• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل يشترط في البر أن يكون عن قرب؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 17/3/2012 ميلادي - 23/4/1433 هجري

الزيارات: 12922

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

الشيخ الكريم، سَنَحَتْ لي فرصةٌ لأعودَ لبلدي في عملٍ قريبٍ من أهلي، ولكن بنصف راتبي في السعوديَّة، وأيضًا في بلدي لا يمكن التوفيرُ على الإطلاق، هل تنصحُني بأنْ أتخلَّى عن كلِّ هذا من أجل أنْ أكون قريبًا من أهلي؟ وهل صحيح تحصيلُ رضا الوالدين عن قُرب واقتدار أفضلُ من تحصيله عن بعدٍ؟

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فجزاكَ اللهُ خيرًا على حِرصك على برِّ الوالدين، وما تسألُ عنه يندرجُ فيما يُسمِّيه الناسُ السفرَ لتحسين الوضع المادي؛ يعني: السفر من أجل الحاجيَّات، وليس من أجل الضروريَّات الأساسيَّة، التي بلا شَكٍّ قد تكون مُتحقِّقة بالعمل بنصف الدَّخل في بلدك، وفي حالة السفر للحاجيَّات أو التحسينيَّات، فإنَّ الأمر فيها يَرِجعُ إلى معرفة المصالح والمفاسد المترتِّبة عليه، والتي أنت أدرَى بها وبوضعك المادي من غيرك؛ ولذلك سأذكُر لك القواعد والجوانب الشرعيَّة، وأنت تُطبِّقُها على حالتك.

أولاً: السفرُ لك من جملة المباحات؛ أي: لا إثمَ فيه ما دامَ الوالدان لا يمنعانِك منه، بل لا يلزمُ إذنهما، والسفرُ مأمونٌ، بل قرَّرَ العلماءُ أنَّه يجوزُ للولد السفرُ للتجارة ونحوِها من الأسفار المأمونة، ولو لم يأذَنْ له الوالدان، ما دام هناك مَن يَرْعاهما من إخوةٍ لك، أو قريبٍ، أو كانا بصِحَّةٍ جيِّدة؛ لا يحتاجان لأحدٍ في تدبيرِ شُؤُون حياتهما.

وقد نَصَّ أهل العلم على جَواز سفَر الابنِ لطلَب الرزق دُون إذْن والدَيْه، بشرط أنْ يكون السفر لا خُطورةَ فيه عليه، وأنْ يكونَ الوالدان غير محتاجين إليه.

قال الكاساني - في "بدائع الصنائع" (7/98) في معرض حديثه عن كيفيَّة فرْض الجهاد -: "... وكذا الولدُ لا يخرجُ إلا بإذْن والديه أو أحدهما إذا كان الآخَر ميتًا؛ لأنَّ بِرَّ الوالدين فرضُ عينٍ، فكان مُقدَّمًا على فرضِ الكفاية، والأصل أنَّ كلَّ سفرٍ لا يُؤمَن فيه الهلاكُ، ويشتدُّ فيه الخطرُ، لا يحلُّ للولد أنْ يخرُجَ إليه بغير إذْن والديه؛ لأنهما يُشفِقان على ولدهما، فيتضرَّران بذلك، وكلُّ سفرٍ لا يشتدُّ فيه الخطَر يحلُّ له أنْ يخرُج إليه بغير إذْنهما إذا لم يُضيِّعهما؛ لانعِدام الضَّرر، ومن مَشايِخنا مَن رخَّص في سفَر التعلُّم بغير إذْنهما؛ لأنهما لا يتَضرَّران بذلك، بل ينتفعان به، فلا يلحقه سمةُ العقوق"؛ ا.هـ.

وقال السرخسي في "شرح السير الكبير": "وكلُّ سفرٍ أراد الرجل أنْ يُسافر غير الجهادِ لتجارةٍ أو حَجٍّ أو عُمرة، فكَرِهَ ذلك أبواه، وهو لا يخافُ عليهما الضيعة - فلا بأس بأنْ يخرُجَ؛ لأنَّ الغالبَ في هذه الأسفار السَّلامة، ولا يلحَقُهما في خُروجِه مشقَّةٌ شديدة، فإنَّ الحزنَ بحكم الغيبة يندفعُ بالطَّمع في الرُّجوع ظاهرًا، إلا أنْ يكون سَفَرًا مخوفًا عليه منه نحو ركوبِ البحر، فحينئذٍ حُكمُ هذا وحُكمُ الخروج إلى الجهاد سواء؛ لأنَّ خطرَ الهلاك فيه أظهر"؛ ا.هـ.

وهو ما ذهَب إليه الإمامُ النووي في "المجموع" والشيرازي في "المهذب".

 

ثانيًا: إنْ أَذِنَ لك الوالدان في السَّفر، أو كانا غير محتاجين إليك؛ لكونهما يقدران على خِدمة نفسيهما، أو يُوجَد مَن يخدمهما غيرك - فلا حرجَ عليك حينئذٍ من السفر لتحسين حالتك الماديَّة، ولو لم يَأذَنا، ولا يُعَدُّ سفرُك من العُقوق، ولكنْ يجبُ عليك بلا شكٍّ إرضاؤهما، وأنْ تُبيِّن لهما المصالح التي في السَّفر بالنسبة لك، وأنَّك لن تضيعهما، وأنَّك ستجلسُ قدر حاجتِك، ثم تعودُ إليهما، الوالدان يمكن أنْ يذهب حزنُهما لسفرك بِمُداومة الاتِّصال، وتوفير حاجاتهما ورغباتهما، واعتِناء إخوانك بهما، كلُّ هذا - إن شاء الله - سيُخفِّفُ ما يجدانِهِ من فَقدك، وما هي إلا أشهرٌ أو سنواتٌ قليلةٌ تُعدِّلُ فيه وضعَك المادي، وتَقضِي حاجتك من السفر، وتعود للعيش معهم، ولا يُشترَط في البرِّ أنْ يكون عن قُرْبٍ، ولكِنِ احرِصْ على ما ذكرتُه لَكَ مع النُّزول في الإجازات.

 

ثالثًا: إذا كان لا يوجد للوالدين مَن يرعاهما، أو كان أحدُهما أو كلاهما محتاجًا إليك لخِدمته، ولا يُوجَد مَن يقومُ بذلك بعد سفرك، فلا تُسافِرْ إلا بإذنهما، وبعد أنْ تُوفِّر لهما مَن يرعاهما، فإنْ لم يتيسَّر ذلك، فلا أنصحُك بالسفر، وسيجعل اللهُ - عزَّ وجلَّ - لَكَ خَلَفًا وعِوَضًا عمَّا فاتَكَ، ولعلَّ الله - عزَّ وجلَّ - يفتحُ عليكَ من الأبواب ما هو خيرٌ لك من ذلك؛ فإنَّ برَّ الوالدين شأنُهُ عظيمٌ، وثوابُهُ جزيلٌ، واللهُ - عزَّ وجلَّ - وَعَدَ بأنَّ مَن تَرَكَ شيئًا لله عَوَّضَه الله - عزَّ وجلَّ - خيرًا منه، فإذا كنتَ لا تحتاجُ لهذا السَّفرِ، وحاجتُك مقضيةٌ مع البَقاء مع الوالدين، فالبقاءُ مَعَهُما أَوْلَى وأفضلُ، وسيُيَسِّر اللهُ - عزَّ وجلَّ - لَكَ من الأمور والخيرات ما لم تَحْتَسِبْ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة