• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

لماذا خلقت أنثى ؟

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 16/11/2017 ميلادي - 26/2/1439 هجري

الزيارات: 64503

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة تشكو مِن مجتمعها، وتفضيله الرجل على الأنثى، وتسأل: لماذا خُلِقْتُ أنثى؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في العشرين مِن عمري، نشأتُ في عائلةٍ تُوقِّر الرجلَ جدًّا، ودائمًا يرونَ أن المرأة لم تُخلَق للعلم والتعلُّم والعمل وغير ذلك، بل خُلِقَتْ للزواج وتربية الأبناء، حتى قالوا لي مرة: لا بد أن تكوني أمَةً عند الرجل! كما أنهم يمنعون البناتِ حقَّهنَّ في إكمال الدراسة والوظائف وتحقيق الأحلام، وحينما تتزوج البنتُ تنقطع عن كلِّ شيء إلا الزواج!


لم أقتنعْ بفكرهم هذا، وأريد أن أفهم، لماذا خلقني اللهُ أنثى؟!

دائمًا ما أفكر في أنَّ الله تعالى خلقني لأستغلَّ كلَّ شيء، وقد وهبَني نِعَمًا وحبَّبني فيها، سواء في التعليم أو غيره، وليس مِن حقِّ رجلٍ أيًّا كان أن يمنعَني حقي؛ لأني دائمًا أفكِّر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إِنْ قَامَت السَّاعَةُ وَفي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِن استَطَاعَ أَلَّا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْها))، فهل مبدئي صحيح؟ وكيف أواجههم؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلَمَّا قرأتُ عُنوانَ رسالتِكِ أيتها الابنة الكريمة ذهَب بي الفِكرُ بعيدًا، فَفَرْقٌ بين أن يكونَ الاسمُ الموهِم نابعًا مِن عدم رضا عن كونِكِ أنثى، أو أنَّ الرجل فُضِّل عليك في المكانة أو الوظيفة أو الاستعدادات والمواهب، إلى غير هذا مِن التطلُّع إلى التفاوت الذي يدفع مُتمنِّيه إلى إضاعة النفس حسراتٍ، فضلًا عن المشاعر المُصاحبة لهذا التطلع مِن حسَدٍ وحقدٍ، ومِن حنقٍ ونقمةٍ، أو شعور بالضياع والحرمان، بل قد يتطور الأمرُ - أسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين العافية - إلى عدم رضا عن الله، وسوء ظن بالله وبعدالة التوزيع، وهذه هي قاصمة الظهر التي تذهب بطمأنينة النفس، وتُورث القلق والنكد.


غير أنه قد ظهَر لي بعد قراءة رسالتِكِ - سلمك الله - أن وراء التسمية سببًا آخر، وهو الإرث الثقافي لمجتمعاتِنا، والذي هو مِن بقايا الجاهلية الأولى التي أنزلتِ المرأة عن الرجل نُزولًا كبيرًا؛ ويا لله العجب! كيف يقع هذا من المسلمين اليوم بعدما جاءنا الإسلامُ ليردَّ المرأةَ لمنزلتها الطبيعية ويرفع شأنها؟! قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


فديننا الإسلاميُّ انْتَشَلَ البشريَّة مِن تلك الوهدة التي قلَّصتْ دور المرأة، وساوى بينها وبين الرجل في أغلب الحقوق والواجبات، إلا ما هو مِن شأن المرأة ويناسب طبيعتها الخِلقيَّة.


فاحذَري أن تشعري بصغر دورِكِ في المجتمع، فيعود هذا سلبًا على دورك الحقيقي، واتركي تلك العادات البائدة، والأفكار الباطلة شرعًا، والتي جعلتْ من المرأة عضوًا مشلولًا، وقلَّصت مسؤولياتِها لهذا الحد الذي أشرتِ إليه في رسالتك، وربما لأكثر منها في مجتمعات أخرى، فالمرأةُ في الإسلام لها شأن آخر، فها هي عائشة أم المؤمنين يختلفُ إليها أكابرُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيما يشكل عليهم، وتستدرك على الجميع رضي الله عنها، وخَوْلة بنت ثعلبة لما ظاهَر منها زوجها أتَتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم تُجادِله وتشكو إليه حالها، فسمِع الله شكواها، ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها، حتى قالت: الحمد لله الذي وسِع سمعُه الأصوات، لقد جاءت المجادِلة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم تُكلِّمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [المجادلة: 1].


فتأمَّلي رعاكِ الله كيف أنها لم تُرسِل أباها أو أخاها، وإنما عرَضَتْ هي شكواها بأبلغِ عبارة وأوجزها، فأنزل الله كفارة الظِّهار!


وتأمَّلي ثانية ما رواه الإمام أحمد وغيره عن عائشة، قالتْ: جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسول الله، إن أبي زوجني ابن أخيه يرفع بي خسيسته، ((فجعل الأمر إليها))، قالتْ: فإني قد أجزتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن تعلم النساء أن ليس للآباء مِن الأمر شيءٌ،


فلم تجلسْ تلك الفتاة لتندب حظها، وإنما ذهبتْ إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي أباها.

فاللهُ تعالى خلَق المرأةَ للغايةِ التي خُلِقَ مِن أجلِها الرجل، فهي شقيقةُ الرجل؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((النساءُ شقائق الرجال))، فلا فضلَ للرجل على المرأة، فأكرم الناس عند الله تعالى أتقاهم لله، رجلًا كان أو امرأةً؛ كما قال جل شأنه: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].


ومَن تأمَّل حال المرأة في الصدر الأول وخير القرون يُدرِك هذا جيدًا، فكانت المرأة تُشارك في الجهاد والعمل خارج البيت وغير ذلك؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأمِّ سليم ونسوة مِن الأنصار معه إذا غزا، فيسقين الماء، ويداوين الجرحى".


• وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: طُلِّقَتْ خالتي فأرادتْ أن تَجُدَّ نخلَها، فزجَرها رجلٌ أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((بلى فجُدِّي نخلَكِ، فإنك عسى أن تصدَّقي، أو تفعلي معروفًا))؛ رواهما مسلم.


• وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما زوج الزبير بن العوام، قالتْ: "كنتُ أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطَعه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مِنِّي على ثلثي فرسخ"، وقال أبو ضمرة، عن هشام، عن أبيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضًا مِن أموال بني النضير".


ولو ذهبنا نتتبع تلك النصوص ونتقصَّاها لخرجنا عن المقصود، وإنما نُشير إشارة فقط نُدلِّل بها على فساد ما تفعلُه بعض الأسر مع بناتها، في التفريق بينها وبين الذكور في حق التعليم وبناء المجتمع والمشاركة في كلِّ مجالات الحياة العامة والخاصة، ما دامتْ قد التزمَت بحدود الله والآداب الشرعية، إلا ما يمتنع عليها فعلُه أو لا يناسبها لطبيعتها الأنثوية.


إذا ظَهَرَ لك هذا أيتها الابنة الكريمة، فدافعي عن حقك في التعليم والتميز والحياة الكريمة، وبيني لأسرتك بأحسن أسلوب وألين عبارة الحِكَم الجليلة مِن خَلْق الله تعالى للرجل والمرأة، وجعلهما شطرين للنفس الواحدة، وأعطى كلًّا منهما من الصفات ما يتناسب مع دوره في الحياة؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ ﴾ [الأعراف: 189]


"فهي نفس واحدة في طبيعة تكوينها، وإن اختلفتْ وظيفتها بين الذكر والأنثى، وإنما هذا الاختلاف ليسكن الزوج إلى زوجه ويستريح إليها...، وهذه هي نظرة الإسلام لحقيقة الإنسان، ووظيفة الزوجية في تكوينه.


وهي نظرةٌ كاملة وصادقة جاء بها هذا الدينُ منذ أربعة عشر قرنًا، يوم أن كانت الديانات المحرفة تَعُدُّ المرأة أصل البلاء الإنساني، وتعتبرها لعنة ونجسًا وفخًّا للغواية تحذر منه تحذيرًا شديدًا، ويوم أن كانت الوثنيات - ولا تزال - تعدُّها من سقط المتاع أو على الأكثر خادمًا أدنى مرتبة من الرجل ولا حساب له في ذاته على الإطلاق"؛ قاله صاحب الظلال (3/ 1411).

وفقكِ الله لكلِّ خيرٍ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة