• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الغربة بين الدراسة والأهل

الغربة بين الدراسة والأهل
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 12/1/2013 ميلادي - 29/2/1434 هجري

الزيارات: 20375

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

أنا طالبٌ أبلغ من العمر 38 سنة، متزوِّج ولدي أولاد، وأحضِّر الدكتوراه في الصين، وأهلي وأولادي في اليمن، وأشعر بحاجة ماسة لأهلي هنا، ولكن ظروف المعيشة تجعلني متردِّدًا كثيرًا في اتخاذ القرار.

 

أرجو أن تشيروا عليَّ بما ترونه مناسبًا.

 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:

فَيَا أخي الكريم، أتفهم جيدًا أن الحياة التي تحياها في الغربة بعيدًا عن الأهل والولد والخلان؛ كما قال الشاعر:

 

أَبِيتُ فِي غُرْبَةٍ لَا النَّفْسُ رَاضِيَةٌ
بِهَا وَلَا المُلْتَقَى مِنْ شِيعَتِي كَثَبُ
فَلَا صَدِيقٌ تُسِرُّ النَّفْسَ طَلْعَتُهُ
وَلَا رَفِيقٌ يَرَى مَا بِي فَيَكْتَئِبُ

 

فالحالةُ التي تعيشُها أنتَ وأسرتك ليستْ بالسهلة، ولا بالأمر الهيِّن على النفس، فالحبُّ والشوق يَدْفَعانِك للحنين، والشعور بافتقارِك إلى أن يكونوا بجوارك لتأنس بهم، ويزول عنك عناء العنت، وتحيا مع حبِّهم وحنانهم الذي ينزل بك الطمأنينة، والسكينة، وراحة البال، ولا نبعد إذا قلنا: إن أسرتك ربما شعرتْ بما تُعانيه أنت وأكثر، وتقاسي أشدَّ مِن مقاساتك، فهذا أمرٌ فطري جِبِلِّي، يجعل انجذاب المرأة إلى زوجها أشد وأعظم، وافتقارها لصحبته والأنس به أقوى.

ولكن مما تغتفر به وحشة الغربة، وجفاء البعد، وهلع النفس، ويسكن الشوق إلى الأهل، ما ستحصله - إن شاء الله - من فوائد علميَّة، وتحصيل أعلى الدرجات البحثية؛ فتعز بالصبر، وسيهون عليك طول الغربة، وشَظَف العيش، ومما قيل في هذا الشأن:

"من لم تكن استفادة الأدب أحب إليه مِن الأهل والمال، لم ينجب"؛ كما في "المزهر في علوم اللغة وأنواعها" (2/ 264).

ولا يخفى عليك أنَّ الأئمة والعلماء مِن لَدُن الصحابة إلى يوم الناس هذا، قد رحلوا في طلَب العلوم والفوائد، وصبروا على شَظَف العيش، وعواقب الصبر محمودة، ولتوقنْ أن الغايات لا تبلغ بالأماني؛ فخذْ على نفسك ميثاق الصبر، فإن جزعتَ، فتذكَّر قول المعصوم - صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعطِي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))، وقال الشاعر:


قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ
وَقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّللُ

 

هذا؛ ولعله قد استبان لك جوابُ حَيْرَتِك؛ فالرأيُ الأمثل هو أن تستعينَ بالله، ولا تعجز، فإن كانت الأوضاعُ في تلك البلاد البعيدة تُنَاسِبُ أن تُحضِر زوجتَك وأبناءك، وكنتَ مُستطيعًا للنفقة عليهم، فلا بديلَ عن استقدام أسرتك، فتتشاركون الحياة جميعًا ، وتزيلان عن قلوبكما قسوة وعناء السفَر.

أما إن كان الوضعُ لا يسمح بهذا، فليس مِن الصبر بدٌّ، وما هي إلا أيام معدودة، وسيجتمع الشملُ.

وسلّ نفسَك بأبيات الإمام الشافعي:


مَا فِي المَقَامِ لِذِي عَقْلٍ وَذِي أَدَبٍ
مِنْ رَاحَةٍ فَدَعِ الْأَوْطَانَ وَاغْتَرِبِ
سَافِرْ تَجِدْ عِوَضًا عَمَّنْ تُصَاحِبُهُ
وَانْصَبْ فَإِنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إِنِّي رَأَيْتُ وُقُوفَ المَاءِ يُفْسِدُهُ
إِنْ سَالَ طَابَ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
وَالْأُسْدُ لَوْلَا فِرَاقُ الْغَابِ مَا افْتَرَسَتْ
وَالسَّهْمُ لَوْلَا فِرَاقُ الْقَوْسِ لَمْ يُصِبِ
وَالشَّمْسُ لَوْ وَقَفَتْ فِي الْفُلْكِ دَائِمَةً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عَجَمٍ وَمِنْ عَرَبِ
وَالْبَدْرُ لَوْلَا أُفُولٌ مِنْهُ مَا نَظَرَتْ
إِلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ عَيْنُ مُرْتَقِبِ
وَالتِّبْرُ كَالتُّرْبِ مُلْقًى فِي أَمَاكِنِهِ
وَالْعُودُ فِي أَرْضِهِ نَوْعٌ مِنَ الْحَطَبِ
فَإِنْ تَغَرَّبَ هَذَا عَزَّ مَطْلَبُهُ
وَإِنْ أَقَامَ فَلَا يَعْلُو عَلَى رُتَبِ

 

وقيل أيضًا: 


إِذَا مَا ضَاقَ صَدْرُكَ مِنْ بِلَادٍ
تَرَحَّلْ طَالِبًا أَرْضًا سِوَاهَا
عَجِبْتُ لِمَنْ يُقِيمُ بِدَارِ ذُلٍّ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ فَضَاهَا
فَذَاكَ مِنَ الرِّجَالِ قَلِيلُ عَقْلٍ
بَلِيدٌ لَيْسَ يَعْلَمُ مَا طَحَاهَا
فَنَفْسُكَ فُزْ بِهَا إِنْ خِفْتَ ضَيْمًا
وَخَلِّ الدَّارَ تَنْعَى مَنْ بَنَاهَا
فَإِنَّكَ وَاجِدٌ أَرْضًا بِأَرْضٍ
وَنَفْسُكَ لَمْ تَجِدْ نَفْسًا سِوَاهَا
وَمَنْ كَانَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ
فَلَيْسَ يَمُوتُ فِي أَرْضٍ سِوَاهَا

 

نسأل الله لك التوفيقَ والسدادَ، وأن يشرح صدرَك، وأن يجمعَك بزوجتِك وأبنائك على خير وبركة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة