• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجي نشر صوري على الإنترنت

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 22/10/2017 ميلادي - 1/2/1439 هجري

الزيارات: 30466

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة متزوجة منذ شهر، صوَّرها زوجها ونَشَر صورها على الإنترنت، وتسأل: هل أطلب الطلاق أو لا؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ تزوَّجتُ منذ شهرٍ، زوجي رجل رائعٌ ويُحبُّ كل منا الآخر، إلا أنه كان يحب أن يُري الناس كم هو محظوظ بي، ويريهم أني جميلة دون غَيرة عليَّ!


فجأة وقع منه ما لا أتوقعُه؛ حيث إنه صوَّرني وأظهر صوري على بعض المواقع الإباحية، دون ظهور وجهي، علمًا بأنه لا يُحافظ على الصلاة ويشاهد المواقع الإباحية!


غضِبتُ وأجبرتُه على إرجاعي لأهلي، وأنا الآن عند أهلي، وهم لا يعلمون السبب الحقيقي لذلك، وأنا لا أريد إخبارهم، بل أريد الستر عليه، وهو قد اعتذر كثيرًا، وأخبرني أنه نادمٌ، وأنها نزوة، وأنها المرة الأولى التي يفعلها، وأخبرني أنه أذنب وتاب، ولا يستطيع العيش بدوني، وبكى كثيرًا على فعلتِه.


أنا لا أستطيع العيش بدونه، ومستعدَّة لمسامحته، لكني خائفة أن يكون ديوثًا، ولا أعلم هل الدياثة مرض أو يمكن التوبة منها؟!


أشعر بالخوف منه على مستقبلي، فأخبِروني هل من الممكن العيش معه؟ وهل هذه نزوة حقًّا أو مرضٌ لا علاج له؟ وهل سأكون في أمانٍ معه مستقبلًا أو مستقبلي غير آمنٍ؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فكان الله لكِ أيتها الابنة الكريمة، وفرَّج كربَكِ، وأصلح زوجكِ، وجزاكِ الله خيرًا على تمسُّككِ بالقِيَم الدينية، كما أُحييكِ على أخذكِ لنفسك بالحزمِ، والعمل بموجبِ العقل، والبُعدِ عن تغليب العواطف، فما وقَع فيه زوجكِ مما يَضيق به الصدر، وتغتاظ له النفسُ، ويتجاوز حدَّ صبر الحليم، ويتعدَّى كل مألوف.


ولكن مهما كانت شناعة الخطأ الذي وقع فيه، ومهما كان تدنِّي تلك المعصية ودلالتها على انتكاسةِ العقل والفطرة، ومهما كان عِظم الخطب عليكِ وشدة الصدمة، فإن الرجاء في الله تعالى لا ينقطع، فباب التوبة لم يُغلق بعدُ، فإن صدقت نيةُ زوجكِ في التوبة، وصحَّ الفرار إلى الله والعودةُ إليه والركون لركنه الشديد، فالأمر إذًا أيسرُ مما تتصورين بكثير.


فالواقع مليء بمثلِ هذه المواقف وأكثر، وقد تاب أصحابها، وتغيَّرتْ أحوالهم للأحسن؛ لأن الأخلاق العالية - كالغَيرة على الحرمات، والرجولة، والذَّود عن الحُرُمات - منها ما هو جِبلِّي مركوز في قوى النفس البشرية، ومنها ما هو مُكتَسَب؛ كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما العلم بالتعلم))، وقال: ((ومَن يستعفف يعفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغنِه الله، ومَن يتصبر يصبِّره الله))، فمَن قصد الأخلاق العالية وآثرها يُعِنه الله عليها ويوفِّقه، والاستعفاف طلَبُ العفاف، وهو الكف عن الحرام، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يُعفه الله)؛ أي: يجعلْه عفيفًا، ويحفظْه ويعطِه إيَّاها.


هذا؛ والذي يظهر أن موقفَك الصارم مِن زوجك قد هزَّه هزة شديدة، وردَّه إلى شيء من التدبر والتفكر، وأرجعه إلى نفسه بالنظر والتدبر، فكانتْ تلك البادرة الحسنة التي ظهَرت في بكائه وندمِه واستشعار ما في فعلتِه من سُخف، وما في نشره لصورِك من ظلمٍ وانقلاب على الرأس بغير تعقُّل ولا تفكير، ولعل هذا قد فتح بصيرتَه، فأصبح يتدبَّر حجم السخف الذي أخذ به نفسه، وحتى لا تكون تلك الرجعة إلى النفس مجرد ومضةٍ واحدة يعقبُها العودة للظلام، وحتى لا تكون خفقةً واحدة يعود بعدها قلبه إلى الخمود، أو نكسة على الرأس لا قدر الله؛ لا بد من إعانته كي يُقبِلَ على الله تعالى بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح والانقياد والاستسلام والالتزام لشرع الله تعالى.


الابنة الكريمة، لا يخفى على مثلكِ أن العَوْلَمة الثقافية فتحَت على الشباب وللجيلِ الجديد البابَ على مِصراعيه للاطلاع على ثقافة الغرب المُنحرفة؛ حيث تدمير الأخلاق، وإباحة ألوان المحرَّمات الغريبة على مجتمعاتنا، والتي من أشدها: الزنا، والشذوذ، والدياثة، والقوادة، فلا يَغار الرجلُ على زوجته ولا أخته وبناته، فتُخادِن مَن تشاء وتفعل ما تريد!


كما أنَّ لانتشارِ المخدِّرات والمُسكِرات دورًا سيئًا في سلبِ الإدراك، والتمييز بين الجائز والمستحيل، حتى لا يعرفَ مُتعاطوها إن كان هو الذي فعَل الشيء المعين أم غيره!


الابنة الكريمة، لعلكِ أدركتِ الآن أنَّ كل ما أذْكُره لكِ يسير في اتجاه العودة مرة ثانية لزوجك، وإعطائه فرصة ليُصلح مِن شأنه، ويعمل على تصحيح صورته أمامك، وهذا يتطلَّب منك مجهودًا كبيرًا، ينبغي لكِ أن تعدِّي له عدته، وتقدِّريه قدره؛ فالهدايةُ والصلاح ليسا بالأمر الهين، وإنما يَتطلَّبانِ الافتقار إلى الله والاستعانة به والتوكل عليه والصبر، مع استعمال الأسلوب الحاني، والكلام اللين، والعمل على زيادة المودة والرحمة، وعدم الاستعجال، وتفعيل الحوار الصادق، والصراحة المتناهية.


أخبِري زوجك أولًا - حتى يكون على بصيرة من أمره - أنه لا يمكنك الحياة معه بحالٍ مِن الأحوال ولو للحظة واحدة لو عاد لتلك الأفعال، أو اشترك في تلك المجموعات المنحرِفة، وهذا الشرطُ نافعٌ لك وله؛ حيث إنه يجعل عقلَه واعيًا متيقظًا، كما يجعله يُفكِّر فيما تؤول إليه أفعاله، فيَحُول العقل بينه وبين تلك المُوبِقات في لحظات الضعف الشديد، فالإنسانُ لا يقَعُ في مِثْل هذه القاذورات إلا بعد غيابِ العقل الذي هو بمثابةِ الحاجز الصلب عن معاصي الله تعالى.


بيِّني له أن مِن توبته أن يلتزمَ بأداء الصلاة وسائر العبادات، والبُعد بالكلية عن المعاصي، حدِّثيه عن خُلُق الغَيرة، والتي هي مِن الغرائز البشرية المحمودة التي أودعها اللهُ في الإنسان، ليذود عن عِرضه وشرفه، وأنها مِن الأخلاق التي يحبُّها الله، وأنه لا خير فيمَن لا يَغار؛ بل إنَّ أقوى الناس دينًا أعظمُهم غيرة، حتى قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تزنِي أمته))؛ متفق عليه.


وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: ((لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، ولَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ)).


بل إنَّ مِن عُقوبات الذنوب: أنها تُطفئ مِن القلبِ نارَ الغيرة، التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدَن، فالغيرةُ حرارتُه ونارُه التي تُخرج ما فيه مِن الخبث والصفات المذمومة، كما يُخرج الكير خبثَ الذهب والفِضة والحديد، وأشرفُ الناس وأعلاهم همةً أشدهم غيرةً على نفسه وخاصته وعموم الناس، ولهذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أغيرَ الخلْقِ على الأمة، والله سبحانه أشد غيرةً منه"؛ قاله ابن القيم في "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي"؛ "الداء والدواء" (ص: 66).


قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا يُذم مَن لا غيرة له على الفواحش؛ كالديوث، ويذم مَن لا حمية له يدفع بها الظلم عن المظلومين، ويُمدح الذي له غيرة يدفع بها الفواحش، وحمية يدفع بها الظلم؛ ويعلم أن هذا أكملُ مِن ذلك، ولهذا وصف النبيُّ صلى الله عليه وسلم الربَّ بالأكملية في ذلك؛ فقال في الحديث الصحيح: ((لا أحدَ أغيرُ مِن الله، مِن أجل ذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن))، وقال: ((أتعجبون مِن غيرةِ سعد؟ أنا أغير منه، والله أغير مني))؛ اهـ.


وفي الختام أوصيكِ أن تتعاملي معه بثقةٍ، ولكن مِن حين لآخر تفقَّدي أحوالَه والمواقع التي يدخل عليها؛ حتى تتيقَّني مِن صدق توبته، كما أنصحك أن تتمهَّلي في الإنجاب منه حتى يطمئن قلبك تمامًا.

أسأل الله أن يصلح أحوالكم، وأن يَهدي زوجكِ، وأن يُعيذه مِن شر نفسه، ومِن شر سَمْعه وشر بصَره

ومِن شر قلبه ومِن شر منيِّه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة