• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

دعاء والدتي دمرني

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 15/3/2012 ميلادي - 21/4/1433 هجري

الزيارات: 56340

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة لَم أتزوَّج، عِلمًا بأني خُطِبتُ أكثر من مرة، ولكني كنتُ أستخير وأرفضُ، وفي مرة خَطَبتني صديقة أُمي لابنها، ورأيتُه الرؤيةَ الشرعيَّة، فرَفضتُ، فدَعَتْ عليَّ والدتي دعوةً لَم أُوَفَّق بعدَها، دعَتْ عليَّ؛ لأني رَفَضتُ ابن صديقتها، وهذا الأمر قد أغضبَ صديقتها، دَعَت عليَّ أُمي من أجْل الناس!

خُطِبت بعدها كثيرًا ولَم أُوَفَّق في أيِّ خِطبة بعدَها، تقدَّم إليّ في إحدى المرَّات رجلٌ، فوافَقتُ عليه، ومَلكتُ، ولَم أُكمل الشهرين حتى حدَثَت مشكلات بيننا، وفَسَختُ عقدَ الملكة، وهكذا يمرُّ عمري على نفس الأمر، ذهَبتُ إلى شيخٍ، فقال لي: إنه يوجد لَدَي عينٌ منذ مدَّة، واستمررتُ على الرُّقية والعلاج، ذهَبتُ للحج، وطلَبتُ من الله أن يُغنيني بالحلال، ولكن لَم يَشَأِ الله.

أرى كلَّ فتيات العائلة اللاتي في عُمري قد تَزَوَّجْنَ وأنْجَبْنَ إلاَّ أنا، ولا تَقُلْ لي: إنَّ الأمر خيرٌ؛ لأني لا أتوقَّع أنَّ هذا الأمر خيرٌ، أَخَيْرٌ أن أنحرفَ وأنْجَرف وراء ما يُشبع رغباتي الجنسيَّة والعاطفيَّة؟!

أحيانًا أقول لنفسي: لا تَحلمي بأن تَتزوَّجي؛ فأمي دمَّرتني بدعائها عليَّ لأَتْفه الأمور، المهم عندها أن تدعوَ عليَّ وعلى إِخْوَتي، وتُدَمِّرنا بدعائها، وبما أني لا أَمَلَ لي في الزواج، أُفَكِّر كثيرًا في إقامة علاقة أُشبع فيها رغباتي ولو كذبًا، لا تَقُلْ لي: هذا من الشيطان؛ لأنَّ الله لو أغْنَاني، لَما فكَّرتُ في هذا الأمر.

 

أرجو الدعاء لي؛ فقد أوْشَكتُ على الانهيار، وأرجو أيضًا الدعاء لي بالزوج الذي تَقَرُّ به عيني، وتَقَرُّ عينُه بي.

 

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحْبِه ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شكَّ أنَّ دعاءَ والدتك عليكِ من الأخطاء الشرعيَّة المنتشرة، والذي يقع فيه كثيرٌ من الأُمَّهات إذا حصَل من أولادهنَّ ما يُغضبهُنَّ، وقد نهى رسول الله عن ذلك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تَدعوا على أنفسكم، ولا تَدعوا على أولادكم، ولا تَدعوا على أموالكم، لا تُوافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ؛ فيَستجيب لكم))؛ رواه مسلم.

والحديث الشريف لا يدلُّ على أنَّ كلَّ دعاءٍ للوالدين يُجاب، وإنما فيه النهي عن الدعاء على الأبناء في الغضب؛ مُعلِّلاً ذلك بأنَّ الدعاء رُبَّما يُستجاب، ولكن من رحمة الله تعالى أنه قال: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [يونس:11]؛ قال مجاهد- كما علَّقه البخاري في صحيحه -: "قول الإنسان لولده وماله إذا غَضِب: اللهمَّ لا تُبارِك فيه والْعَنْه،﴿ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾، لأُهْلِكَ مَن دُعِيَ عليه، ولأَماتَه".

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وصلَه الفِريابيُّ، وعبدُ بن حميد، وغيرهما، من طريق ابن أبي نَجيح، عن مجاهد في تفسير هذه الآية، ورواه الطبريُّ بلفظٍ مختصرٍ، قال: "فلو يُعجِّل اللهُ لهم الاستجابة في ذلك - كما يُستجاب في الخير - لأَهْلكَهم، ومن طريق قتادة قال: هو دعاءُ الإنسان على نفسه وماله بما يَكره أن يُستجابَ له"؛ ا .هـ.

وقال شيخ المُفَسِّرين أبو جعفر الطبري: "يقول - تعالى ذِكره -: ولو يُعَجِّل الله للناس إجابةَ دعائهم في الشرِّ - وذلك فيما عليهم مَضرَّةٌ في نفسٍ، أو مالٍ - استعجالَهم بالخير؛ يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دَعَوه به، ﴿ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ﴾، يقول: لَهَلكوا، وعُجِّلَ لهم الموت، وهو الأجَلُ، وعَنَى بقوله: ﴿ لَقُضِيَ ﴾؛ لفُرِغَ إليهم من أجَلهم، ونُبِذَ إليهم"؛ ا .هـ. من "تفسير الطبري" (15 / 33).

ثم مَن أدْرَاكِ أنَّ الله تعالى قد استجابَ دعاءَ أُمِّكِ، فعُوقِبْتِ بالحِرمان من الزواج؛ فإنَّ الجزمَ بهذا من دَعْوى الاطِّلاع على الغيب الذي استأْثَر الله بعلمه، فَدَعْكِ من هذه النظرة التشاؤميَّة، واستَغْفري اللهَ مما يجولُ في صدركِ من أمور تُخالفُ الشَّريعة، وأحْسِني الظنَّ بالله؛ فإنه - سبحانه - يقول في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم: ((أنا عندَ ظنِّ عبدي بي)).

واصبِري وتوكَّلي على الله، ولتَعلمي أن الزَّوج رِزقٌ، لا يُنال إلا بطاعة الله تعالى، وله أجَلٌ لا يتقدَّم ولا يتأَخَّر، وما كتَبه الله لك من رِزقٍ لَم يَحِنْ أجَلُه بعدُ، ولعلَّ في هذا التَّأخير مصلحةً وحِكَمًا، لا يُدركها إلاَّ الله - سبحانه وتعالى - قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

والله قدَّر مقادير الأشياء من زواج وغيره قبل أن يَخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؛ كما رواه مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وفي سُنن أبي داود والترمذي أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ أوَّل ما خَلَق الله القلم، فقال له: اكْتُب، قال: ربِّ وما أكتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مقاديرَ كُلِّ شيءٍ حتَّى تقومَ الساعة)).

وفي "الصحيحين" وغيرهما أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ أحدَكم يُجمع خَلْقُه في بطن أُمِّه أربعين يومًا نُطفةً، ثم يكون عَلَقة مثلَ ذلك، ثم يكونُ مُضغة مثلَ ذلك، ثم يُرْسَلُ إليه الملكُ، فيَنفخ فيه الرُّوح، ويُؤْمَرُ بأربع كلمات؛ بِكَتْبِ رِزْقه وأَجَله وعَمَله، وشقيٌّ أو سعيد))؛ الحديث.

وقد سُئِلَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن إسقاط الأسباب نظرًا إلى القَدَرِ، فردَّ ذلك؛ كما ثبَت في "الصحيحين" عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((ما منكم من أحدٍ، إلاَّ وقد عُلِمَ مَقعده من الجنَّة، ومَقعده من النار))، قالوا: يا رسول الله، أفلا نَدَعُ العَمَلَ، ونتَّكِلُ على الكتاب؟ فقال: ((لا، اعْمَلوا؛ فكلٌّ مُيَسَّر لِمَا خُلِقَ له)).

فكلُّ ما يعملُه الإنسان وما يَحدثُ له، فهو مَقدَّرٌ قبل ميلاده؛ سواء كان زواجًا، أو غير ذلك.

 

هذا، وسأَذكر لكِ بعض الطُّرق لتيْسير الزواج وتعجيله، والتي منها:

- اللجوءُ إلى الله تعالى بالدُّعاء في أوقات الإجابة، ولزومُ الطاعة لله - عزَّ وجلَّ - وتجنُّب المعاصي؛ كما قال الله في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلم على نفسي، وجعَلته بينكم مُحرَّمًا، فلا تَظالَموا.

يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلاَّ مَن هَدَيتُه، فاسْتَهْدوني أَهْدِكم.

يا عبادي، كلُّكم جائعٌ، إلاَّ مَن أَطْعَمتُه، فاسْتَطعِموني أُطْعِمكم.

يا عبادي، كلُّكم عارٍ، إلاَّ مَن كَسَوته، فاسْتَكْسُوني أَكْسُكم.

يا عبادي، إنَّكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا، فاسْتَغْفِروني أَغْفِر لكم.

يا عبادي، إنَّكم لن تَبلغوا ضُرِّي، فتَضرُّوني، ولن تَبلغوا نَفْعي، فتَنفعوني.

يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم - كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحد منكم، ما زادَ ذلك في مُلكي شيئًا.

يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم - كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحد، ما نقصَ ذلك من مُلكي شيئًا.

يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم - قامُوا في صعيد واحدٍ، فسأَلوني، فأَعْطيتُ كلَّ إنسانٍ مَسألته، ما نقَص ذلك مما عندي، إلاَّ كما يَنقص المِخْيَطُ إذا أُدْخِل البحر. يا عبادي، إنَّما هي أعمالُكم أُحْصِيها لكم، ثم أُوَفِّيكم إيَّاها، فمَن وجَد خيرًا فلْيَحْمَدِ الله، ومَن وجَد غير ذلك، فلا يَلُومَنَّ إلاَّ نفسه))؛ رواه مسلم.

وهذا يَقتضي أنَّ جميع الخَلْق مُفتقرون إلى الله تعالى في جَلْب مصالحهم، ودَفْعِ مَضارِّهم في أمور دينهم ودنياهم، وأنَّ العباد لا يَملكون لأنفسهم شيئًا من ذلك كلِّه، وأنَّ مَن لَم يَتفضَّل الله عليه بالهدى والرزق، فإنه يُحْرَمُهما في الدنيا، ومَن لَم يتفضَّلِ الله عليه بمغفرة ذنوبه، أَوْبَقتْه خطاياه في الآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]، وقال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ [فاطر: 2]، وقال: ﴿ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وقال: ﴿ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ ﴾ [العنكبوت: 17]، وقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: 6].

وقال تعالى حاكيًا عن آدمَ وزوجِه أنهما قالا: {﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، وعن نوح - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: ﴿ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47].

ومنها: التَّوبة النَّصوح؛ فما نزَل بلاءٌ إلاَّ بذنبٍ، ولا رُفِعَ إلاَّ بتوبة.

ومنها: الدعاء مع تيقُّن الإجابة بِما ورَد من أَدعيةٍ بشأْنِ طلَبِ العَوْنِ والتَّوفيق، وتَيْسير العسير، وبما لَم يَرِد؛ مثل: ((اللهمَّ لا سَهْلَ إلاَّ ما جعَلته سهلاً، وأنت تَجعل الحزنَ سهلاً إذا شِئْتَ))؛ رواه ابن حِبَّان عن أنس، و((يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أسْتَغيث، أصْلِح لي شَأْني كلَّه، ولا تَكِلني إلى نفسي طَرْفَة عينٍ))؛ رواه الترمذي.

ومنها: الإكثار من الاسْتِغفار؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴾ [نوح: 10]، وقال: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ﴾ [هود: 3].

فاعتِصَمُي بِالله تعالى، وأكثري من ذِكْره وشُكْره، والتقرُّب إليه بطاعته ومَرْضاته؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾[الطلاق: 2]، ولتَحْذَري منَ المعاصي والذنوب؛ فإنَّها التي تُعَسِّر على الإنسان في الحياة أمورَه، وتكونُ سببًا في مُعاناته، ودَعْكِ من مسألة إشباع الرغبات بالحرام؛ فهي مُنابذةٌ لله بالمعاصي، ولن تعودَ عليكِ إلاَّ بالضَّرر في الدين والدنيا.

 

واللهَ أسألُ أن يَرزُقكِ زواجًا صالحًا، ويتوبَ علينا وعليكِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة