• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل أصارح خطيبتي بشكي فيها؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 12/5/2011 ميلادي - 8/6/1432 هجري

الزيارات: 28969

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رسالتي مَلْحمة طويلة أيُّها الشيخ الجليل، وأدعو الله أن تقرأها بتمعُّنٍ، وأن تردَّ عليَّ بأسرع ما يُمكن، وأن تفكِّر - لو سمحْتَ - جيِّدًا قبل أن تُجيبَني؛ لأنَّ إجابتَك سيتوقَّف عليها مصيرُ عائلة كاملة.

 

خطبتُ إحْدى قريباتي منذ مدَّة، وقبل أن أخطبها وقعْتُ معها في مقدِّمات الزِّنا، ولكن - والحمد لله - لَم يحصُل شيءٌ بيننا، وقد كنتُ في قمَّة الظلام؛ من ترْكٍ للصلاة، ومُمارسة العادة السريَّة بإفراط، ورؤية للأفلام الجنسيَّة، وغيرها الكثير من المنكرات والمعاصي.

 

وفي أحد الأيَّام تبادلتُ أنا وأحد الأصدقاء بعض مقاطِع البلوتوث، وعندما عرضتُ هذه المقاطع الجنسيَّة، رأيتُ أنَّ في أحد المقاطع بنتًا تُشْبِه إلى حدٍّ كبير خطيبتي - عِلْمًا بأنَّ المقطع قصيرٌ جدًّا، وغير واضحٍ جدًّا - مع أحد الشَّباب في مشهدٍ ليس بزنا فِعْلي، بل مُداعبات فقط، وللعلم فإنَّني أكاد أجزم بنسبة 90% بأنَّها خطيبتِي، أمَّا الـ 10% المتبقِّية، فإنَّني أدْعو الله ألاَّ تكون هذه الفتاة خطيبتي، بل أخرى تُشْبِهها لحدٍّ كبير.

 

مع العلم أني أُحادثها عن طريق الهاتف منذ خطوبتنا، وأحسُّ من كلامي معها بأنَّها تُخفي شيئًا عنِّي، وكذلك فإنِّي كنتُ أقول لها كلامًا معسولاً في الهاتف؛ حتَّى أمارس العادة السريَّة معها، وأحس بأنَّها تتجاوب معي، ولكن دون أن نُفصح عن ذلك لبعضنا البعض.

 

المهم أنِّي منذ رأيتُ ذلك المقطع الجنسي المشؤوم، وأنا في همٍّ وغمٍّ وشكٍّ في خطيبتي، وأراقب أفعالَها دون أن تدْري، ولكن للشهادة لَم أثبتْ عليها شيئًا حتى الآن.

 

وقد منَّ الله عليَّ بتوبةٍ من عنده، حيث إنِّي قد محوت كلَّ المقاطع التي عندي، وتوقَّفت عن ممارسة العادة السريَّة، وواظبتُ على الصلاة في المسجد، وتوقَّفت عن الكلام المعسول مع خطيبتي في الهاتف، مع العلم أني ما زلت أحادثها؛ ولكن لكي أسلِّم عليها، وللاطمئنان عليها فقط، وأنا منذ مشاهدتي لذلك المقطع وأنا أدعو الله في كلِّ سجدة - إنْ كانت تلك الفتاة التي كانت في المقطع خطيبتي - أن يستُرَها الله من الفضيحة.

 

أسئلتي هي:

1- هل أصارح خطيبتي والتي أحبُّها كثيرًا بشكوكي تلك.

 

2- إذا تأكَّدت - سواء منها أو بطريقة أخرى - أنَّ المقطع يخصُّها، فهل أستر عليها وأستمر في خِطْبتها؟

 

علمًا بأني لو فسخت خِطبتي لها، فإنَّني سوف أُحدِث شرْخًا بين عائلتَيْنا لا يمكن إصلاحه أبدًا، وستحدث بيننا قطيعة لا محالة، ناهيك عن سؤال أهلي وأهلها عن سبَب فسْخ الخطوبة، فإمَّا أن أُخبرهم بشكوكي حولها، فأكون قد فضحتُها إن كانت فعلاً مُذنِبة، وإلاَّ فما السبب الذي يدعوني لفسْخ الخطوبة معها؟! ناهيك عن أنَّها - والعياذ بالله - قد تُقْدِم على الانتحار إذا فسختُ خِطبتي بها؛ حيث إنه لا أحد سيتقدَّم لخطبتها بعد أن تركَها أحدُ أقاربها، وستكون مثارَ جدَلٍ بين الناس.

 

3- هل أمتنع عن مُصارحتها بهذه الشكوك، وأستمر في خِطبتي لها، ومحاولة هدايتها إلى التوبة والصلاة، علمًا بأني أجد في نفسي المقدرة - بعون الله تعالى - على هدايتها.

 

4- إذا فُضِحَت خطيبتي - لا سمح الله - وانتشَر خبرُها بين الناس، فهل أستمر في ستْرِها والدفاع عنها، والكذب على الناس، والحلِف بالله أنَّها ليستْ هي الفتاة التي في المقطع، وأنَّها فتاة تُشبِهها، أو أنَّه مقطع مركَّب؟

 

علمًا بأني قد علمْتُ أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا خُيِّر بين أمرَيْ شرٍّ، اختار أقلَّهما شرًّا، وأنا الآن بين شرَّيْن؛ إمَّا أن أتركَها مع حبِّي لها، وإفساد العلاقة العائليَّة بشكلٍ لن تتصوَّره - أيُّها الشيخ - حيث إنَّ العلاقة الأُسريَّة بيننا جد وثيقة، وإمَّا أن أُضحِّي في سبيل سترها إن كانت مُذنبة؛ لأن الفضيحة ستنال أخوَاتي أيضًا؛ حيثُ لا أتوقَّع أن يتقدَّم أحد لمصاهرتنا بعد ذلك على أمل أن أستطيع هدايتَها إلى التوبة.

 

إنَّ الشكَّ يكاد يقتلُني، فهل أنا في وهمٍ ووسوسة من الشَّيطان؟ أم هو ابتِلاءٌ من ربِّ العالمين لي لكي أتوب؟ وهذا ما قد حدَث؛ حيث إنِّي قد تركتُ جميع المعاصي التي كنتُ أفعلها من قبل.

 

واعلم - أيها الشيخ الفاضل - أني أُفضِّل أن أستمرَّ في شكِّي وهمِّي وغمِّي، على أن أكون سببًا في فضْح خطيبتي، أو إفساد صِلة الرَّحم بين عائلتي وعائلتها.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه.

أمَّا بعدُ:

فاحْمدِ الله أنْ منَّ عليك بالتوبة من تلك الأفعال الشائنة، والعادات الرذيلة، ولتحرصْ على البُعد عن كلِّ ما مِن شأْنه أن يذكِّرك بتلك الفترة، ولتسأل الله الثباتَ، وراجِع لزامًا الاستشارتين: "كيف أشعر بالتوبة؟"، "الهداية"، والفتاوى التي أحيل عليها فيهما.

 

أمَّا الفتاة التي رأيتَها في المقطع المذكور، فالظاهر من كلامك أنَّها غير خطيبتك؛ لقولك: إنَّه غير واضح جدًّا، وما ننصحك به أن تَنسى أمْرَ ذلك المقطع وتلك الأيَّام، ولتبدأْ من جديد، ولتَعْمل على ما تقوِّي به إيمانَك وإيمان خطيبتك، ولتبتعِدا بالكليَّة عن كلِّ ما يُغضب الله، فإنْ لَمَسْتَ فيها إقبالاً على الطاعة، واستعدادًا للخير، ونفْرة عن الباطل، فلتُكمِلْ معها الزَّواج، وإن كانتْ غير هذا، فلتتْرُكْها بهدوءٍ، وبغير أن تذْكر خبرَ ذلك المقطع المشكوك فيه أصلاً، ولتبحثْ عن صاحبة الدِّين والخلُق.

 

أمَّا مصارحتُك لخطيبتك بتلك الشكوك، فلا ننصحك بهذا؛ لأنَّها إن كانت بريئةً - كما هو الظَّاهر والأصْل - فستكون قد أسأتَ إليها إساءة بليغة، ربَّما لا تنساها لك، وقد يترتَّب عليها الفُرقة بينكما، وإن كانت الأُخرى، فستكون قد عمِلْتَ على تَحطيم صورتها عندك بما تصعب معه الحياة بينكما، ومن المُروءة أن يُحافظ الإنسان على وجاهة مَن يُحب، ويترك له المجال للتوبة بينه وبين خالقه.

 

أمَّا إن تأكَّدتَ أنَّ ذلك المقطع لها، فإنْ كانت قد تابتْ إلى الله، فالتوبةُ تَجُبُّ ما قبلها، والعِبرة بما هي عليه الآن، فإذا أصبح ظاهرُها الاستقامة والالتزام بشرْع الله، فبها ونعمتْ، مع غضِّ الطَّرف عمَّا كان في حياتها السابقة، والستر عليها مُتَعيِّن؛ فلا مصلحة شرعيَّة ولا دنيويَّة في عدمه.

 

وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن ستَر أخاه المسلم في الدنيا، ستَره الله في الآخرة))؛ أي: مَن غطَّى عيبَ المسلم حتى لا يتبيَّن للناس، سواء كان الخلُقي أو الخِلْقي، أو الديني أو الدُّنيوي، حجَب الله عيوبَه عن الناس في الدنيا والآخرة.

 

وقد قرَّر الأئمَّة أنَّ مَن كان متستِّرًا بمعصية وليس مُعلنًا لها، أُنْكِرَ عليه سرًّا وسُتِر عليه؛ لأنَّه أنفع في الدِّين، إلاَّ أن يتعدَّى ضررُه، وإن أظْهَرَ المنكرات أُنْكِر عليه علانية، والحِكمة في ذلك أنَّ الخطيئة إذا خفِيَتْ لَم تضرَّ إلاَّ صاحبَها، وإذا أُعْلِنت ضرَّت العامَّة.

 

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "واعلم أنَّ الناس على ضربَيْن؛ أحدهما: مَن كان مستورًا لا يُعْرَف بشيءٍ من المعاصي، فإذا وقَعَت منه هفوةٌ أو زلَّة، فإنَّه لا يجوز هتكُها ولا كشفُها، ولا التحدُّث بها؛ لأنَّ ذلك غِيبة محرَّمة، وهذا هو الذي وردتْ فيه النصوص، وفي ذلك قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ﴾ [النور: 19].

 

والمراد إشاعة الفاحشة على المؤمن فيما وقَع منه واتُّهِم به، ممَّا بَرِئ منه؛ كما في قضيَّة الإفك.

 

قال بعضُ الوزراء الصالحين لبعض مَن يأمُر بالمعروف: اجتهِد أن تستُر العُصاة؛ فإنَّ ظهور معاصيهم عيبٌ في أهْل الإسلام، وأوْلَى الأمور ستْر العيوب، ومثْلُ هذا لو جاء تائبًا نادمًا، وأقرَّ بحدِّه، لَم يفسره ولَم يستفسر؛ بل يؤمَر بأن يرجِع ويستر نفسَه؛ كما أمر النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم - ماعزًا والغامديَّة، وكما لَم يستفسِر الذي قال: أصبتُ حدًّا فأقِمْه عليَّ، ومثل هذا لو أخذ بجريمتِه ولَم يبلغ الإمام، فإنَّه يشفع له حتى لا يبلغ الإمام، وفي مثله جاء في الحديث عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وآلِه وسلَّم -: ((أقيلوا ذوِي الهيْئات عَثَراتِهم))؛ خرَّجه أبو داود والنَّسائي من حديث عائشة.

 

والثاني: مَن كان مشتهرًا بالمعاصي مُعلنًا بها، ولا يُبالي بما ارتكَب منها، ولا بما قيلَ له - فهذا هو الفاجِر المعلِن، وليس له غيبة؛ كما نصَّ على ذلك الحسن البصْري وغيرُه، ومثل هذا لا بأْسَ بالبحث عن أمره؛ لتُقام عليه الحدود، وصرَّح بذلك بعضُ أصحابنا، واستدلَّ بقول النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((واغْدُ يا أُنيس على امرأةِ هذا، فإنِ اعترفتْ فارْجُمْها))، ومثلُ هذا لا يشفع له إذا أُخِذ".

 

وقد سبق أن بيَّنَّا أنَّ الستْر في تلك الحال هو المطلوب شرعًا، في الاستشارتين: "زوجتي وزملاء العمل"، "عفو الله مأمول لِمَن اجتهد في دفع الشهوات".

 

هذا؛ وأسأل الله أن يُلهمَكما رُشدكما، وأن يُعيذكما من شرِّ نفسَيْكما، آمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة