• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجي لا يحب بنتي

زوجي لا يحب بنتي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 8/10/2017 ميلادي - 17/1/1439 هجري

الزيارات: 24943

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة لديها ابنة عمرها 12 عامًا، تشكو مِن سوء معامَلة زوجها للفتاة وقسوته عليها، ووصفه لها بالبلاء.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديَّ ابنة عمرُها 12 عامًا، كثيرة المشكلات مع والدِها، فهو لا يُحب البنات، ويَعتبرهن بلاءً عليه!


لا يوجد بينهما تفاهُم على الإطلاق، وهي مِن جانبها تتجنَّبه؛ لأنه كثير السبِّ والضرب لها، وهذا يُؤثر على نفسيتها كثيرًا، والأشد عليها الفرقُ في المعاملة بينها وبين معاملته لإخوتها الذكور.


حاولتُ كثيرًا أن أفهمَه خطأَ ما يفعل، لكنه مُصمم على تعامُله معها بقسوة وعنفٍ، ودائمًا يقول لها: لن تُفلحي أبدًا، منذ أن أتيتِ والبلاءُ قد نزَل علينا، ربنا يُريحنا منك، أنت بلوى ابتلانا الله بها


وصلت الفتاةُ إلى كرهه، وعدم الكلام معه نهائيًّا، مع أنه لا يحرمها مِن الأكل أو الشرب أو الملبس، لكنه يحرمها مِن الحنان والكلمة الطيبة!


كل البيت تعب مِن هذه المعاملة؛ لأنه إذا انقلب عليها وحاولتُ أن أدافعَ عنها يَضربني أنا وأولادي، ويتَّهمني بالتقصير في تربيتها.

قلبي يَعتَصِر حزنًا على حال ابنتي، والحمدُ لله على كل حال، ولا أدري ماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

نعم، فقد أحسنتِ أيتها الأخت الكريمة - بارك الله فيك - في قولك: الحمد لله على كل حال، وكان اللهُ لك، وفرَّج كربَك، وأَصْلَح زوجك وابنتك، ونحن نُقَدِّر مشاعرك، وشدة حزنك، وقد ذكَّرَتْني عبارتك باعتصار قلبك على فلذة كبدك، بما قَصَّه الله تعالى في كتابه الكريم عن أُمِّ موسى وقلبها الملهوف وشدة وَلَهِها، وصوَّر القرآن الكريم فؤادَ تلك الأم المسكينة صورة حيةً بقوله: ﴿ فَارِغًا ﴾، لا عَقْلَ فيه ولا وعي، ولا قدرةَ على نظرٍ أو تصريف، وكيف كان نجاتها وسلامة ابنها في أن تقذفَ به في اليم، وأن تفعلَ ما لم تَفْعَلْهُ أُمٌّ مِنْ قبلُ؛ حيث طلبت السلامةَ في هذه المخافة؛ استسلامًا لله تعالى: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص: 10]؛ فثَبَّتَ الله قلبها عن الهيام والشُّرود.


الأخت الكريمة، لا شك أنَّ زوجك يخطئ خطأً فادحًا بما يفعله مع ابنته؛ مِن القسوة والشدة والعبارات النابية، التي تهدم النفس، وتقتل الأملَ والبهجة، خصوصًا والبنت ما زالتْ نبتةً نامية لا تعرف معنى جهاد النفس، ولا أخذ النفس بالشدة، وإنما استجاباتها عفَوية وانفعالية، وهذا يُلقي عليك بمسؤولية جسيمة في احتوائها، والصبر على نُصح زوجك، وأن تُبَيِّنِي له أنه بأفعاله تلك يتشبَّه بأعداء الله مِن المشركين الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58]، فكراهة البنت مِن عَمَل الجاهلية نسأل الله العافية، ولا شك أن التشبه بأعداء الله تعالى مُحَرَّم، أو كُفر بالله.


الأخت الكريمة، تَبِعَةُ الأب في أبنائه ثقيلة رهيبة، وإلا فالنار، وعليه أن يَحولَ دون نفسه ودون هذه النار التي تنتظر المُقصِّرين، وليست الأُبُوَّة رعايةً بدنيةً بالإنفاق في المطعم والملبس والمسكن والطعام والشراب فقط، وإنما على الأب مسؤولية جسيمة في رعاية أبنائه رعايةً شرعيةً، بتعليمهم ما يلزم مِن أحكام الشرع، ومن ذلك العملُ على سلامة صحتهم النفسية، وأن يكونَ قدوةً صالحةً لهم؛ قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، فرعاية الأبناء ضرورة وواجب، وليستْ نافلةً، فجهد الأب ينبغي أن يُوَجَّه إلى البيت والزوجة والأولاد؛ ولذلك قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمامُ راع ومسؤول عن رعيته، والرجلُ راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأةُ راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها))؛ متفق عليه.


والشارعُ الحكيم قد حَثَّ على رعاية البنات خصوصًا في أحاديث كثيرة؛ منها ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((مَن ابتُلي مِن هذه البنات بشيءٍ كنَّ له سترًا مِن النار))، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن عال جاريتين حتى تبلغَا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه)).


وكم بنتٍ هي أبرُّ لوالديها مِن الذكور! والواقعُ خيرُ شاهد، والولدُ أيًّا كان نعمةٌ مِن الله تعالى وتفضُّل مَحْض، فعلى المرء أن يُقابِلَها بالشكر، لا بالتسخُّط والكفر.


الأخت الكريمة، كوني قويةً، واستعيني بالله، ودعي العجزَ عنك، ولا تَسْمَحي لزوجك أن يُهينَك أو يَتَطاوَل عليك بالقول أو الضرب! فالظاهر أنك قد فرطتِ في حقِّ نفسك، وهانتْ عليك نفسُك؛ فدَفَعَهُ هذا إلى التطاول عليك بتلك الصورة المهينة المنكَرة، فكثير مِن الرجال ممن على هذه الشاكلة يتمادى في غيِّه إن آنس مِن زوجته لين الجانب، وضعف الشكيمة والاستسلام، وصدَق شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول: "ما من نفس إلا وفيها ما في نفس فرعون، غير أنَّ فرعون قَدَر فأظهر، وغيره عجز فأضمر"؛ الحسنة والسيئة (ص: 86).


ومما يُقوِّي قلبك على أن تكوني قويةً: إدراك المسؤولية المُلقاة على عاتقك تجاه ابنتك، وأنتِ لن تستطيعي أن تحمي نفسك ولا ابنتك إلا أن تكوني قوية، لا تقبلي الضَّيمَ ولا الإهانة، وإن كنتِ لا تستطيعين الوقوف في وجه زوجك، فالواجبُ عليك إخبار أسرتك ليُنصفوك منه، ويأخذوا على يده، وكذلك استعيني بمَن له تأثيرٌ عليه مِن عائلته أو أصدقائه، فإن لم تجدي حلًّا ناجعًا، وأصبحت المفاضَلة بين زوجك وابنتك، ففي ظني أنَّ تقديم مصلحة البنت أولى مِن الحفاظ على الزوج، وربما كان هذا الموقف الصلب سببًا لنجاة الجميع والحفاظ على الأسرة.

أسأل الله أن يُفرِّج كربك، ويُصلح ابنتك وزوجك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة