• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أشك في خيانة زوجتي!

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 20/11/2011 ميلادي - 23/12/1432 هجري

الزيارات: 45603

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

سافرت لمدَّة سنةٍ لأعمل خارج البلاد، وبعد عودتي بـ6 أشهر، اكتشفت أنَّ زوجتي تتحدَّث بالتليفون مع أعزِّ أصدقائي الذي كان كلُّ سرِّي لديه، فانتهَزَ هذه الفرصةَ وقال لها: إنَّني سأتزوَّج عليها، وأنَّني أمارس الجنسَ مع غيرها، وكانت تُصدِّقه.

وفى أحد الأيَّام قام بالاتِّصال بها، وقال لها: أنا أريدُ أنْ أتحدَّث معكِ في موضوع، فأقنَعَها أنَّه لا ينفع في التليفون، فأتى إلى البيت في غِيابي، جلس معها من الساعة الواحدة والنصف مساءً، حتى الساعة الخامسة والنصف صباحًا، وكان ذلك في رمضان، واعتَرَفَتْ زوجتي لي بكلِّ هذا، وقالت لي: إنَّه لم يلمسْها، ولم تفعَلْ شيئًا يُغضِبُ الله، ولا أستطيع أنْ أُصدِّقَها، فماذا أفعل؟ مع العلم أنَّ لديَّ بنتين.

 

فأرجو منكم الردَّ على هذه الاستشارة؛ حيث إنَّني لا أستطيعُ التحدُّثَ مع أحَدٍ.

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شكَّ في أنَّكم - جميعًا - أخطأتُم، وإنْ كان خَطَأُ زوجتِكَ وصديقِكَ أكبرَ، أمَّا خطؤك فهو أنَّك فتحت الباب لهذا الصَّديق، وخالفتَ أمرَ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي رواه البخاري ومسلم عن عُقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إيَّاكم والدُّخولَ على النساء))، فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحَمْوَ؟ قال: ((الحموُ الموتُ)).

فحذَّرَنا النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من التَّساهُل في إدخال الرجال الأجانب على النساء، حتى وإنْ كانوا أقاربَ الزوج الأدنَيْنَ؛ كالأخِ، والعمِّ، والخالِ، وأبنائهم، ولم يتساهلْ أكثرُ المسلمين في إدخال الحمْوِ فحَسْب، بل دَخَلَ ما يُعرَفُ بصديق الزوج، أو صديق العائلة، وليس هناك أخو صِدْقٍ في هذا الأمر؛ فاختِلاطَ الرجال الأجانب بِالنِّساء من أعظمِ الأبواب التِي يَلِجُ منها الشَّيطانُ، ويُلقِي خطَراتِهِ؛ ولذلك أغْلَقَ الإسلام جميعَ الأبواب، وحذَّر من تلك الفتنة؛ كما في الصحيحين عن أُسامةَ بنِ زيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تركْتُ بعدي فتنةً أضرَّ على الرِّجال من النِّساء))، وروى أبو سعيدٍ الخُدْرِي - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فتنةِ بَنِي إسرائيلَ كانتْ في النِّساء))؛ أخرجَهُ مسلمٌ والترمذي وابنُ ماجه وأحمد.

وقد سدَّ الإسلامُ كُلَّ المَنافِذ التي تُؤدِّي إلى الحرام ولو كانتْ مُباحةً في أصْلِها؛ سدًّا لذَرِيعةِ الفَساد، وهذا أصْلٌ ثابتٌ في كتاب الله - تعالى - وفي سُنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا سِيَّما أن كثيرًا من الرجالِ والنِّساء لا يَلْتَزمون الآداب الشرعيَّة من غضِّ البصر، وعدَم الخلوة، حتَّى وإنْ كان الرِّجالُ والنساءُ صالحين؛ فإنَّ الشيطانُ لا يزالُ بِهِم حتَّى يَفتِنَهُم ويُضِلَّهم عن الصِّراط المستقيم، وهذا أمرٌ ظاهرٌ، فخُذْ من تلك التجربة عبرةً فيما تستقبِلُ من حياتك، فلا تُدخِلْ أحدًا على زوجتك، ولا تُعَرِّفها على أصدقائك؛ بل أنصَحُك بعدم الحديث عن أصدقائك عندها أصلاً؛ لأنَّ الشيطان يُزَيِّنُ الرجلَ للمرأة، كما يُزَيِّنُ المرأةَ للرجل؛ فعن عبدالله بن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تُباشرُ المرأةُ المرأةَ فتَنعَتَها لزوجها كأنَّه ينظرُ إليها))، ويَدخُل في نفس المعنى وصفُ الزوجِ الرجلَ الأجنبيَّ لزوجته؛ فقد يحصُلُ نوعٌ من الإعجاب، أو التعلُّق، أو غير ذلك، بمجرَّد السماع؛ كما قال بشارُ بنُ بُرد:

 

يَا قَوْمِ أُذْنِي لِبَعْضِ الحَيِّ عَاشِقَةٌ
وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانَا

 

أمَّا التصرُّف السَّديد مع زوجتك، فتأمَّل كلامها معك، وانظُر فيه، فلو غلَبَ على ظنِّك صِدْقُها فيما قالت، وأنها لم يعدْ لها بهذا الشَّخص أيُّ صلةٍ، وقطعت علاقتها، ولمستَ منْها النَّدم على ما فعلت، وحسُن حالُها - فاغفِرْ لها تلك الزَّلَّة، وعامِلْها معاملةَ التَّائب من الذَّنب؛ فقد قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((التَّائبُ من الذَّنبِ كَمَن لا ذَنْبَ له))؛ رواهُ ابن ماجه.

والعِبْرة بما هي عليْه الآن، واجتِهدْ في غلقِ أبواب الشرِّ عنها، وفتْحِ أبواب الخير، وامنَعْها من الاختلاط بالرجال الأجانب والتحدُّث معهم، وأعِنْها على زيادة الإيمان والعَفاف، ولْتُصلِحْ من نفسك أولاً؛ لأنَّ الزوج إذا مال مالت زوجتُه؛ كما قال الإمام الشافعي:


عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ فِي الْمَحْرَمِ
وَتَجَنَّبُوا مَا لا يَلِيقُ بِمُسْلِمِ
إِنَّ الزِّنَا دَيْنٌ فَإِنْ أَقْرَضْتَهُ
كَانَ الوَفَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ
يَا هَاتِكًا حُرَمَ الرِّجَالِ وَقَاطِعًا
سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشْتَ غَيْرَ مُكَرَّمِ
لَوْ كُنْتَ حُرًّا مِنْ سُلالَةِ آدمٍ
مَا كُنْتَ هَتَّاكًا لِحُرْمَةِ آدَمِي

 

وحاوِلْ أنْ تراقِبَها لبعضِ الوقت لتَسْتَوثِقَ من صِدقِها دونَ أنْ تُشْعِرَها، فإنْ ظهر صلاحها واستقامتها، فلتحيَ معها حياةً طبعيَّة، مع بثِّ روح التعاون فيما بينكما على مُداوَمة الصلاح والاستقامة.

ولكن إنْ تيقَّنت عَدَمَ صِدْقِها، أو غَلبَ على ظنِّك كذبُها، أو لَم يَظْهَرْ عليْها علاماتُ النَّدَمِ والتوبة والاستقامة - فلا حَرَجَ في طَلاقِها، وسوف يتولَّى الله بناتك بالرعاية والحِفظ ما دُمت مستقيمًا على شرْع الله، مبتعدًا عن اقتراف الذنوب والمعاصي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة