• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

تخيلات سيئة

تخيلات سيئة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 5/10/2017 ميلادي - 14/1/1439 هجري

الزيارات: 23046

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شاب متزوج يريد التخلص من مشكلة التخيلات التي تحدث له في العلاقة الحميمة.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوِّج، عندي مشكلة كبيرة لا أستطيع التخلص منها؛ فعندما كنتُ في سن البلوغ كنتُ مِن النوع الكَتوم جنسيًّا، إلا أنني وجدتُ فراغًا لكبتي بعشقي جنسيًّا (من طرف واحد) لزوجة أخي التي كانتْ معنا في البيت، وكنتُ أراقب تحركاتها، وأنظر إليها نظرات سيئة، واستمرت هذه الحالة عدة سنوات، وكنتُ للأسف أمارس العادة السرية بتخيُّلها أمامي.


المشكلة الرئيسية الآن أنني تزوجتُ، لكن رغبتي الجنسية مع زوجتي شبه ميتة، وليس لديَّ أية رغبة تجاه زوجتي، وأتخيل نفسي مع زوجة أخي..

بالطبع أعلم أن ذلك كله محرَّم، لكني لا أجد علاجًا، لذلك أريد منكم حلًّا لما أنا فيه.

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجيد أن يعترفَ الإنسان بخطئه، وأن يقرَّ بذنبه، ولكن بشرط أن ينضمَّ إلى الإقرار بالخطأ الإنابة إلى الله والتوبة النصوح، فلا يعود للذنب، أما إصرارُكَ على هذا الذنب حتى وإن كان مِن الصغائر كل هذه الأعوام، فإنه يذكِّر بقول حبر الأمة ابن عباس: "لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرةَ مع استغفار"، فإصرارك على الصغيرة يُصيِّرها كبيرة، ثم إصرارك على الكبيرة بعد ذلك طيلة هذه الأعوام خطير عليكَ مِن الناحية الدينيَّة، فاتقِ الله أخي الكريم، وخذ نفسك بالحزم، واقطع تلك التخيُّلات، فأنت تعلم أنها لا تحلُّ؛ فتَمَنِّي القلب واشتهاؤه لذلك نوعٌ مِن الزنا؛ كما في الصحيحين عن أبي هُريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كُتِبَ على ابن آدم نصيبُه من الزِّنا مُدرِكٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجْل زِناها الخُطا، والقلب يَهوَى ويَتَمنَّى، ويُصَدِّق ذلك الفَرج ويُكَذِّبُهُ))؛ متفق عليه.


قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المُفهِم": "يعني: أن هواه وتمنيه: هو زناه، وإنما أُطْلِق على هذه الأمور كلها: زنا لأنها مقدماتها، إذ لا يحصل الزنا الحقيقيُّ - في الغالب - إلا بعد استعمال هذه الأعضاء في تحصيله"، وقال الإمام النووي في "شرح مسلم": "معنى الحديث: أن ابن آدم قُدِّر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا... أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب".


وقد قال بحُرمة تخيُّل الرجل وهو يجامع زوجته امرأة أخرى، الحنفيَّةُ والمالكية والحنابلة وبعض الشافعية؛ قال ابن عابدين - الحنفي - في "حاشيته": "والأقرب لقواعد مذهبنا عدم الحِلِّ؛ لأن تَصَوُّر تلك الأجنبية بين يديه يَطَؤها فيه تصوير مُبَاشَرة المعصية على هيئَتِها، فهو نظير مسألة الشرب، ثم رأيتُ صاحب "تبيين المحارم" من علمائنا نقل عبارة ابن الحاج وأقرَّها".


وقال ابن الحاج - المالكي - في كتابه "المدخل": "ويتعيَّن عليه أن يَتَحفَّظ على نفسه بالفعل، وفي غيره بالقول من هذه الخصلة القبيحة التي عمت بها البَلوَى في الغالب، وهي أن الرجل إذا رأى امرأةً أعجبتْه، وأتى أهله، جعل بين عينيه تلك المرأة التي رآها، وهذا نوع مِن الزنا، لما قاله علماؤنا فيمَن أخذ كُوزًا من الماء فصوَّر بين عينيه أنه خمر يشربُه، أن ذلك الماء يصير عليه حرامًا، وهذا مما عمَّت به البَلوَى".


وقال ابن مفلح - الحنبلي - في كتاب "الآداب الشرعية": "وقد ذكر ابنُ عقيل وجزَم به في الرعاية الكبرى: أنه لو استحضر عند جِماع زوجته صُورة أجنَبيةٍ مُحرَّمةٍ أنه يأثَم".


فتبْ إلى الله، واقطَع تلك الخطرات، ولا تَسترسل مع نزق النفس، ولتحذَرْ مِنْ مَكْرِ الله تعالى، وأعظم ما يُعينك على التوبة النصوح: سعيُك في ترسيخ الإيمان، وتقوية مُراقبة الله، فطهارة القلب ونظافة السلوك من كبائر الإثم ومن الفواحش أثر مِن آثار الإيمان الصحيح، واستحضار علم الله تعالى المحيط للمكان والزمان، فالعين الخائنة تَجتهد في إخفاء خيانتها، لكنها لا تخفى على الله، والسر المستور تُخفيه الصدور، ولكنه مكشوف لعلم الله الذي يعلم مساربَه ومَداخله فهو الذي أبدعه وأنشأه، فالشعور بعلم الله واطِّلاعه على كل شيء هو الضمان لاستقامة المسلم، واستيقاظ الضمائر، فيما لا يجدي فيه شيء إلا تقوى الله العليم بذات الصدور.


وصدقني يا أخي الكريم أنه لا يَبقى قلب على صفاء الإيمان ونقاوته وهو يقدم على كبائر الذنوب أو يصرُّ على الصغائر، فيذهب نورُه وصفاؤه.


وتأمل وتدبَّر تلك الآيات التي تخلَع القلب؛ قال الله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، وقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7]، وقال سبحانه: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [هود: 5].


ويحسن بنا جميعًا أن ننبه إلى دقة وجمال التعبير القرآني: ذات الصدور، فالمشاعر الخافية، والخواطر الكامنة، والأسرار الدفينة التي تُلازم صدورَنا والتي نُبالغ في خفائها وكتمانها مكشوفة لعلم الله، المطَّلع على ذات الصدور، والعليم بالأسرار، فما مِن شيء يخفى عليه، وما مِن حركة أو سكنة تذهب أو تضيع؛ قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ﴾ [الرعد: 9، 10].


قال صاحب الظلال (6 / 3586): "واستِقرار هذه الحقيقة في القلب المؤمن يُفيده المعرفة بربه، فيعرفه بحقيقته، ويَمنحه جانبًا من التصور الإيماني الكوني، ويؤثِّر في مشاعره واتجاهاته، فيحيا حياةَ الشاعر بأنه مكشوف كله لعين الله، فليس له سرٌّ يَخفى عليه، وليس له نية غائرة في الضمير لا يراها، وهو العليم بذات الصدور.


وهكذا تُختم السورة بهذا الإيقاع الذي يهوِّل ويروِّع، بقدر ما يحرك القلوب لتُخبتَ وتُطيع، فسبحان خالق القلوب، العليم بما فيها من المنحنيات والدروب!".


وقال (6 / 3636): "ووصْل القلب بالله في السرِّ والخفية، وبالغيب الذي لا تطَّلع عليه العيون، هو ميزان الحساسية في القلب البشَريِّ، وضمانة الحياة للضمير، فالصلة بالله هي الأصل، فمتى انعقدت في القلب فهو مُؤمن صادق موصول؛ ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 13، 14]، أسرُّوا أو اجهَروا فهو مكشوف لعلم الله سواء، وهو يَعلم ما هو أخفى من الجهر والسر، ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ التي لم تُفارق الصدور، عليم بها، فهو الذي خلَقها في الصدور، كما خلق الصدور، ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ﴾ ألا يعلم وهو الذي خلق؟ ﴿ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الذي يصل علمه إلى الدقيق الصغير والخفيِّ المستور.


إن البشر وهم يُحاولون التخفي من الله بحركة أو سر أو نية في الضمير، يَبدون مُضحكين! فالضمير الذي يُخْفون فيه نيتهم من خلْقِ الله، وهو يعلم دروبه وخفاياه، والنية التي يخفونها هي كذلك من خلقه، وهو يعلمها ويعلم أين تكون، فماذا يخفون؟ وأين يستخفون؟".


بقيت كلمة أخيرةٌ أقرِّر بها ما ذكرتُه لك من علاج للآثام الباطنة؛ أعني: تدريب النفس على مراقبة الله تعالى، فلا يسعني إلا أن أذكر قول الصادق المصدوق وهو يُعلِّم الأمة كيفية مراقبة الله؛ لأنها أصل لجميع أعمال القلوب التي هي ركن ركين في الإيمان: ((أن تعبد الله كأنك تَراه))، "وكلما اشتدَّت هذه المراقبة أوجبَت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع والخوف والرجاء ما لا يحصل بدونها، فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها، وعمودها الذي قيامها به، ولقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصول أعمال القلب وفروعها كلها في كلمة واحدة، وهي قولُه في الإحسان: ((أن تعبُد الله كأنك تراه))، فتأمَّل كل مقام من مقامات الدين، وكل عمل من أعمال القلوب، كيف تجدُ هذا أصله ومنبعه؟"؛ قاله الإمام ابن القيم في: إعلام الموقعين عن رب العالمين (4 / 156).

أسأل الله أن يتوب علينا جميعًا، وأن يَرزقنا الإخلاص في السر والعلن





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة