• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

السفر للعمل في الخارج

السفر للعمل في الخارج
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 6/3/2018 ميلادي - 18/6/1439 هجري

الزيارات: 15696

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب حصل على فيزا للسفر إلى أوروبا، ويسأل: هل أسافر أو لا؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إلى فضيلة الشيخ خالد عبدالمنعم الرفاعي، بارك الله فيك.

أنا رجلٌ غير متزوج، وأعيش مع والديَّ، وليس لديَّ إخوة، حصلتُ على (فيزا) للسفر إلى دولة أوروبية للعمل هناك، ووالداي يُوافقان على سفري، وليسا في حاجة إليَّ؛ فَهُما يَتَمَتَّعان بصحةٍ جيدة، بارك الله في عُمرَيْهما.

فما رأي فضيلتكم في السفر للعمل في الدولة الأوروبية، مع خالص شكري وتقديري؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لك - أيها الأخ الكريم - حرصك على معرفة أحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء في تلك المسألة، وجزاكَ اللهُ خيرًا على برِّ والديك.


أمَّا الإقامةُ في بلاد الكفَّار، فهي مِن جملة المباحات، بشرط أن تأمَنَ على دينك؛ بمعنى: أنْ يكونَ عندك مِن العلم والإيمان وقوَّة العزيمة والصبر ما يكون سببًا للثبات على الدين، وأن تأمنَ على نفسك مِن الفِتَن، والشُّبُهات، والشهوات، ومواطن الرِّيبة والانحراف والزيغ.


كما يُشترط أيضًا للإقامة في تلك البلاد: أن تتمكَّنَ مِن إظهار دينك وأداء الشعائر التعبُّدية؛ كالصلاة، والصيام، والكفِّ عن المُحَرَّمات، وغيرها؛ فالدينُ هو أغلى ما نملك، وأَوْلَى ما تَجِب المحافظةُ عليه، وهو أعظمُ نِعَم الله علينا، والسلامةُ فيه لا يعدِلُها شيءٌ، ومِن روائع الإمام الحسن البصريِّ كما في الزُّهد لأحمدَ بنِ حنبلٍ (ص: 229): "ابنَ آدم، دينَكَ دينَك، فإنما هو لحمُك ودمُك، فإن يَسلَم لك دينُك، يَسلَمْ لك جسمُك ودمُك، وإن تكن الأخرى، فنعوذ بالله؛ فإنها نار لا تُطفأ، وجسد لا يبلى، ونفس لا تموت".


والذي يظهر لي أيها الأخ الكريم مِن خلال تأمُّلي لرسالتك، أنك متحرِّجٌ مِن أمرين:

• الأول: الإقامة في تلك البلاد البعيدة، وقد بَيَّنَّا أن مناط الإقامة في أيِّ بلد هو القدرة على إظهار الدين، والتمكُّن مِن أداء ما يجب على المسلم، والكفِّ عمَّا نُهي عنه.

• الأمر الثاني: أنك ستُضطرُّ إلى ترك والدَيك، وقد ذكرتَ - سلَّمك الله - أنهما لا يمانعان في سفرك، وهذا دليل على أنهما يُقدِّران المصالح التي في سفرك.


وقد قرَّرَ أهلُ العلم: جوازَ سفر الابن لطلب الرزق بدون إذن والدَيه، بشرط أن يكونَ السفرُ لا خطورةَ فيه عليه، وأن يكونَ الوالدان غيرَ محتاجين إليه، وبصحة جيدة، ولا يحتاجان لأحد في تدبير شُؤون حياتهما؛ قال الكاساني في "بدائع الصنائع" (7/98) في معرض حديثه عن كيفية فرض الجهاد: "... وكذا الولد لا يخرج إلا بإذن والدَيْهِ أو أحدِهما إذا كان الآخر ميتًا؛ لأنَّ برَّ الوالدين فرض عين، فكان مُقدَّمًا على فرض الكفاية، والأصلُ أن كلَّ سفر لا يؤمَن فيه الهلاك، ويشتدُّ فيه الخطر - لا يحلُّ للولد أن يَخرُج إليه بغير إذن والديه؛ لأنهما يُشفِقان على ولدهما، فيتضرَّران بذلك، وكلَّ سفر لا يشتدُّ فيه الخطرُ يَحِلُّ له أن يخرجَ إليه بغير إذنهما إذا لم يضيِّعْهما؛ لانعدام الضرر، ومِن مشايخنا مَن رَخَّص في سفر التعلُّم بغير إذنهما؛ لأنهما لا يتضرَّران بذلك، بل ينتفعان به، فلا يلحقه سِمة العقوق" اهـ.


وقال السَّرَخْسيُّ في "شرح السير الكبير": "وكلُّ سفر أراد الرجل أن يسافرَ غير الجهاد لتجارة أو حجٍّ أو عُمْرة، فكَرِه ذلك أبواه، وهو لا يخاف عليهما الضَّيعة - فلا بأس بأن يخرجَ؛ لأن الغالب في هذه الأسفار السلامةُ، ولا يَلحقهما في خروجه مشَقَّة شديدة، فإن الحُزن بحُكم الغَيبة يندفع بالطمع في الرجوع ظاهرًا، إلا أنْ يكون سفرًا مَخُوفًا عليه منه؛ نحو ركوب البحر، فحينئذٍ حُكْمُ هذا وحُكم الخروج إلى الجهاد سواءٌ؛ لأنَّ خطَر الهلاك فيه أظهر". اهـ.


وهو ما ذهب إليه الإمام النوويُّ في "المجموع"، والشِّيرازيُّ في "المُهَذَّب".

إذا تقرَّر هذا، فإن كنتَ بحاجةٍ للسفر، فلا حرج عليك حينئذٍ مِن السفر لتحسين حالتك الماديَّة، أو غير ذلك، ما دام الوالدان غيرَ محتاجينِ لمن يَخدُمهما.

أسأل الله أن يُقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يُلهمك رشدك، ويُعيذَك مِن شر نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة