• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

ذنب يؤرقني ويقض مضجعي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 6/9/2011 ميلادي - 7/10/1432 هجري

الزيارات: 19022

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله لي ولكم التوفيقَ والسداد.

 

والله، إني لا أعلمُ من أين أبدأ في شرحِ معاناتي التي قد أقضت مضجعي، وأربكت حياتي، وخلخلت ديني، وعبثت بنفسي؟ أنا رجل متزوج ولديَّ أبناء، وقد مَنَّ الله - سبحانه وتعالى - عليَّ بنعمة الإيمان، ومحبة الخير وأهله، ومحبة العلم، وأهل العلم، وميلي الفطري إلى مكارمِ الأخلاق، ورغبتي في الاستقامة على الهداية والطاعة، ولكني مع ما أنعم الله به عليَّ من نِعَم عظيمة، قد ابتُلِيتُ بمشاهدةِ المواقع الإباحية بين الفينة والأخرى، وتستمر معي حالة الانتكاسة هذه من يوم إلى ثلاثة أيام، كأقصى حد، ثم يعقب هذا الانتكاس ندمٌ وحسرة لا يعلم قدرَها إلا الله، ثم أجدِّدُ توبتي مما جنيت واقترفت من ذنوب، فيعظم رجائي في الله، وأعود إلى الطاعةِ والخير بجد وعزيمة، ولكني ما ألبث أن أعودَ إلى هذه النكسة والطامة التي تكادُ تدمِّر عليَّ إيماني، وثقتي في نفسي، وقد بدأ يتسلَّلُ إلى نفسي إحساسٌ بأن الله لن يقبل توبتي، ولن ييسر لي سبل الهداية من كثرة ما أَنقُضُ توبتي وعهدي مع الله، والله لقد ضاقت علي نفسي، وكدتُ أن أفقدَ ثقتي في نفسي، لولا رجائي في رحمة ربي وحلمه وعفوه، أسألكم - بالله - أن تنقذوني من هذا الوباء الذي استشرى في نفسي، وتدلوني على طريقِ التوبة النصوح، وكيف أتخلَّصُ من وساوسِ الشيطان وأزِّه وتقنِيطِهِ لي من رحمة ربي؟ وهل أبيع مكتبتي لأنَّ مثلي لا يستحق مثل هذه المكتبة أن تكون في منزلِه؛ وهو لا يُرَاعي ما فيها من علم وحلال وحرام؟ وقد انشغلت عنها وأصبحت لا أعلم كيف لمثلي أن يستفيدَ من هذه الكتب التي بذلتُ فيها من المالِ والوقت والجهد ما أعجز عن وصفِه؟

 

أخيرًا أتمنَّى أن تكونَ الإجابة على استشارتي بمثابةِ وصية أرجعُ إليها كلَّما ضعفت نفسي، وتسلط عليَّ شيطاني، وجزاكم الله خير ما جزى عباده الصَّالحين، وأولياءه المتقين.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فبداية - أخي الكريم - لا بد أن تعلمَ أنَّ النفس البشرية خلقها الله كما هي، تتجاذبها نوازعُ الخير من جهة، ونوازع الشر من جهةٍ أخرى، فلم تتمحَّض للخير كالملائكة، ولا للشر كالشياطين، فأيُّهما تغلب على الأخرى، كان الإنسانُ تبعًا لها، إمَّا خَيِّرًا، وإما شِرِّيرًا؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ [الإنسان:3]، وللأسف الشديد؛ فأكثرُ الناسِ يستجيبون لنوازعِ الشر، ودوافع الهوى، فيغلب الشَّر على طباعِهم، وتتشكلُ من خلاله شخصياتُهُم، فيسرفون على أنفسِهم بالمعاصي، ويضيعون أعمارَهم في اللهو والعبث، ومطاردة الشهوات.

 

وأنت - أخي الكريم - قد أنعم اللهُ عليك، فأدركتَ شُؤْمَ المعصية ومرارتها بعد الفراغِ منها، وعاينتَ وَخْزَ الضمير، وسياطَ الندم عند اللحظة الأولى التي تعود فيها إلى رُشْدِكَ، وتستيقظ من سكرةِ الشهوة، وغيبوبةِ الغفلة، فلتسأَلْ نفسَك - بصراحة -: هل تستحقُّ تلك المشاهِدُ الداعرةُ التي تبحثُ عنها كلَّ هذه الآلامَ التي تلازِمُكَ بعدَها؟

 

بل سل نفسك: أيليق بك وأنت المسلمُ الموحِّدُ، الناطق بالشهادتين صباحَ مساءَ، أن تنظرَ إلى تلك المشاهد القذرة؟ والجبار - جل جلاله - ينظر إليك، فأين الحياء من نظرِ الإله؟! أهكذا تكافئ ربَّكَ الذي منحك البصرَ والسمع والفؤاد؟!

 

إنَّ مشكلةَ الكثير منا - أخي في الله - أننا نغترُّ بإمهالِ الله وستره وحلمه، ونسينا - أو تناسينا - أن الله يُمْهِلُ ولا يُهْمِلُ، وأنه - سبحانه - يَغَارُ ويغضب إذا انتُهِكَتْ محارِمُهُ، فهل تأمَنُ من غضبة إلهيةٍ تكون أنت ضحيَّتَها، فلا ينفعك ساعتها نَدَمٌ، ولا يفيدك اعتذارٌ.

 

إنَّ الفرصة يا أخي معك اليوم، وقد تفقدها غدًا، فبادرْ إلى التوبة النصوح قبل أن يحالَ بينك وبينها، وقبل فواتِ الأوان، وإني أنصحُك نصيحة مشفق: أن تَتْرُكَ الإنترنت إلى الأبد، فقد جرَّبت بنفسِك مرارًا، فلم تَقْوَ على مقاومةِ إغراء المواقعِ الخليعة باعترافك؛ فما الذي ستخسره حين تتخلصُ من الإنترنت والعكوف عليه، فمواقع الشر تُقدَّرُ بعشرات الألوف وأكثر، وليس بينك وبينها إلا التقوى!

 

إنَّ الخير تجدُهُ في الكتبِ النافعة، والأشرطة المفيدة، ومجالسة الصالحين، وليس وقفًا على الإنترنت الذي تَقْصِمُ بعضُ مواقعِه الظُّهُورَ، وتُذهِلُ العقول، وتذهبُ بالعفَّةِ والشرف والمُرُوءة، وكم فقد ذو فضلٍ فضلَه، وذو دين دينَه، وذو عقل عقلَهُ، أمام صفحاتِ المواقع الطافحة بكل سيئ وقبيحٍ! والمعصومُ مَنْ عصمه الله، والسعيدُ مَنْ وُعِظَ بغيرِه.

 

هذا؛ وأدعوك لتأمُّلِ مشهدِ الإحسان الذي هو أصل أعمال القلوب كلِّها؛ لما يوجبه من الحياءِ من الله، والإجلال والتعظيم، والخشية والمحبة، والإنابة والتوكل، والخضوع والذل لله - سبحانه.

 

قال ابنُ القيم في كتابه: "إعلام الموقعين عن رب العالمين": "وكلما اشتدتْ هذه المراقبةُ، أوجبت له من الحياءِ والسكينة، والمحبةِ والخضوع والخشوع، والخوفِ والرجاء، ما لا يحصلُ بدونها، فالمراقبةُ أساس الأعمالِ القلبية كلها، وعمودها الذي قيامُها به، ولقد جمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصولَ أعمال القلب وفروعها كلها في كلمةٍ واحدة، وفي قولِه في "الإحسان": ((أن تعبدَ الله كأنك تراه))، فتأمل كلَّ مقامٍ من مقاماتِ الدِّين، وكل عمل من أعمالِ القلوب، كيف تجدُ هذا أصله ومنبعه؟". اهـ.

 

وأسأل الله لي ولك ولعمومِ المسلمين الهدايةَ والثباتَ، والله يحفظُكَ ويتولاَّك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة