• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الحوادث التي تحول بيني وبين خطبتي

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 21/8/2011 ميلادي - 21/9/1432 هجري

الزيارات: 12632

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تَقَدَّمَ شخصٌ لِطَلَبِ يَدِي منذُ فترة قصيرة، وأتَى، وتحدَّث عن أمور الزواج، وقال: إنَّه سوف يأتي بأمِّه، وأخَوَاته؛ ليخطبوني، ولكن المشكلة أنَّه عندما يأتي اليوم الذي سوف يَخطُبني فيه، يَحْدُثُ شيءٌ، المرة الأولى قلتُ لأمي: إنَّ الرجل وأهله سوف يأتون اليوم، علمًا بأنَّني قلت لها: إنَّهم سوف يأتون اليوم المحدَّد، فقالت لي: إنَّها لا تعلم، ولم أخبرْها من قبل، هذه المرَّة الأولى؛ لم يأتِ بأَخَوَاتِهِ وأمه ليخطبوني؛ لأنَّني قلت لهم: إنَّ أمي ليس لديها علم بأنَّكم سوف تأتون، والمرة الثانية - وفي اليوم الذي حدَّدنا في يوم الخِطبة - تشاجرتُ مع أخي الكبير شجارًا كبيرًا، وكنتُ في حالة لم أقدر أن أقابلَ الناس فيها، والمرة الثالثة اتَّفقنا أنَّه سوف يأ­­­­­تي في اليوم المحدَّد، وفي نفس اليوم أُغْمِيَ عَلَى أمِّي في وقت الظهيرة، وللآن هي في المستشفَى، والمشكلة أنَّ الرجل الذي سوف يخطبني، لا يُصَدِّقُ ما يجري، وأهلُهُ يقولون له: إنَّني ربَّما لا أُريده، وأنا نفْسي لا أعلم ماذا يجْري، قولوا لي: ماذا أفعل؟ هل نترك بعضنا؟ مع العِلم أنَّه يحبني، وأنا كذلك.

الجواب:

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِهِ وصحبِه ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فمَا تذكرينه مِن أمور قد تكون عجيبةً وغريبة، إلاَّ أنها لا تُوجِبُ أن تتركَا الأمر، وإنما أذكركما بما يُشْرَعُ لكما فعلُهُ في تلك الحال؛ وهو استخارةُ الربِّ - تبارك وتعالى - في الزواج؛ فالإنسان غيرُ عالم بمصلحتِهِ، ولا قادرٍ عليْها، ولا مريدٍ لها كما يَنبغي، والله - سبحانه - هو الَّذي يعْلم ويقْدِر، ويُعطي من فضلِه العظيم؛ ولذلك شُرِعَت الاستِخارة، الَّتي حقيقتُها التوكُّل، والتفْويض قبْل وقوع المقْدور، والرِّضا بعدَه، ومِن لازِمها أن يتبرَّأَ العبْدُ من حوْلِه وقوَّته، وعلمِه واختِياره، ويفوِّض أمرَه إلى الله - عزَّ وجلَّ - وأن يرْضى بما يَختاره له ربُّه - جلَّ وعلا - وهذا معنى قوْل النبيِّ في دُعاء الاستِخارة: ((اللهُمَّ إنِّي أستخيرُك بعلمِك، وأستقْدِرُك بقُدرتِك، وأسألك مِن فضلك العظيم))، فهذا توكُّلٌ وتفويضٌ، ثم قال: ((فإنَّك تَعْلم ولا أعلم، وتقْدر ولا أقْدِر، وأنت علاَّم الغيوب))، فهذا تبرُّؤٌ إلى الله من العِلْم والحوْل والقوَّة، وتوسُّل إليه - سبحانه - بصِفاته الَّتي هي أحبُّ ما توسَّل إليه بها المتوسِّلون، ثم سأل ربَّه أن يَقضي له ذلك الأمْر، إنْ كان فيه مصلحتُه، عاجلاً أو آجلاً، وأن يصرِفَهُ عنه، إنْ كان فيه مضرَّتُهُ، عاجلاً أو آجلاً، فهذا هو حاجته الَّتي سَأَلَها، فلم يبْق عليْه إلاَّ الرِّضا بِما يقضيه له، فقال: ((واقْدُرْ لي الخير حيثُ كان ثمَّ رضِّني به)).

 

قال ابن القيِّم - في "زاد المعاد" -: "فعوَّض رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمَّته بهذا الدُّعاء عمَّا كان عليْه أهلُ الجاهليَّة، مِن زجْر الطَّير، والاستِقْسام بالأزلام، الَّذي نظيره هذه القُرعة التي كان يفعلها إخْوانُ المشْركين يطلبون بها عِلْم ما قُسم لهم في الغيْب، وعوَّضهم بهذا الدُّعاء، الذي هو توْحيد وافتِقار، وعبوديَّة وتوكُّل، وسؤال لِمَن بيده الخيرُ كلُّه، الذي لا يأْتي بالحسنات إلاَّ هو، ولا يصْرف السيِّئات إلاَّ هو، الَّذي إذا فتَح لعبدِه رحمةً لَم يستطعْ أحد حبْسَها عنه، وإذا أمْسكها، لم يستطِعْ أحدٌ إرْسالَها إليْه - مِن التطيُّر والتَّنجيم، واختِيار الطالِع ونحوه.

 

فهذا الدُّعاء هو الطَّالع الميْمون السَّعيد، طالعُ أهلِ السَّعادة والتَّوفيق، الَّذين سبقتْ لهم مِن الله الحسنى، لا طالعُ أهلِ الشرك والشَّقاء والخذلان، فتضمَّن هذا الدُّعاء الإقْرار بوجوده - سبحانه - والإقْرار بصِفات كمالِه، مِن كمال العِلم والقُدرة والإرادة، والإقْرار بربوبيَّته، وتفويض الأمْر إليه، والاستعانة به، والتوكُّل عليه، والخروج مِن عُهْدة نفسِه، والتبرِّي مِن الحول والقوَّة إلاَّ به، واعتراف العبْد بعجزِه عن عِلمه بمصلحة نفسِهِ، وقدرتِهِ عليها، وإرادتِهِ لها، وأنَّ ذلك كلَّه بيدِ وليِّه وفاطره وإلهِه الحقِّ، الاستِخارةُ توكُّلٌ على الله، وتفْويضٌ إليه، واستقْسامٌ بقدرته، وعِلمه، وحسن اختياره لعبده".

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المقْدور يكتنِفُه أمران: التوكُّل قبْلَه، والرِّضا بعده، فمَن توكَّل على الله قبلَ الفِعْل، ورضِي بالمقضيِّ له بعدَ الفعل - فقد قام بالعبوديَّة". 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة