• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


علامة باركود

تعاني من وساوس الطهارة

تعاني من وساوس الطهارة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 12/11/2017 ميلادي - 22/2/1439 هجري

الزيارات: 40154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة لديها مشكلة في مسألة الطهارة، وتعسرتْ عليها الأمور حتى شعرتْ أن الدين عسير!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان أخي يستنجي فوق سطل مِن الماء، وكان كلما امتلأ هذا السطل قُمنا برمي الماء في أرض الحمام، ثم نخرُج ونمشي بالنعال المبْتَلَّة بهذا الماء في المنزل، لكن أَدْرَكْنا أنَّ هذا الماء قد يكون نجسًا، فهل هو فعلًا كذلك؟


وأحيانًا عندما أدْخُل الحمام أرى بعض قطرات البول على المرحاض، فأقوم بحمل السطل وأرمي الماء الموجود بداخله في المرحاض، فهل السطل نجس لأنه لمس البول الموجود على المرحاض؟ وإذا كانتْ كل هذه الأشياء نجسة، فأين نُصلِّي؟ أشعُر أنَّ الدين عسيرٌ، فهل هو فعلًا كذلك؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يا بُنَيَّتي، فإن الدين يُسر لا عُسر فيه ولا مَشقَّة، واللهُ تعالى قد يَسَّرَهُ غايةَ التيسير، وسهَّلَهُ غاية السهولة، والأحكامُ الشرعيةُ التي فرَضَها اللهُ علينا محفوفة بالرحمة، فلا واجب مع العَجْز، ولا مُحرَّم مع الضرورة؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78]، فالتكاليفُ والعباداتُ والشرائع ملحوظٌ فيها فطرةُ الإنسان وطاقته؛ قال الله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقال - لما ذكر آية الطهارة -: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ ﴾ [المائدة: 6]، وقال: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]، وقال: ﴿ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [المؤمنون: 62]، وقال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، ومِن قواعد ديننا الحنيف: أن المشقةَ تَجْلِب التيسير، وأن الضرورات تُبيح المحظورات، فرسالةُ الإسلام يَسَّرَها الله تعالى، وجَعَلَها في حدود الطاقة، فلم يُكلف الناسَ حرَجًا ولا مشَقَّةً، وسَرَى هذا اليُسر في روح الرسالة، كما سرَى في تكاليفها، فحيثما وجهت وجهك سلمك الله وجدت اليُسر ومراعاة الطاقة البشرية على مختلف حالات الإنسان والظروف التي يُصادفها، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم وجَّه الأمة لتلك القاعدة فقال: ((فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجْتَنِبُوه، وإذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم))؛ متفق عليه، والمنهيُّ عنه لا حرَج في فِعلِه حالة الضرورة كما قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾ [الأنعام: 119]؛ فالتيسير هو السِّمة الأصيلة البارزة لديننا.


إذا تقرَّر هذا أيتها الابنةُ الكريمة، فالأوامرُ والنواهي محالٌ أن تشقَّ على النفوس، بل هي غذاءٌ للروح ودواء للبدَن، وحِمْيَة عن الضرر، واللهُ تعالى أمرَنا بما أمرَنا به رحمةً وإحسانًا، ومع هذا إذا حصل عُذرٌ وكان مظنة المشقة حصل التخفيفُ والتسهيل، إما بإسقاطه عن المكلف، أو إسقاط بعضه كما في التخفيف عن المريض والمسافر وغيرهم، فلا واجبَ مع العجز، ولا مُحرَّم مع الضرورة، فالعذرُ يُبيح ترك ما نعجز عنه، فما عجز عنه العبدُ مِن واجبات الصلاة سقط عنه، والمريضُ يُصلِّي على حسب حاله، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: ((صلِّ قائمًا فإنْ لم تستطعْ فقاعدًا، فإن لم تستطعْ فعلى جنبٍ))؛ رواه البخاري.


والحاصل أن المكلف يفعل ما يقدر عليه؛ فإن قدر على الطهارة بالماء تطهَّر، وإذا عجز عن ذلك لعدم الماء أو خوف الضرر باستعماله تيمَّم وصلى، ولا إعادة عليه لما يتركه مِن القيام والقعود باتفاق العلماء، وكذلك لا إعادة إذا صلى بالتيمم باتفاقهم، ولو كان في بدنه نجاسة لا يمكنه إزالتها صلَّى بها، ولا إعادة عليه أيضًا عند عامة العلماء، ولو لم يجدْ إلا ثوبًا نَجِسًا يصلي فيه ولا يعيد، وهو أصح أقوال العلماء.


وكذلك المسافر إذا لم يقدرْ على استعمال الماء صلَّى بالتيمُّم، وهكذا في جميع ما شرع الله، وإنما نُشير إشارةً يظهر منها المقصودُ.


والذي يظهر مِن كلامك أيتها الابنة الكريمة أنَّ الشيطان وَسْوَسَ لك في مسألة الطهارة، حتى أشعرك بالحرَج والشدة، وقد أحسنت لمَّا سألتِ عمَّا تجهلين، فشفاءُ العيِّ السؤال؛ كما صَحَّ عن رسول الله، والشيطان إنما يوسوس فيما يعلم جهل الإنسان به.


أمَّا حكم الماء الذي لاقته نجاسة: فقد صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الماء طهور لا ينجسه شيء))، وهذا اللفظُ عامٌّ في القليل والكثير، وهو عامٌّ أيضًا في جميع النجاسات، ولكن إذا تَغَيَّر الماء بالنجاسة يحرم استعماله؛ لأنَّ جرم النَّجاسة باقٍ، ففي استِعمال المال استعمالٌ للنجاسة، بخلاف ما إذا استحالت النجاسةُ، فإنَّ الماء طهورٌ، وليستْ هناك نجاسة قائمة.


وأخيرًا أنصحك بعدم الاسترسال مع وساوس الشيطان، واقطعي خطراته وأُلْقياته وادْفَعيها عن نفسك، وأكثري مِن قراءة القرآن بتدبُّرٍ، خصوصًا سورة (ق)، فإن لها تأثيرًا قويًّا في قمع قرين الإنسان، وواظبي على أذكار الصباح والمساء.

يَسَّر الله أمرك، وألْهَمك رشدك، وأعاذك مِن شر نفسك وشر الشيطان وشِرْكه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة