• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أريد أن أفعل ما يرضي الله

أريد أن أفعل ما يرضي الله
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 30/7/2017 ميلادي - 6/11/1438 هجري

الزيارات: 10606

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

امرأة تشكو من شُربِ زَوجها للحشيش، مع انقطاعه عن الصلاة، ورفضه لنصائحها، ومعاملته لها بجفاء، حتى طلبَتِ الطلاق.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة منذ عدة أشهر، وبعد زواجي اكتشفتُ أن زوجي يتعاطى الحشيش ويأتي بأصحابه إلى المنزل ولكن في شقة غير شقتي ويتعاطون الحشيش.


قبل الزواج وأثناءه كان يصلي، لكنه بعد الزواج قصَّر كثيرًا في الصلاة، فصار يُصلي أيامًا وينقطع عنها ما يقارب الشهر، وحين أذكِّره بالصلاة يقول لي: هذا بيني وبين الله، وأنتِ لن تُحاسَبي عنِّي، ويرفض أن أنصحه.


بدأ يُعاملني بجفاءٍ شديد، ويرفض أن أتودَّد له، مع كثرة الخصام لي، فيَبيتُ معظم الأيام في غرفة مستقلَّة عن غرفتي، وقد لا يتحدث معي بالأيام، ويُعاملني كالأغراب، مما جعلني أبغضه ولا أستطيع العيش معه!


ذهبتُ غاضبة إلى بيت أهلي بسبب تعاطيه الحشيش، ثم رجعتُ حين ادَّعى أنه قد ترك التعاطي، ثم اكتشفتُ أنه كان يكذب.


للأسف ساءتْ نفسيتي، وقررتُ ألا أنجب منه، ثم رأيتُ أن أتقبله على وضعه هذا، لكنِّي وجدتُ أنَّني قد فُتنت في ديني، ووجدتُ في نفسي قبولًا وربما استِحسانًا للمعصية، وكأنه يشرب قهوةً وليس مخدرًا!


أصبحَتْ نفسيتي مدمَّرة، ولا أعرف ماذا أفعل، فغضبتُ وذهبت إلى بيت أهلي مرة أخرى.

الآن أنا في بيت أهلي بسبب كل ما ذكرتُ مِن أفعاله، ولأنه طلَب مني أن أذهب إلى بيت أهلي وأجلس عندهم على إثر خلاف بيننا، ثم تراجَع وأراد أن يُرجعني، وحين رفضتُ العودة أقسَم بالطلاق أنه سيَشرب الحشيش، وسيأتي بأصحابه إلى المنزل، وإن كنت أريد أنا البقاء معه على هذا الوضع فأذهب وأعيش معه، وإن لم أرضَ بهذا فسيُطلقني.

اخترتُ الطلاق فرفض تطليقي، ويُريد إعادتي، وأنا في حيرة شديدة، ولا أدري ماذا أفعل؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد أحسنتِ أيتها الابنة الكريمة لمَّا اخترتِ الطلاق على العودة إلى تلك الحياة البائسة المظلمة الكئيبة، فقد قرأتُ رسالتك مرات عديدة لأظفر منها بما يَجعلني أنصحك بالصبر على زوجك وبذْل النُّصح، وسلوك الطرق المتاحة، رجاء إصلاحه ونجاته، إلى غير ذلك مما ننصح به الزوجات إن كان في الزوج خير أو بقيَّة من خير؛ فلم أجدْ مع شديد الأسف.


فزوجك يترك الصلاة بالشهر، وقد أجمع الصحابة على كفر تارك الصلاة، وإنما اختلفوا هل يكفر بترك فرض أو فرضَين، قال الإمام ابن القيم في كتاب "الصلاة وحكم تاركها": "على أنَّا نقول: لا يُصرُّ على ترْك الصَّلاة إصرارًا مستمرًّا مَن يصدِّق بأنَّ الله أمر بها أصلاً؛ فإنَّه يستحيل في العادة والطَّبيعة أن يكون الرَّجُل مصدِّقًا تصديقًا جازمًا أنَّ الله فرض عليه كلَّ يومٍ وليلةٍ خمسَ صلوات، وأنَّه يعاقبه على ترْكِها أشدَّ العقاب، وهو مع ذلك مصرٌّ على ترْكِها، هذا من المستحيل قطعًا، فلا يحافظ على ترْكِها مصدِّق بفرضِها أبدًا، فإن الإيمان يأمُر صاحبَه بها، فحيث لم يكُنْ في قلبِه ما يأمر بها، فليس في قلبه شيءٌ من الإيمان".


كما أنه أيضًا مُدمن للمخدِّرات، وهي رأس كل خطيئة وبلية، ويرفض النُّصح بدعوى أنك لن تحاسبي عنه، وهذا غلق لباب الحوار الأُسري الذي هو روح الحياة الزوجية، كما أنه كلام يدلُّ على الجرأة على الله، نسأل الله العافية.


ثمَّ يا ليته لما كان مسرفًا في حق الله، كان حسَن العشرة معكِ إذًا لهان الأمر بعض الشيء، فهو في هذا الجانب يُعاملك بجفاء شديد ويرفض التودُّد له، كثير الخصام، يبيت معظم الأيام بمفرده، لا يكلمك لأيام، فالنتيجة الطبيعية أنك - كما ذكرتِ - أصبحت تبغضينه ولا تستطيعين العيش معه.


والعجيب أنكِ بعد كل ما كتبت تُسمِّين نفسك: زوجة حائرة، ولا أدري ما مَوضع الحيرة، فالحيرة إنما تكون عند تزاحُم المصالح والمفاسد، وتعارض الحسنات والسيئات، فيصبح المرء في حيرة من معرفة خير الخيرين وشرِّ الشرَّين، أما أن الزوج كما تقولين فلا حيرة ولا تردُّد، فليس هذا هو الزوج الذي يُؤسَف عليه، وليستْ تلك هي الحياة الزوجية التي تكون بها إقامة الأُسر والبيوت: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223]، ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80].


وقد أحسنتِ بارك الله فيكِ لما اخترتِ عنوان استشارتك: "أريد أن أفعل ما يرضي الله"، فإن كان الأمر هكذا فلتعلَمي أن الإسلام إنما ينظر إلى البيت بوصفه سكنًا وأمنًا وسلامًا، وينظر إلى العلاقة بين الزوجين بوصفها مودَّةً ورحمة وأنسًا، ويُقيم هذه الآصرة على الاختيار المُطلَق، كي تقوم على التجاوب والتعاطُف والتحابِّ، وأن الأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولَّى حماية الأبناء الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلِّه تتلقَّى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وتنطبع بالطابع الذي يلازمها مدى الحياة، فالزواج الذي شرعه الله وجعله ميثاقًا غليظًا هو سكن للنفس، وهدوء للأعصاب، وطمأنينة للروح، وراحة للجسد، وستر وإحصان وصيانة، ومزرعة للنَّسل وامتداد الحياة، مع ترقِّيها المُستمر، في رعاية المحضن الساكن الهادئ المطمئن المَستور المصون؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، وقال ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقال: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 223]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، فهل يستوي هذا مع حياة تَحرصين فيها على تناول ما يمنع الإنجاب خشية ضياع الذرية!


ولتعلمي سلَّمك الله أن حكمة الخالق العظيم في الزواج هي تلبية جميع حاجات الزوجين الفطرية والنفسية والعقلية والجسديَّة، فيجد الزوج مع زوجته الراحة والطمأنينة والاستقرار، ويَجدان في اجتماعهما السكَن والاكتفاء، والمودَّة والرحمة؛ لأنَّ الحكمة في تركيبهما النفسي والعصبيِّ والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر، وائتلافهما وامتزاجهما لإنشاء حياة جديدة وجيل جديد صحيح عقديًّا ونفسيًّا وجسديًّا إلى غير ذلك.


فتأمَّلي ذلك جيدًا سلَّمكِ الله، وتأملي أيضًا الآيات الكريمات التي وردت في شأن الأسرة لتعلمي أين أنت تقفين.

وفي الختام: لا يفوتني أن أُذكِّرك أن الحياة في ظلِّ زوج كهذا تؤثِّر عليك سلبًا دينيًّا ودنيويًّا، ورسالتك طافحة بهذا! فلا يُؤمَن على المرأة التي تميل بطبيعتها وخلقتها للعاطفة أكثر من الرجل أن تتأثَّر بزوجها، كما يقال: "المرأة على دين زوجها"، وإيثار الدنيا على الآخرة عاقبته وخيمة، كما لا يؤمن على الأولاد إن قدَّر الله وجودهم مستقبَلًا أن يتأثَّروا بأبيهم.

أسأل الله أن يخلف عليكِ، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة