• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أهلي يرفضون النقاب

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 26/9/2017 ميلادي - 5/1/1439 هجري

الزيارات: 37859

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة مقتنعة بالنقاب وتريد ارتداءه، وأهلُها يرفضون ذلك، وتسأل: ماذا أفعل معهم؟

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ اقتنعتُ بعد بحثٍ واستماع لعدَّة علماء فضلاء أن النقابَ (تغطية الوجه والكفَّين) واجبٌ على المرأة المسلمة، وأعلمُ أن أمر النقاب فيه جدَلٌ كبير بين العلماء، لكن علمتُ أن المرأة إذا اقتنعتْ بوجوبِه فلا يجب عليها أن تطيع أي أحد يمنعها من لبسِه!


أمَّا والداي فمقتنعانِ بعدم وجوبه، بسبب الرأي السائد في منطقتنا (أنه مستحب)، وكلما سألتْ أمي شخصًا يَنْصحنها بألا ألبسه!!


لم يبقَ كثير وقتٍ على العام الدراسي الذي سأُجبَر فيه على الخروج من المنزل، وأنا لا أريد أن أخرج من المنزل بدون نقابٍ، كما أنني لا أريد أن ألبس النقابَ وأهلي غير راضينَ عني، بل إن أمي تحزن عندما أعصيها في هذا الأمر، وتحاول إقناعي بأنه مستحبٌّ، وذلك لخوفِها عليَّ مِن المشاكل الاجتماعية التي قد تعترضني، وأنا لا أبالي بما يعترضني من صعوبات ما دام ربي معي وما دمتُ ألجأ إليه، لكنها تغضب عند رفضي الخروج من البيت إلى درجة الصراخ بهستيريا، حتى تجعلَني أظنُّ أنها ستفقد عقلها!


دُلُّوني، ما العمل؟ أشعر بحِمل ثقيل لعصياني لوالديَّ، وأخشى أن أكونَ آثمةً بهذا إثمًا عظيمًا، وهو الشعورُ نفسُه الذي أشعر به إذا خرجتُ بدون نقابٍ، مع العلم أنني أرتدي جلبابًا واسعًا لا يظهر منه إلا اليدان والوجه، فهل أستمرُّ في عصياني لوالديَّ في هذا الأمر، أو أستجيب لهما وأخرج من البيت بدون نقاب وأنا مُكرَهة؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالحمدُ لله ربِّ العالمين على ما مَنَّ به عليكِ من هدايةٍ إلى طريقِه القويم، والاستِقامة على الصراط المستقيم، واللهَ نسألُ أن يوفقكِ ويُثبتكِ على الحق.


شكر الله لكِ أيتها الابنةُ الكريمة حرصَك على رضا الله تعالى واتباع أوامره، ورغبتكِ في الوقت نفسه في عدم عصيان الوالدين، رحمةً بهما.


أما حكم النقاب فقد بيَّناه في استشارات سابقة تجدينها على شبكة الألوكة: أشيروا علي سأترك الدراسة من أجل النقابِ، واستشارة: كيف أعود إلى بلدي بالنقاب؟


ابنتي الكريمة، يجب أن تُدرِكي وأنتِ في أول سنوات الشباب أنَّ برَّ الوالدين وإن كان مِن أوجب الطَّاعات وأعظم القُرُبات كما تواترتْ بهذا نصوصُ الشريعة الغراء، إلا أنه ليس مطلقًا، وإنَّما طاعتهما في المعروف فقط، وفيما لا يتعارض مع أوامر الشارع الحكيم، فإذا تعارضتْ طاعتُهما مع طاعة الله؛ فطاعة الله أحقُّ وأَوْلى؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))؛ رواه أحمد.


إذْا بَدَا لك هذا سلمكِ الله أدركتِ أن مخالفة الوالدين في لبس النِّقاب ليس مِن العُقوق في شيء؛ لأنَّه طاعةٌ لله تعالى؛ سواء على القول بوجوبه أو باستحبابه.


فاصبِري واحتسبي الأجر عند الله تعالى، فالأجرُ على قدر النَّصب، خاصة ونحن في زمان غربة الإسلام الثانية، وأبشري بالخير؛ فقد صح عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: ((يأتي على النَّاس زمانٌ الصَّابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر))؛ رواه الترمذي، وأحمد في المسند.


وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((العبادة في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ))؛ رواه مسلم وغيره.

والهَرج: الفتن.

ومِن سُنن الله في خلقه أنَّه يَبتلي عبادَه المؤمنين؛ ليمتَحِن صبرَهم وعبوديَّتهم ويرفع درجاتهم؛ قال سبحانه: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]، وقال تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3].


وبَشَّرَ الله عبادَه المؤمنين بالأجر الجزيل في الآخرة لِمن تمسَّك بدينه وصبَر في الدنيا؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].


فاستمري في نُصح والدتكِ بالمَعروف، وإقْناعها بأهميَّة غِطاء الوَجْه، وأنَّه أصوَنُ للمرأة، وعليكِ بالصبر.

أما إن تطوَّرتِ الأمورُ عما ذكرتِ لا قدر الله، وأصابكِ من أهلكِ شيءٌ مِن الأذى كالضرب والإهانة، أو قطع النفقة، أو غير ذلك، وكنتِ تضعفين عن التحمل والصبر؛ فيجوزُ لك في تلك الحال أن تخلعي النقاب، وتكتفي بلبس الخمار والجلباب الواسع، ولتُقلِّلي مِن الخروج إلا للحاجة والمصلحة الراجحة.

وأسأل الله أن يجعلَ لكِ مِن كلِّ ضيقٍ مَخرجًا، ومِن كلِّ عُسرٍ يُسرًا، وأن يُثبتنا جميعًا على دينه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة