• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الوطء في غير ما أحل الله

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 11/1/2012 ميلادي - 16/2/1433 هجري

الزيارات: 24106

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم، أفيدوني - يرحمكم الله -:

زوجي - حفظه الله - أحبُّه كثيرًا، وأريد مرضاته، ولكن أستحيي أن أقول - ولكن من باب: ﴿ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53] أقول -: زوجي يحبُّني كثيرًا، ويريد منِّي الوطء في غير ما أحل الله وأنا أوهمه أحياناً وأجاهد في رده كثيراً، مع العلم أنه من أهل القرآن، وأهل العلم، ذكَّرتُهُ كثيرًا، يتوب ثم يرجع، ويقول لي: لو فعلاً تحبِّينني، اصنعي لي ذلك، أنا تعبتُ، وهذا الموضوع يسبِّب لي ألمًا شديدًا، وأنا أريد مرضاته، فماذا أصنع؟ وأنا أكون حَذِرَةً، فهذا يعطيني الحذر، لا أستمتع، وأكون في جهاد بين أن أُرضيه، وأن لا يقع في المعصية؛ فأنا في حيرة شديدة، وقلق.

أفيدوني - جزاكم الله خيرًا - في غاية السرعة؛ عاجل جدًّا.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فبدايةً؛ عليك أن تَعْلمي أنَّه عند تعارُض طاعة الله مع طاعة غيره من الخلق، فلا شكَّ أنَّ الواجب طاعةُ الله، والبُعْد عن معصيته، وترك طاعة مَن سواه، سواءٌ كان زوجًا، أو أبًا، أو حاكمًا؛ فالقاعدة التي قرَّرها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه لا طاعة في المعصية؛ إنَّما الطاعة في المعروف، وقال - أيضًا -: ((لا طاعة لبشرٍ في معصية الله))، وقد صحَّ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَنْظُرُ الله إلى رَجُلٍ أتَى امْرَأَتَهُ مِنَ الدُّبُر))؛ أخرَجَه النَّسائي والتّرمذي وحسَّنَه، عنِ ابنِ عبَّاس.

وبيَّن - أيضًا - أنَّ مرْتَكِب تلك الفعلة مُعرَّضٌ للَّعْنة؛ أخرجَ الإمامُ أحمدُ وأبو داود والنَّسائيُّ عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((ملعونٌ مَنْ أتَى امرَأَتَهُ في دُبُرِها)).

فأيُّ عُقوبةٍ أَبْشَع وَأَردع للمسلم من الحِرمان مِنْ نَظَرِ الله إليه، ومِنَ الطَّرْدِ من رَحْمَتِه؟!

لذلك؛ نَصَّ الفقهاء على أنَّ من أتى زوجتَه في دبُرها، فقد أتى كبيرةً من كبائِرِ الذُّنوب، وقد نَصَّ على تحريمه الأئِمَّةُ الأربعةُ، وغيرهم من الأئمَّة المتَّبَعين، وهو مذهب سعيد بن المسيَّب، وأبي سلمة، وعِكْرمة، وطاوس، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعروة بن الزُّبير، ومجاهد بن جَبْر، والحسَن، وخلْقٍ كثيرٍ من السَّلف والخلف؛ فإنَّهم أنكروا ذلك أشدَّ الإنكار، ومِنْهُم مَنْ يُطْلِقُ على فِعْلِه الكُفْر، واستدلُّوا بالأحاديث السابقة، وبالمعقول.

 

وقد أفاض ابن القَيِّم - رحِمه الله - في ذِكْرِه في كِتابِه "زاد المعاد" في كلام نفيسٍ له، قال:

"وإذا كان اللهُ حرَّم الوَطْءَ في الفَرْجِ لأجْلِ الأذَى العارض - يعني: الحيض - فما الظَّنُّ بالحُشِّ الذي هو مَحلُّ الأذَى اللاَّزِم، مع زيادة المَفْسدة بالتعرُّضِ لانقطاع النَّسْلِ، والذَّريعة القريبة جِدًّا مِنْ أدْبَارِ النِّساءِ إلى أدبار الصِّبيانِ، وأيضًا فَلِلمرأَةِ حَقٌّ على الزوج في الوَطْءِ، ووطؤها في دُبُرها يُفَوِّتُ حَقَّها، ولا يَقْضِي وَطَرَها، ولا يَحْصُلُ مَقْصُودُها.

وأيْضًا؛ فَإنَّ الدُّبُر لَم يَتَهَيَّأْ لهذا العمل، ولم يُخْلَقْ له، وإنَّما الذي هُيِّئَ له الفَرْج، فالعادِلون عنه إلى الدُّبُر خارجونَ عن حِكْمَةِ اللهِ وشَرْعِه جميعًا.

وأيضًا؛ فإنَّ ذلك مُضِرٌّ بالرَّجُلِ، ولهذا يَنْهَى عنه عُقَلاءُ الأَطِبَّاءِ مِنَ الفلاسفة وغيْرِهم؛ لأنَّ لِلْفَرْجِ خاصِيَّةً في اجْتِذاب الماءِ المُحْتقن وراحةِ الرَّجُل منه، والوَطْءُ في الدُّبُرِ لا يُعِينُ على اجتذاب جميع الماء، ولا يُخْرِجُ كُلَّ المحتقن؛ لمخالَفَتِه للأمر الطبيعي.

وأيضًا؛ يَضُرُّ من وَجْهٍ آخَرَ، وهو إحْواجُه إلى حركات مُتْعِبةٍ جدًّا لمخالفته للطبيعة.

وأيضًا؛ فإنَّه مَحل القذَرِ والنَّجْوِ، فيستقبله الرَّجُلُ بِوَجْهِهِ ويُلابِسُه.

وأيضًا؛ فإنَّهُ يَضُرُّ بالمرأة جِدًّا؛ لأنه واردٌ غريبٌ بعيدٌ عنِ الطِّباعِ، مُنافِرٌ لها غايةَ المنافرة.

وأيضًا؛ فإنَّه يُحْدِثُ الهَمَّ والغَمَّ والنَّفْرَة عنِ الفاعِلِ والمفْعُولِ.

وأيضًا؛ فإنَّهُ يُسَوِّدُ الوَجْه، ويُظْلِم الصَّدْر، ويَطْمِسُ نُورَ القلب، ويَكْسُو الوجه وحْشة تصير عليه كالسِّيماء، يَعرِفُها من له أدْنى فِراسة.

وأيضًا؛ فإنَّه يُوجِبُ النَّفرَةَ والتَّباغُضَ الشَّديدَ، والتقاطُع بين الفاعل والمفعول، ولا بدَّ.

وأيضًا؛ فإنَّه يُفْسِد حالَ الفاعِلِ والمَفْعُولِ فَسادًا لا يكادُ يُرْجَى بَعْدَه صلاحٌ؛ إلاَّ أن يَشاءَ الله بالتَّوْبَةِ النَّصُوح.

وأيضًا؛ فإنَّهُ يَذْهب بالمَحاسن منهما، ويكسوهما ضِدَّها، كما يَذْهب بالمودَّة بَيْنَهُما، ويُبْدلهما بها تباغُضًا وتَلاعُنًا.

وأيضًا؛ فإنَّهُ مِنْ أكْبَرِ أسبابِ زوال النِّعَمِ وحُلول النِّقم؛ فإنَّه يُوجِبُ اللَّعْنةَ والمَقْتَ من الله، وإعراضَه عن فاعِلِه، وعَدَمَ نظره إليه، فأيَّ خَيْرٍ يَرْجُوه بَعْدَ هَذا؟! وأيَّ شَرٍّ يَأْمَنُه؟! وكيف حياةُ عبدٍ قَدْ حلَّتْ عَلَيْهِ لعْنَةُ الله ومقتُه، وأعرض عنه بِوَجْهِه ولم يَنْظُر إليه؟!

وأيضًا؛ فإنَّه يَذْهَب بالحياء جُملةً، والحياء هُوَ حياةُ القُلوبِ، فإذا فَقَدَها القلبُ، استَحْسَنَ القَبيحَ، واستقبَح الحسَنَ، وحينئذٍ فقد استحْكَمَ فسادُه.

وأيضًا؛ فإنَّهُ يُحِيلُ الطِّباعَ عمَّا ركَّبها الله، ويُخْرِج الإنسانَ عن طَبْعِه إلى طَبْعٍ لم يُرَكِّبِ اللهُ عليه شيئًا منَ الحيوان؛ بل هُوَ طَبْعٌ منْكُوسٌ، وإِذا نُكِسَ الطبع، انْتَكَسَ القَلْبُ والعَمَلُ والهدى، فيَسْتطيب حينئذٍ الخَبيثَ من الأعمالِ والهيئاتِ، ويَفْسُدُ حالُه وعمَلُه وكلامُه بغير اختياره.

وأيضًا؛ فإنَّه يُوَرِّثُ من الوَقاحةِ والجُرْأةِ ما لا يُوَرِّثُه سِواه.

وأيضًا؛ فإنَّه يُوَرِّثُ منَ المهانةِ والسّفال والحَقارةِ ما لا يُوَرِّثُه غَيْرُه.

وأيضًا؛ فإنَّهُ يَكْسُو العَبْدَ من حُلَّةِ المَقْتِ والبَغْضاء، وازْدِراءِ النَّاسِ له، واحتقارِهِم إِيَّاه، واستِصْغارِهِم له - ما هو مُشاهَدٌ بِالحِسّ.

فصَلاةُ الله وسلامُه على مَنْ سعادةُ الدُّنْيَا والآخرةِ في هَدْيِه، واتِّباعِ ما جاءَ به، وهلاكُ الدُّنْيا والآخرةِ في مُخالَفةِ هَدْيِه وما جاء به"؛ اهـ.

فاحذري أن تستسلمي لزوجك في هذا الأمر الشنيع، ولتُنكِري عليه، ولا تمكّنيه من ذلك.

 

ونَسْألُ اللهَ أنْ يَتوبَ علَيْكِ وعلى زَوْجِكِ، وأنْ يَهديَكما ويُلْهِمَكما رُشْدَكما، ويَقِيَكما شَرَّ أنْفُسِكما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة