حين أردت التأكُّد من أمر زواجه، وجدت أنه غير مسجل مدنيًّا، وحين واجهتُه، أنكر و أصر أنه سجله بشكل عاديٍّ.

 

يا شيخ، لقد اختصرت قدر الإمكان، وأظنني ذكرت أهم ما حدث، وسؤالي: ماذا أفعل؟ أفكر في مصير ابنتي، كيف تعيش بعيدًا عن أبيها، وما هو مصيرها؟ من جهة أخرى، هو إنسان غير واضح، وغير ناضج، أحيانًا أفكر أنه اخترع قصة الزواج؛ ليكيدني؛ لشعوره الدائم بعدم حبي له.

 

هل ستكون ابنتي مرتاحة في جو أُسَري لا أضمنه، ولا أدري ملامحه؟ أم أنها ستكون مرتاحة أكثر في كنفي وحدي؟ خاصةً أني عاملة، وأستطيع أن أكفلها ماديًّا.

من جهة أخرى، أحيانًا أُحِسُّ أنني لا أستطيع العيش مع سواه، لكن أكاذيبُه وتلاعباتُه التي لا تنتهي، تنفرني منه، أحتاج إلى رجل عاقل وناضج. ما الحل؟ حيرتي لا يعلمها إلا الله، أخاف أن أظلم ابنتي، وأخاف منه.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد ذكرتِ أن زواجكِ قد بدأ بغير قناعة منكِ، وأن عدم القوة على الرفض هي السببُ في قبولِكِ، وذكرتِ أنك كنت تنفُرين من زوجك لصفات ذميمة فيه، منها: عدم العفة، وعدم الحياء، وعدم النضج، و...، حتى سقط من نظرك، وزادت الفجوة بينكما، وأنه لم يحاول رأب الصدع، ولا سد الخلل، كل هذا فضلًا عن سوء أسرته؛ لسعيهم الدؤوب للتفريق بينكما. ولهذا؛ فالظاهر تعذُّر الحياة الزوجية بينكما، ومحاولةُ إرجاعها أو الإمساكِ بها، عبثٌ لا يقوم على أساس، إلا رغبة التنشئة السوية لابنتك، ولكن الأب بالصفات المذكورة، لا يُؤمَل منه أن يكون أبًا سويًّا، أو زوجًا، يشحُّ حتى بالمشاعر، ولا يُرجى أن يكون عاقلًا يراعي وجود ابنته في معاملاته معك، مما سينعكس سلبًا - ولا بد - على سلوك وتربية الطفلة؛ فالزوج المتصف بما ذكرتِ، يهدد - دائمًا - أمن المرأة وكرامتها، وأمن الأسرة ودفأها.

 

نحن لا ننادي بكلامنا هذا؛ لكسر رباط الزوجية المقدسة وفَصْمِه - لأول وهلة - ولا - لأول بادرة خلاف - كيف والشرع الحنيف يأمرنا بشد رباط الزوجية بقوة، ولا نتركه ليُفلت إلا بعد المحاولة واليأس من الصلاح؟!

 

فقد تجاوز الأمر بينكما إلى النشوز والنفور وعدم القناعة في الشريك، وهذا ما لا تستقيم معه هذه الحياة، ولا يستقِرُّ لها قرار.

ومحاولةُ العيش تحت ضغط الأهل، أو المجتمع، أو غيرهما، محاولاتٌ فاشلة، يزيدها الضغط فشلًا، ومن الحكمةِ التسليمُ بالواقع، وعدمُ السعي لإعادة حياة على كُرْهٍ، وعدم وفاق، ونفرةٍ؛ ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾، إلا أن تَجِدي منه تغيُّرًا للأفضل، وتلمَسي منه صفاتٍ وأخلاقًا عالية ترفعه في نظرك، بدلَ تلك التي جعلته يهوي من عينك، فالقلوب تتقلب للأفضل، والمشاعر تتغير للأحسن، فعند ذلك - فقط - يمكنك أن تعودي له، أمَّا إن بقي على حاله، ففي الناس أبدالٌ، والله قادر أن يرزُقَكِ من فضله وإحسانه الواسع بزوج خيرٍ منه؛ فهو - سبحانه - كثير الفضل واسع الرحمة، وَصَلَتْ رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه، وهو المستعان وعليه التكلان.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة