• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الزواج بدون رغبة الوالدين

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 30/1/2011 ميلادي - 24/2/1432 هجري

الزيارات: 39914

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا شاب عمري سبع وعشرين سنة، عندي مشكلة سأختصرها جدًّا:

أنا أحببت ابنة خالتي وأنا في الكلية - في السنة الثانية - وهممت أن أخبرها بذلك، فمنعني الحياء، فقلت لها - في نفس الموقف -: إنني أريد أن أتزوجها، وأخبرت أختها الكبرى بذلك، وعلى هذا العهد منذ تسع سنوات، ويعلم الله، أننا في تلك الفترة لم نتجاوز السلام، وكيف حالك، وعمري ما قلت لها كلمة تخدش حياءها، وما رأيتُها في تلك المدة، إلا خمس مرات على الأكثر؛ لأنهم من سكان القاهرة، ولم يكن عندى جوال، إلا بعدما سافرت، إلا في الأيام الأخيرة؛ لأنني عدت من السفر، وبدأت المشاكل، فارتبطنا ببعضنا أكثر، وبدأ الشيطان يسول لنا أن نقول مثل هذا الكلام، المهم أنني سافرت وعدت، وجاهز للزواج، ولكن أبي رافض للزواج من هذا البيت رفضًا تامًّا، وأقسم بالطلاق على أمي أكثر من مرة: أنني لن أتزوجها، وحاولت معه بكل الطرق، توددت إليه كثيرًا، وقاطعتُه شهرًا، وسلطت عليه أقرباءنا من النساء ذات التأثير، ومن الرجال من أقاربنا، ومن غيرهم، وسلطت عليه أخي الأكبر، وكلمته أنا أكثر من مرة، وكل هذه المحاولات كانت تنتهي بالشجار والفشل، وصدقوني، أنا جربت كل شيء، ولا فائدة، وأخبرني كل من حاولوا معه: أن أصرف نظري عن هذا الأمر، ولا أدري ماذا أفعل؟ وأخيرًا ظهر الحل! نعم، فكرت أن أتزوجها بدون موافقة أبي وعلمه، ويعلم الله أنها الطامة؛ فأبي صعب جدًّا جدًّا، ولا أدري ماذا سيكون رد فعله؟ وهل سيرضي عني مع مرور الوقت أم لا؟ والمشكلة الآن هي أمي التي لا أدري هل ستطلق أم لا؟ وللعلم أبي طلق أمي مرتين قبل ذلك، وهذه هي الأخيرة، أنا أكاد أن أُجَن؛ فنفسي تتقطع بين الفتاة التي ضيعت عليها أجمل سني عمرها، وهي الآن خمس وعشرون سنة، ولا أدري كيف سيحاسبني الله عليها، وبين بر أبي وأمي وإخوتي، والأكثر من ذلك، أنها تود من قلبها أن أتقدم لها حتى لو رفض أهلها، لأن عمها علم أنها كانت تخاطبني بالتليفون وغضب عليها، وهي تريد أن تثبت لهم حسن نيتي، وأنا - بالفعل - كنت قد تقدمت لخالتي وصارحتها بكل شيء، ولكنها رفضت زواجنا حتى يوافق أبي، وأختها الكبرى وزوجة أخيها، على علم بكل شيء منذ البداية، وأخوها على علم أني أريد أن أخطبها، ولكن أبي غير موافق، وقد أخبرتهم - جميعًا – بذلك، بالله عليكم، أرشدوني، ولا تبخلوا علي بالنصح، فأخوكم يموت ألمًا وحزنًا وندمًا.

الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أمَّا بعد:

فالزواج كغيره من أفعال العباد، مقدرة مكتوبة قبل أن خلق السماوات والأرض؛ كما ثبت في "الصحيح"، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء))، وروى أبو داود والترمذي، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: ربِّ، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شىء، حتى تقوم الساعة)).

 

واعتقاد هذا، ركن من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقضاء والقدر، أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك؛ فلا داعيَ للقلق، فكل شيء بقضاء، ومقدر مكتوب، ولا يعني هذا ترك الأخذ بالأسباب المشروعة، والسعي في إقناع الوالد، وإعادة المحاولة معه، وإنما أذكرك بهذا لتتحلى بالرضا بعد وقوع المقدور، فمن دعائه - صلى الله عليه وسلم – ((وأسألك الرضا بعد القضاء)).

 

وما ننصحك به: هو محاولة التعرف على أسباب رفض الوالد وتشدده في ذلك؛ فإن كان لأسباب شرعية معتبرة، كأن تكون تلك الفتاة سيئةَ الدين أو غير مرضية الخلق أو ما شابه، فطاعة الوالد في تلك الحال، هي المتعينة؛ لأنه أمر بما يوافق الشرع الحنيف، وأما إن كان التصلُّب في الرفض لمجرد التشهي أو الهوى، أو لعداوات وقعت بين الأسرتين، أو ما شابه، ولم تكن لأسباب دينية معتبرة، وكان الفتاة مرضية الدين والخلق - فلا يلزمك طاعة والدك في عدم الزواج؛ لأنه لا يصح شرعًا أن تتحملا أنت والفتاة جريرة لم ترتكباها، ويتأكد هذا لو قُدِّر أن حب الفتاة قد وقع في قلبك، فالعلاج الناجع في تلك الحال، هو الزواج؛ كما روى ابن ماجه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لم يُر للمتحابين مثلُ النكاح)).

 

قال العلامة العثيمين في "فتاوى المرأة المسلمة" ( 2 / 640 ، 641 ):

"كذلك لو أراد الولد أن يتزوج بامرأة صالحة، ولكن الأب منعه، فلا يلزم الابن طاعتُه، فإذا رضي الابن زوجة صالحة، وقال أبوه: لا تتزوجْ بها، فله أن يتزوجَ بها، ولو منعه أبوه؛ لأن الابن لا يلزمه طاعة أبيه في شيء لا ضرر على أبيه فيه، وللولد فيه منفعة، ولو قلنا: إنه يلزم الابنَ أن يطيع والده في كل شيء، حتى ما فيه منفعة للولد، ولا مضرة فيه على الأب، لحصل في هذا مفاسد، ولكن في مثل هذه الحال، ينبغي للابن أن يكون لبقاً مع أبيه، وأن يداريَه ما استطاع، وأن يُقنعه ما استطاع". اهـ.

 

وننصح والدك الكريم: ألا يجعل برَّه، وعدمَ عقوقه، سيفًا مسلطًا مشهورًا على رقاب أبنائه، فالشرع لم يجعل للآباء إلزامَ أبنائهم بما لا يريدون، ولا حرمانَهم مما يحبون، إلا إن وجد محذور شرعيٌّ.

 

وعليك بالرفق بوالدك، واستعمال الحكمة معه؛ حتى تثنيه عن رأيه، ولا تيئس من محاولات البحث عن عقلاء؛ ليساعدوك، فإن أصر فلا يلزمك طاعته - على التفصيل السابق - فإن يَسَّر الكريمُ لكما الزواج، فهذا هو المطلوب، وإن لم يُيَسر، فسيجعل الله لكما مخرجًا وفرجًا وسيخلف على كليكما؛ ما دمتما اتقيتما الله، قال – تعالى -:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ [الطلاق:2].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة