• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

إفشاء الأسرار بعد الطلاق

إفشاء الأسرار بعد الطلاق
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 20/8/2017 ميلادي - 27/11/1438 هجري

الزيارات: 19812

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة مُطلَّقة تشعُر بالندم الشديد بسبب إفشائها أسرار طليقها بعد الطلاق، وإخبار أهلها بعلاقته غير الشرعية!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة مُطلَّقة مِن رجلٍ تَزَوَّجَني لإرضاء أهلِه! وطلَّقني بعدما اتَّهمني اتِّهامات باطلة وكذب عليَّ، فشعرتُ بالإهانة، وأخبرتُ أهلي بأنه كان على علاقةٍ بامرأة أخرى، وأخبرتُ أهلي ببعض الأمور التي كنتُ أعرفها عنه.


بعد أن أخبَرْتُ أهلي بهذا الأمر ندمتُ أشد الندَم على إفصاحي بهذه الأمور، التي ربما يُظَنُّ منها أنه كان على علاقةٍ مُحرَّمة معها، وربما لم تصل العلاقةُ إلى ذلك، إنما كانت العلاقةُ هاتفيةً ورسائل!


حاوَلْتُ إصلاحَ الأمور، وأخبَرتُ أهلي أنَّ هذا دليلٌ على عدم مَحبَّتِه لي، لكن زادت المشكلات بين العائلتين، واتُّهِمْتُ أني أقذف طليقي!


أشعُر بالذنب الشديد، والنَّدَم على إفشاءِ هذا الأمر، ولا أستطيع التواصُل مع طليقي لأُخْبِره بقَصدي، وإلا دخلْتُ في دوامةٍ أخرى مِن الأكاذيب والاتهامات، علمًا بأنَّ أهله يَعلَمُون أنه على علاقةٍ بفتاة، لكن لا أستطيع الجزم إلى أية مرحلة وصلتْ هذه العلاقة.

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فهوِّني عليك أيتها الابنة الكريمة؛ فإنَّ ما تشعرين به من الندم هو الرُّكنُ الأكبر في التوبة، حتى قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((الندَمُ توبةٌ))؛ رواه أحمدُ، فدَلَّ الحديث على أن الندمَ هو مَقصود التوبة الأعظم، مع الإتيان ببقية أركانها؛ مِن الإقلاع عن الذنب في الحال، والعزم على عدم العودة في المستقبل، والندم على ما مضى.


الابنة الكريمة، لا يخفى عليك أن المؤمنَ يغلب عليه الخوف مِن ذُنوبه، وعدم الأمن مِن العقوبة، فهو دائمُ الخوف والمراقَبة، وشأنه الذي لا يكاد يُفارقه أنه يستصغر عمله الصالح، ويستعظم صغيرَ سيئاته، بخلاف الفاجر والمنافق أعاذنا الله وإياك، وقد لَخَّص الصحابيُّ الجليل عبدُالله بن مسعود هذا الحال فيما رواه البخاريُّ أنه قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعدٌ تحت جبل، يَخاف أن يقَعَ عليه، وإن الفاجرَ يَرَى ذنوبَه كذبابٍ مَرَّ على أنفه"، فقال به هكذا، قال أبو شهاب: بِيَدِه فوق أنفه.


وقال الحسنُ كما في "الزهد" لابن المبارَك (160): "أدركتُ أقوامًا لو أنفَق أحدُهم ملء الأرض ما أمن لعِظَم الذنب في نفسه"! فالسلَفُ الصالح كانوا يتَّهمون أعمالهم وتوباتهم، ويخافون ألا يكونَ قد قُبِل منهم ذلك، فأوجب لهم شدَة الخوف، وكثرَة الاجتهاد في الأعمال الصالحة.


وسببُ هذه الوقفة الضَّرورية سلمك الله هو أنْ أُبَشِّرك بأنَّ ما يَعتَريك مِن خوفٍ مِن شُؤم المعصية أمارةٌ على حياة قلبك، فحافِظي تلك الحال وراعها، واحذري أن تُطفئي ذلك النور بالمعاصي؛ فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]، وقال سبحانه: ﴿ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]، قيل في معناه: نور يُفرق به بين الحق والباطل.


أما إخبارك بعلاقة زوجك السابق، وعدم سترك عليه، فهو بلا شك مخالفٌ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ومَن سَتَر مسلمًا سَتَرَهُ الله يوم القيامة))؛ رواه مسلم، لكن قد ذكرتِ أن الجميع يعلمون بتلك العلاقة، ومِن ثَم فإنَّ السترَ ها هنا قد يكون غير متعينٍ، وقد نصَّ على هذا الإمامُ النوويُّ في شرح مسلم (16/ 135) فقال: "وأما الستر المندوب إليه هنا فالمرادُ به: الستر على ذوي الهيئات ونحوهم، ممن ليس هو معروفًا بالأذى والفساد، فأما المعروفُ بذلك فيُستحب ألا يُستَرَ عليه، بل تُرفَع قضيته إلى ولِيِّ الأمر، إن لم يخفْ مِن ذلك مَفسدة؛ لأنَّ الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات وجسارة غيره على مِثْل فعله، هذا كلُّه في سِتر معصية وَقَعَتْ وانقضتْ، أمَّا معصية رآه عليها وهو بعدُ متلبِّس بها، فتجب المبادرة بإنكارها عليه، ومنعه منها على مَن قدر على ذلك، ولا يحل تأخيرها، فإن عجز لَزِمه رفعها إلى وليِّ الأمر، إذا لم تترتب على ذلك مَفسدةٌ".

أسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة