• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل وجهي وجه نحس وشؤم ؟

هل وجهي وجه نحس وشؤم ؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 22/12/2016 ميلادي - 22/3/1438 هجري

الزيارات: 64041

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شابٌّ يتهمه الناس بأنه مصدر نحس وشؤم، مما أثَّر على نفسيته وأصبح مُنطويًا لا يتعامَل مع الناس.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما يتحدث شخصٌ ما عن أيِّ شيءٍ معي يحدُث معه العكس، حتى أصبحتُ أرى نفسي نحسًا أو شؤمًا!

أثَّر ذلك على نفسيتي، وأصبحتُ مُنطويًا لا أتعامَل مع الناس، فأخبِروني هل أنا بذلك مصدر شؤم فعلًا؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فما وقعتَ فيه أخي الكريم مِن التشاؤم والتطير أَمْرٌ لا يَجوز، وكان ينبغي ألا يطرأ لك على بال؛ لأن التشاؤمَ سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب محققٍ، بخلاف التفاؤل الذي هو حُسن ظنٍّ به لتوقع البلاء، والمؤمنُ مأمورٌ بحُسن الظن بالله تعالى على كل حالٍ، ولذلك كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ((يُحب الفألَ الحسن، ويَكره الطيرة))؛ كما رواه الإمام أحمد، فاقتدِ بنبيك صلى الله عليه وسلم، وتفاءل بالخير ولا تتشاءم.


كما لا يجوز لأحدٍ أن يتشاءَم بك أو بغيرك؛ فإن ذلك من الشرك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شركٌ، وما منا إلاَّ، ولكن الله يُذهبه بالتوكل)).


وقد قص الله علينا في سورة (يس) أن أصحاب القرية لما جاءهم المرسلون ﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 18، 19]؛ أي: إنا تشاءمنا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم؛ يقول تعالى: قالتْ الرسل لأصحاب القرية: ﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ﴾؛ أي: أعمالكم وأرزاقكم وحظكم مِن الخير والشر معكم، ذلك كله في أعناقكم، وما ذلك مِن شؤمنا إن أصابكم سوء فبما كتب عليكم وسبق لكم من الله؛ قاله الإمام الطبري في تفسير الطبري، (ت شاكر) (20/ 503).


فلا يجوز لك أخي الكريم أن تتشاءم بنفسٍ فتسيء الظن بالله تعالى، كما لا يجوز لك أن تحكم على نفسك بالعزلة.

نعم، فإنَّ التشاؤمَ مِن طبائع النفوس يقِلُّ ويَكْثُر، والعلاجُ النبوي له هو التوكُّل على الله عز وجل كما في الحديث السابق: ((وما منَّا إلاَّ))؛ يعني: إلا ويقع في نفسه شيء من التشاؤم، ولكن الله يُذهبه بالتوكل.


قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في كتاب: "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة" (2/ 234) بعد أنْ ذَكَرَ حديث أبي هريرة في الصحيحين عن النبيِّ: ((لا عدوى ولا طيرة، وأُحبُّ الفأل الصالح))، قال: "وهذا يَحتمل أن يكون نفيًا، وأن يكونَ نهيًا؛ أي: لا تطيَّروا، ولكن قوله في الحديث: ((ولا عدوى، ولا صفَر، ولا هامة)) يَدُلُّ على أن المراد النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تُعانيها، والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدلُّ على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهى إنما يدلُّ على المنع"، إلى أن قال (2/ 246-247): "... وفي الفرقان بينهما فائدة كبيرةٌ، وهي: أن التطير هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع، فإذا استعملها الإنسانُ فرجع بها مِن سفره وامتنع بها مما عزم عليه فقد قَرَع باب الشرك، بل ولجه وبرئ من التوكل على الله، وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله، والتطير مما يراه أو يسمعه، وذلك قاطع له عن مقام: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، و﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ [هود: 123]، و﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88]، فيصير قلبُه متعلقًا بغير الله عبادةً وتوكلًا، فيفسد عليه قلبه وإيمانه وحاله، ويبقى هدفًا لسهام الطيرة، ويساق إليه مِن كل أوب، ويقيِّض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه، وكم ممن هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة!".


ولخطورة التشاؤم ولأنه من أُلقيات الشيطان، علَّمنا النبيُّ دعاءً يُذهبه مع صِدق التوكل على الله لما قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: يقول أحدهم: ((اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك))؛ رواه أحمد، وفي سنن أبي داود عن عُروة بن عامر، قال: ذُكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أحسنها الفأل ولا ترُدَّ مسلمًا، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يَدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، إذا رأيتم من الطيرة شيئًا تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يذهب بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).


وفي "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" في معرض كلامه على ما في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم، أنه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم: ومنا أناس يتطيرون، قال: ((ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم))، قال: "فأخبر أن تأذيه وتشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته، لا في المتطير به، فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويَصده لما رآه وسمعه، فأوضح صلى الله عليه وسلم لأمته الأمر، وبيَّن لهم فساد الطيرة؛ ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعلْ لهم عليها علامة، ولا فيها دلالة، ولا نصبها سببًا لما يخافونه ويحذرونه، ولتطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي أرسل بها رسله، وأنزل بها كتبه، وخلق لأجلها السموات والأرض، وعمَّر الدارين الجنة والنار بسبب التوحيد، فقطع صلى الله عليه وسلم علق الشرك مِن قلوبهم؛ لئلا يبقى فيها علقة منها، ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار ألبتة.


فمَن استمسك بعروة التوحيد الوثقى، واعتصم بحبله المتين، وتوكل على الله - قطع هاجس الطيرة من قبل استقرارها، وبادر خواطرها من قبل استمكانها.


قال عكرمة: كنا جلوسًا عند ابن عباس، فمَرَّ طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير، فقال له ابن عباس: لا خير ولا شر، فبادره بالإنكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر.


وخرج طاوس مع صاحبٍ له في سفر فصاح غراب، فقال الرجل: خير، فقال طاوس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني. اهـ.

فتحلَّ أيها الأخ الكريم بالقوة، وثبات النفس، وواجه الناس، ودعك مِن تلك الخطرات، وأفضل ما تستعين به لتحقيق ذلك - بعد صدق اللجوء إلى الله - المواظَبة على العبادات، وقراءة القرآن بتدبر، كما أنصحك باقتناء كتاب: "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" للإمام ابن القيم، وكتاب: "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي.


وفقك الله لكل خير، وألهمك رشدك، وأعاذك من شرِّ نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة