• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجي وقطع الرحم

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 29/11/2011 ميلادي - 3/1/1433 هجري

الزيارات: 19465

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم.

أَوَدُّ أن أطرَح عليكم سؤالاً؛ فأنا أُريد أن أعرِفَ حُكم زوجي الذي يُقيم فرائض الله وحريص عليها، كالصلاة والزكاة والصدقة وبناء المساجد، كما أنه حاج للبيت الحرام عدَّة مرات، ولكن علاقته مع عائلته وأولاده أصبَحت سيِّئة؛ حيث قطَع صِلة الرَّحم مع عدة أفراد من العائلة، ومَنَعني من التكلُّم معهم، ولا يكلِّم ابنه منذ ثلاث سنوات، وإذا كان ابني في غرفة أو في المطبخ، فإنه لا يدخل، ويقول: لا يأكل معي في مائدة واحدة، وفي عيد الفطر للسنة الماضية جاء الابن ليُسلِّم عليه، وبعدما الْتَقَيَا في الشارع - حيث صلى كلٌّ منهما في مسجد - أدارَ وجهه، ولَم يُسَلِّم عليه، وحُجَّته في عدم تكليمه ابنَه: أنه يتهاون في أداء الصلوات، وخصوصًا الفجر، وبصراحة أقول لك يا شيخ: كان ابني يتهاون فعلاً في أداء الصلاة، لكنه بعدما هجَره أبوه هذه المدَّة، ترَكها تمامًا، أما أنا فهو يتكلَّم معي فقط للضرورة؛ أي: لاحتياجات البيت فقط، حتى إنه ترَك الغرفة؛ لينام في غرفة أخرى، وهذا منذ سنة تقريبًا، كما أنه أصبَح يفضِّل البقاء مع أصدقائه على أن يبقى معنا، وأيضًا أصبَح لا يَقبل النقاش، ويَفرض آراءَه علينا، وبالتالي أصبحتُ أفكِّر في الخُلع، فما هو الحل؟ أفيدوني أفادكم الله.

 

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاهُ.

أمَّا بعدُ:

فلا شكَّ في خطأ زوجك، وحُرمةِ تصرُّفه مع ابنه وأرحامه، وهذا يُحتِّم عليك إسداءَ النُّصح لزوجك، وحثَّه على المحافظة على صِلة رَحِمه، وأن يراعي حقوق القرابة، وذكِّريه بما سأَذكره لك من أدلة وجوب صِلة الرَّحم، وأنَّ قطيعتها من الكبائر الموجِبة للَّعْن والطَّرْد من رحمة الله؛ لقوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22 - 23].

وفي الحديث الذي رواهُ أبو هريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله خلَقَ الخلْق، حتى إذا فرَغَ منهم، قامَتِ الرَّحم، فقالت: هذا مقام العائِذ من القطيعة، قال: نعم، أمَا ترضَين أن أصِل مَن وصَلك، وأقطع مَن قطَعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ))، ثُمَّ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اقرؤوا إنْ شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}))؛ متَّفق عليه، واللفظ لمسلم.

وعن جُبير بن مُطعِم - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يدخُل الجنَّة قاطعٌ))؛ يعني: قاطع رَحِمٍ"؛ متَّفق عليه.

وعن ابن الزبير - رضي الله عنه -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يهجُر أخاهُ فوق ثلاثِ ليالٍ))؛ رواه البخاري.

الخطير في كلِّ ما ذكرتِ هو مقاطعة زوجك لابنه المراهق، فهذا فضلاً عن أنه غير جائز شرعًا، فهو أيضًا خطأٌ تربويٌّ؛ فالشابُّ في هذه المرحلة من عُمره، يتطلَّب توجيهُه معاملةً خاصةً من الأهل، فننصحك بمطالعة موقع المُرَبِّي، وموقع صيد الفوائد، وموقع طريق التوبة؛ للتعرُّف على الطرق المناسبة في التعامل مع الأبناء في تلك المرحلة، وسوف تجدين - إن شاء الله - برامجَ خاصةً في هذا الشأن.

فداومي على نُصحه وتوجيهه؛ فإن المداومة على النُّصح لها أعظم الأثر - ولو بعد حين - قال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، ورغِّبيه في الصِّلة، والصبر على الأبناء، وأنَّ التربية من الواجبات المحتَّمات، وليست أمرًا اختياريًّا؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وفي "الصحيحين" عن عبدالله بن عمر قال: سَمِعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيَّته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأةُ راعيَةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيَّته))، ولْيُدركْ ثِقَلَ هذا الواجب الشرعيِّ، ولْيَبذُلْ له من الجُهد ما يستحقُّه، ولْيُضَحِّ بما يتناسب مع تربيتهم على المنهج الإسلاميِّ الصحيح، والأخلاق الفاضلة، والأخْذ بأيديهم إلى أماكن الخير، وتعليمهم العلمَ النافع، وتعويدهم على أداء العبادات، ولا يكون هذا مع الهجر المذكور، ولْيَحذَرْ من تحذير النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن شرَّ الرِّعاء الحُطمة))؛ فلْيَحذَرْ أن يكون منهم، ولْيبتَعِدْ كليًّا عن العنف مع ولده، ولْيَبحَثْ عن وسيلة أخرى للتعبير، كالمصارحة بما يُغضبه منه.

ولْيَبدَأْ في بناء علاقات صداقة وزمالة مع ابنه، ولْيَستمِعْ إليه، ويُشاركه همومَه، ولْيَطلُبْ رأيَه فيما يَعرِض عليه، ولْيُكلِّفْه بعد ذلك ببعض المسؤوليَّات التي تناسب سنَّه؛ ليُعطيَه الفرصة لكي يُثبت لنفسه أنه قادرٌ على حَمْل المسؤولية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة