• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل مساعدة الوالدين على أداء الحج من البر؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/8/2014 ميلادي - 17/10/1435 هجري

الزيارات: 12088

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تريد الحج مع والديها، لكن والدها كبير في السن، وليس لديها المال الذي يكفي لسفرها معهما، والقانون في بلدها يمنع سفر الوالد بعد سن معينة، والفتاة تبرعتْ بما معها لحج والديها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في الثلاثين مِن عمري، لم أتزوَّجْ بعدُ، حاصلة على شهادة البكالوريوس، وأعمل مُوَظَّفة براتبٍ جيد - والحمد لله.

 

مِن فترة كبيرةٍ وأنا أريد أن أحجَّ، وقد اعتمرتُ مرتين، لكن المشكلة أنَّ بلدي قامتْ بتقنين الحج مِن حيث العمرُ، فمَن في سني من الفتيات لا يمكنهنَّ الحجَّ!

 

وَعَدَنا أحدُ الأفاضل بأن يُقَدِّم لنا منحةَ حجٍّ، لكني لن أكونَ من ضمن هذه المنحة، والمشكلةُ أنَّ والدي رجلٌ كبيرٌ في السن، وإذا حجَّ هذا العام فلن أستطيعَ أن أحجَّ وحدي بعد ذلك؛ لأنَّ القانون يمنع ذلك عندنا.

 

ولا أعلم متى سأتزوَّج ليكونَ لديَّ مَحْرَمٌ يتولى مسؤوليتي، وحتى إذا تزوجتُ فلا أعلم هل سأحج بعد الزواج أو لا؟ فالمرأة بعد الزواج تنشغل بالبيت ومتطلباته والزوج والأبناء!

 

وهذه الفترةُ هي الوحيدةُ التي أراها مناسبةً للحج، لكن للأسف ليستْ هناك فرصةٌ لي.

 

تبرعتُ بتكاليف الحج كاملةً لوالديَّ، وفي داخلي حزنٌ كبيرٌ لأني لن أكونَ معهما، تمنيتُ أن أكونَ معهما لأخدمهما وأرعاهما، وفي حالة عدم وجودي معهما فلن أستطيعَ أن أُقَدِّم إلا العون المادي فقط.

 

احتسبتُ ما سأنفقه ابتغاءَ وجه الله تعالى؛ عسى أن يُكْرِمَني الله بما هو خير، فهل ما أفعله يُعَدُّ مِنَ البرِّ؟ وهل لي عليه أجْرٌ؟

 

دعواتكم لي أن يرزقني اللهُ الحج، وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فشكر الله لك أيتها الأخت الكريمة بِرَّك بوالديك، وتقبَّلَ منك ما تُنْفِقينَهُ عليهما، وأبْشِري؛ فإنَّ لفِعْلِ المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرْح الصدر وتيسير الأمور، فاللهُ تعالى شكورٌ جوادٌ كريمٌ يجود بالكثير، فمَنْ تَقَرَّب إليه بمثقال ذرةٍ مِن الخير شكَرها وحمدها ونماها له؛ كما في صحيح البخاري، عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَصَدَّقَ بعدل تمرةٍ مِنْ كَسْبٍ طيبٍ، ولا يَقْبَلُ الله إلا الطيب، وإن الله يتقَبَّلها بيمينه، ثم يُربيها لصاحبه، كما يُربي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل».

 

والحسنةُ عنده سبحانه بعشْر أمثالها أو يُضاعفها، بلا عددٍ ولا حسبان؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنةُ عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعف))؛ رواه مسلم.

 

وإذا تأملتِ القرآن الكريم والسنة المُشَرَّفَةَ وجدتِ الثناء فيه على المُنفقين، وقد شهد رسولُ الله بأنَّ اليدَ العليا خيرٌ مِن اليد السُّفْلى، وفسَّرَ اليد العليا بالمعطية، فالحمدُ لله الذي منَّ عليك بتلك النعمة، وأعانك على النفقة في سبيله سبحانه، كلُّ هذا إذا كان فعلُ المعروف على البعيد، أما مع القريب فيجتمع أجْرُ الصدقة وأجْرُ الصِّلة، وأولى الأقرباء هما الوالدان.

 

وبعدُ، فتَوَسَّلي - أيتها الفاضلة - إلى الله تعالى الجواد الكريم بهذا العمل الصالحِ الذي هو مِن أبر البر لتحقيق كلِّ ما ترغب نفسُك فيه؛ مِن حجٍّ، وزوجٍ صالحٍ، وصلاح حال... إلى غير ذلك مِن خير الدنيا والآخرة، فبابُ الكريم مُناخُ الآمال، ومحطُّ الأوزار، وسماءُ عطائِه لا تُقلع عن الغيث، بل هي مِدْرارٌ، ويمينُه مَلْأَى لا تغيضها نفقة، سحَّاء الليل والنهار - كما في الحديث الصحيح.

 

وتأمَّلي معي - رعاك الله - ما كتبه شيخُ الإسلام ابن القيم، وستجدين فيه الجوابَ الشافي لك، قال في عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (ص 253):

"... وإذا كان اللهُ سبحانه قد غفَر لمن سقى كلبًا على شدة ظمئه، فكيف بمَن سقى العطاش، وأشبع الجِياعَ، وكسا العُراة مِن المسلمين، وقد قال رسول الله: ((اتقوا النار ولو بشق تمرة، قال فإن لم تجدوا فبكلمة طيبةٍ))، فجعل الكَلِمَ الطَّيِّبَ عِوَضًا عن الصدقة لمن لا يقدر عليها، وأين لذة الصدقة والإحسان وتفريحهما القلب وتقويتهما إياه، وما يلقى الله سبحانه للمُتَصَدِّقين مِن المحبة والتعظيم في قلوب عباده والدعاء لهم والثناء عليهم، وإدخال المسَرَّات عليهم مِنْ أجْرِ الصبر على الفقر، نعم إنَّ له لأجرًا عظيمًا، لكن الأجْر درجات عند الله.

 

وأيضًا فالصدَقةُ والإحسانُ والإعطاءُ وصفُ الربِّ تعالى، وأحبُّ عباده إليه مَن اتَّصَفَ بذلك كما قال النبيُّ: ((الخلقُ عيالُ الله، فأحبُّ الخلْقِ إليه أنفعُهم لعياله))، قالوا: وقد ذكر الله سبحانه أصناف السُّعداء، فبدأ بالمُتَصَدِّقين أولهم فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾ [الحديد:18 - 19]، فهؤلاءِ أصنافُ السعداء، ومُقَدِّموهم المصدقين والمصدقات.

 

وفى الصدقةِ فوائدُ ومنافعُ لا يُحصيها إلا الله، فمنها: أنها تقي مَصارع السوء، وتدفع البلاء، حتى إنها لتدفع عن الظالم.

 

قال إبراهيم النخَعي: وكانوا يَرَوْنَ أن الصدقة تدفع عن الرجل المظلوم، وتُطفئ الخطيئة، وتحْفَظ المال، وتجلب الرِّزْقَ، وتُفرح القلب، وتُوجب الثقة بالله وحُسن الظن به، كما أنَّ البخل سوء الظن بالله، وتُرغم الشيطان - يعني: الصدقة - وتُزكي النفس وتنميها، وتُحَبِّب العبد إلى الله وإلى خلقه، وتستر عليه كل عيب، كما أن البخل يُغطي عليه كل حسنة، وتزيد في العمر، وتستجلب أدعية الناس ومحبتهم، وتدفع عن صاحبها عذابَ القبر، وتكون عليه ظِلًّا يوم القيامة، وتشفع له عند الله، وتُهَوِّن عليه شدائد الدنيا والآخرة، وتدعوه إلى سائر أعمال البر، فلا تُسْتَعْصى عليه، وفوائدُها ومنافعُها أضعافُ ذلك.

 

ولو لم يكن في النفْعِ والإحسان إلا أنه صفة الله، وهو سبحانه يُحِبُّ مَنِ اتَّصَف بموجب صفاته وآثارها، فيحب العليم والجواد والحيي والستير، والمؤمن القوى أحبُّ اليه مِن المؤمن الضعيف، ويحب العدل والعفو والرحيم والشكور والبر والكريم، فصفتُه الغنى والجود، ويحب الغنى الجواد.

 

ويكفي في فضْلِ النَّفْعِ المُتَعدِّي بالمال أن الجزاء عليه مِن جنس العمل، فمَنْ كسا مؤمنًا كساه الله مِن حُلَلِ الجنة، ومَنْ أشبع جائعًا أشبعه اللهُ مِنْ ثمار الجنة، ومَن سقى ظمآنًا سقاه اللهُ مِن شراب الجنة، ومَنْ أعتق رقبةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النار، حتى فَرْجه بفَرْجه، ومَن يَسَّر على مُعْسِرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدنيا نفَّسَ الله عنه كُرْبَةً مِن كُرَب يوم القيامة، واللهُ في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه، وقد جعل رسولُ الله الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر، ومعلومٌ أنه إذا تعدَّى شكره إلى الإحسان إلى الغير ازداد أخرى، فإنَّ الشكرَ يتضاعَف إلى ما لا نهاية له" اهـ. موضع الحجَّة منه مختصرًا بتصرُّفٍ يسير.

 

وقد ذكَر أيضًا في كتابه الماتع زاد المعاد في هدْي خير العباد (2/ 24-25) فصلًا في أسباب شرح الصدور فقال:

ومنها: الإحسان إلى الخَلْق ونَفْعهم بما يُمكنه مِن المال والجاه والنفْع بالبدَن وأنواع الإحسان، فإنَّ الكريمَ المُحْسِنَ أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيلُ الذي ليس فيه إحسانٌ أضيق الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا، وقد ضرَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح مثلًا للبخيل والمتصدِّق كمَثَل رجلين عليهما جُنشارة




كلمات مفتاحية (مثال: الرجل - الإسلام و العلم - أحكام الصلاة ...)




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة