• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

عدم حب الزوجة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 19/11/2011 ميلادي - 22/12/1432 هجري

الزيارات: 44224

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوج منذ سنوات، واخترتُ زوجتي، وقد كنتُ أعاني من سِحْرٍ، وأنا لا أعلم بذلك، أنا - والحمد لله - متديِّنٌ، وأصلِّي كل فرض في المسجد، وأنا - والحمد لله - عولِجْتُ بالقرآن، وشُفِيتُ بفضل الله وحده، ولكن بعد الشفاء، شَعَرْتُ بعدم حبٍّ لزوجتي تمامًا، ماذا أفعل؟ هل أتزوَّج؟ وإذا الزوجة الأولى طلبَت الطلاق، هل عليَّ إثم؟ جزاكم الله خيرًا.

 

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فالحياة الزوجية لا تقوم على الحبِّ فقط، وإن كانت بالحبِّ تُمَثِّل الصُّورة الْمُثلى للزَّواج، ولكن تقوم - أيضًا - وتستمرُّ بعواملَ أخرى تمدُّ الأسرة بمادةِ بقائها واستمرارها بلا حبٍّ؛ كرعاية الأبناء، وإعفاف المرأة، وغير ذلك، بل إن الحبَّ ينشأ ويزداد شيئًا فشيئًا مع العِشْرة وتَوالي الأيام، فضلاً عن المودَّة والرحمة التي يجعلها الله بين الزَّوجين؛ تفضُّلاً منه - سبحانه - فتملأُ البيت دِفْأً وسرورًا؛ فحُسْن العشرة، وتبادل الحقوق والواجبات، كفيلانِ بإنشاء المحبَّة والرحمة بينكما.

قال الأستاذ سيد قطب - في "الظلال" -: "والإسلامُ يَنظُر إلى الحياة الزوجيَّة بوصفها سكنًا وأمنًا وسلامًا، وينظر إلى العلاقة بين الزَّوجين بوصفها مودة ورحمة وأُنسًا، ومن ثَمَّ يَكرهُ فَصْمَ عُقدتها إلاَّ عند الضرورة القصوى؛ قال - تعالى -: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

فيدعو - سبحانه - إلى التريُّث والمُصابرة حتى في حالة الكراهية، ويفتح الأعين على العاقبة الحميدة: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

فلعلَّ في هؤلاء النِّسوة المكروهات خيرًا، وأن الله يدَّخِر لهم الخير؛ فلا يجوز أن يُفرِّطوا فيه، وينبغي لهم أن يَستمسكوا به؛ هذا كي يستمسك الزَّوجان بعقدة الزوجيَّة؛ فلا يُقْدِمَا على فَصْمِها لأوَّل خاطرٍ، وكي يستمسكا بهذه العقدة، فلا يُقْدِمَا على فَكِّها لِنَزوة، وما أعظَمَ قولَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجلٍ أراد أن يُطلِّق زوجته لأنه لا يحبُّها: "ويحَكَ! ألم تُبْنَ البيوتُ إلا على الحبِّ؟! فأين الرِّعاية؟! وأين التذمُّمُ؟!"، وما أتفَهَ الكلامَ الرخيصَ الذي ينعِق به المتحذلقون باسم الحب، وهم يَعْنون به نزوة العاطفة المتقلِّبة، ويُبيحون باسمه، لا انفصالَ الزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجيَّة؛ بل خيانةَ الزوجة لزوجها! أليست لا تحبُّه؟! وخيانةَ الزوج لزوجته! أليس لا يحبُّها؟!

وما يَهجِس في هذه النُّفوس التافهة الصغيرة معنى أكبرُ من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلِّبة، ونزوةِ الميل الحيوانيِّ المسعور، ومن المؤكَّد أنه لا يخطر لهم أنَّ في الحياة من الْمُرُوءة والنُّبل والتجمُّل والاحتمال ما هو أكبرُ وأعظمُ من هذا الذي يتشدَّقون به في تصوُّرٍ هابطٍ هزيلٍ، ومن المؤكَّد - طبعًا - أنَّه لا يخطر لهم خاطرُ "الله"، فهم بَعيدون عنه في جاهليَّتِهم المزوَّقة! فما تستشعر قلوبُهم ما يقوله الله للمؤمنين: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].

إنَّ العقيدة الإيمانية هي وحدها التي ترفع النُّفوس، وترفع الاهتمامات، وترفع الحياة الإنسانيَّة عن نزوة البهيمة، وطمع التَّاجر، وتفاهة الفارغ!

فإذا تبيَّن بعد الصبر والتجمُّل، والمحاولة والرَّجاء، أن الحياة غيرُ مستطاعة، وأنه لا بدَّ من الانفصال، واستبدال زوجٍ مكان زوج، فعندئذٍ تنطلق المرأة بما أخذت من صداق، وما وَرِثَت من مال، لا يجوز استردادُ شيءٍ منه، ولو كان قِنْطارًا من ذهب؛ فأخْذُ شيء منه إثمٌ واضحٌ، ومنكرٌ لا شبهةَ فيه".

وقال: "ولَم يَعُدِ الهوى الشخصيُّ هو الحَكَمَ في بقاء الارتباط بين الذَّكر والأنثى؛ إنما الحكم هو الواجب: واجبُ النَّسل الضعيف الذي يجيء ثمرةً للالتقاء بينهما، وواجبُ المجتمع الإنسانيِّ الذي يُحتِّم عليهما تربية هذا النَّسل إلى الحدِّ الذي يُصْبِح معه قادرًا على النُّهوض بالتَّبِعة الإنسانية، وتحقيق غاية الوجود الإنساني.

وكل هذه الاعتبارات تجعل الارتباط بين الجنسين على قاعدة الأُسْرة هو النظامَ الوحيدَ الصحيحَ، كما تجعل تخصيصَ امرأةٍ لرجلٍ هو الوضعَ الصحيحَ الذي تستمرُّ معه هذه العلاقة، والذي يجعل الواجب - لا مجردَ اللذة، ولا مجردَ الهوى - هو الحَكَمَ في قيامها، ثم في استمرارها، ثم في معالجة كلِّ مشكلة تقع في أثنائها، ثم عند فَصْمِ عُقدتها عند الضرورة القصوى.

وأيُّ تهوينٍ من شأن روابط الأسرة، وأيُّ توهينٍ للأساس الذي تقوم عليه - وهو الواجب - لإحلال الهوى المتقلِّب، والنَّزوة العارضة، والشهوة الجامحة محلَّه، هي محاولةٌ آثمةٌ، لا لأنَّها تشيع الفوضى والفاحشة والانحلال في المجتمع الإنساني فحَسْب؛ بل كذلك لأنَّها تحطم هذا المجتمع، وتهدم الأساس الذي يقوم عليه.

ومن هنا نُدرك مدى الجريمة التي تزاولها الأقلامُ والأجهزةُ الدنِسةُ، المسخَّرة لتوهين روابط الأسرة، والتصغيرِ من شأن الرِّباط الزوجي وتشويهه وتحقيره؛ للإعلاء من شأن الارتباطات القائمة على مجرد الهوى المتقلِّب، والعاطفة الهائجة، والنَّزوة الجامحة، وتمجيد هذه الارتباطات، بقدر الحطِّ من الرباط الزوجي!

كما ندرك مدى الحكمة والعمق في قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجلٍ أراد أن يطلِّق زوجته؛ مُعلِّلاً ذلك بأنه لم يَعُدْ يحبُّها: "ويحَكَ! ألم تُبْنَ البيوتُ إلا على الحبِّ؟ فأين الرعايةُ؟ وأين التذمُّمُ؟"؛ مستمدًّا قولته هذه من توجيه الله - سبحانه - وتربية القرآن الكريم لتلك الصَّفوة المختارة من عباده: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]؛ وذلك للإمساك بالبيوت - ما أمكن - ومقاومةِ نزوات القلوب، وعلاجِها حتى تفيء، وعدمِ بَتِّ هذه الصِّلَة إلاَّ حين تُفْلِس المجادلات كلُّها؛ رعايةً للجيل الناشئ في هذه البيوت، وصيانةً لها من هِزَّات العاطفة المتقلبة، والنَّزوة الجامحة، والهوى الذاهب مع الريح!

وفي ظلِّ هذه النظرة السامية العميقة، تتبدَّى التفاهة والسطحيَّة فيما ينعِق به اليومَ أولئك المائعون، وهم يمجِّدون كلَّ ارتباط إلا الارتباط الذي يحكم الواجب، والذي يرعى أمانة الجنس البشريِّ كلِّه، وهي تنشئةُ أجيالٍ تَنهض بمقتضيات الحياة الإنسانيَّة المترقية، وتحكيم مصلحة هذه الأجيال، لا مصلحة العواطف الوقتيَّة الزائلة!".

أما رغبتك في الزواج الثاني، فلا شيء فيها إن آنسْتَ من نفسك استطاعة، أما إن خَشِيت عدمَ العدل، وَجَبَ عليك الاقتصارُ على واحدة، وإن طلبَتْ زوجتُك الأولى الطَّلاق، فلا تُصغِ لها حتَّى تعتاد الحياة الجديدة، وتَرضى بالأمر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة