• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

الوضوء والصلاة لمرضى الزهايمر

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 6/7/2017 ميلادي - 11/10/1438 هجري

الزيارات: 24224

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ تعاني أمه مِن مرض الزهايمر، مما يجعلها لا تراعي الترتيب في الوضوء، وتنسى ما يُقال في الصلاة، فيضطرُّ مَن يؤمُّها أن يجهر في الصلوات كلها، وفي جميع المواضع من الركوع والسجود والتشهد، ويسأل عن صحة ذلك!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي تبلغ من العمر اثنين وسبعين عامًا، وقد ابتُليتْ بمرض "الزهايمر (النسيان)"، لكنه والحمد لله ليس نسيانًا كاملًا؛ فهي تتذكر أشياء وتغيب عنها أشياء، ولكنها نتيجة هذا المرض أصبحَت لا تُراعي الترتيب في الوضوء أحيانًا، فربما تَنسى غسل اليدين، ثم تتذكرهما في آخر الوضوء، فماذا تفعل إن حدَث ذلك؟!


ونتيجة لمرضها يؤمُّها أبي في الصلاة غالبًا أو أحد الموجدين، ويُصلي بها جهرًا جميع الصلوات، بل ويجهر في قراءة التشهُّد والتسبيح في الركوع والسجود؛ لأنها تنسى ذلك كثيرًا، فهل ما يفعله مَن يؤمُّها مِن الجَهر بالقراءة والذِّكر في كل الصلوات صحيح؟

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكَرَ الله لكَ اهتمامك بوالدتك، وحرصك على صحة عبادتها، وأسأل الله العلي الأعلى أن يشفيَها شفاءً لا يُغادر سقمًا، وأن يختم لنا جميعًا بالعمل الصالح.


أما الجواب عما ورَد في استشارتك، فإن الراجح مِن قولَي أهل العلم هو عدم وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، وهو مذهَبُ الحنفية والمالكية، واحتجوا بأن الله تعالى أمر بغسل الأعضاء، وعطف بعضها على بعض بواو الجمع، وهي لا تقتضي الترتيب؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6].


ورُوي عن علي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم قولهم: "ما أبالي بأيِّ أعضائي بدأتُ" وفي أسانيدها مقالٌ.

وذهب الشافعية والحنابلة إلى وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، واحتجُّوا أيضًا بآية الوضوء السابقة، ووجه الدلالة فيها أن الله تعالى أدخل ممسوحًا - وهو الرأس - بين مغسولين - وهما اليدان والرجلان - والعرب لا تقطع النظير عن النظير إلا لفائدة؛ قالوا: وفائدة هذا هو وجوب الترتيب، ولكن يرد عليهم أن الفائدة قد تكون للتنبيه على مشروعية الترتيب واستحبابه، ولا يلزم أن تدلَّ على الوجوب الذي يَفتقر لدليل صحيح سالم عن المُعارَضة.


واحتجُّوا أيضًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوضَّأ إلا مُرتبًا، واعتُرض عليه بأن المداومة على الفعل لا تدلُّ على الوجوب؛ فقد داوم صلى الله عليه وسلم على صلاة السنن الرواتب، وقيام الليل، وغيرها، وليستْ جميعًا بواجبة.


أما صلاة والدك أو أحد غيره بالوالدة جماعةً، فلا شكَّ في مشروعيته، وأما جهره بالقراءة والذكر دائمًا فخلاف السنة، إذ لا نِزاع بين أهل العلم بالحديث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يجهَر بالاستفتاح ولا بالاستعاذة؛ بل قد ثبت ما يدل على خلافه؛ كما في الصحيح عن أبي هريرة، لكن قد ثبتَ أن بعض الصحابة جهروا ببعض ذلك لما دعَت المصلحة، فجهر أمير المؤمنين عمر بمحضَر من الصحابة أحيانًا بدعاء الاستفتاح ليتعلَّمه الناس، مع أن إخفاءه هو الذي داوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الحاجة والمصلحة دَعَتْهُ لذلك؛ ففي الصحيح عن عبدة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: ((سبحانك اللهم وبحمدكَ، تبارك اسمُكَ، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك))، وجهر عبدالله بن عمر وأبو هريرة بالاستعاذة، وجهر ابن عباس بالقراءة في صلاة الجنازة ليعلموا أنها سنَّة، وهذا هو الضابطُ المعمول به عند سادات الأمة من الصحابة رضي الله عنهم؛ أعني: الحاجة؛ لأن يعرف من خلفهم أن قراءتها سنة؛ لا لأنَّ الجهر بها سنة.


وقد قرَّر تلك القاعدة شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في مجموع الفتاوى (22 / 274 - 275): "... لأنَّ الذِّكر قد يكون السنَّة المخافتة به، ويُجهر به لمصلحة راجحة؛ مثل تعليم المأمومين؛ فإنه قد ثبت في الصحيح أن ابن عباس قد جهر بالفاتحة على الجنازة ليُعلمهم أنها سنة..."، ثم قال بعد أن ذكر حديث عمر السابق: "وأنَّ الفاروق جهر بذلك مرات كثيرة، واتَّفق العلماء على أن الجهر بذلك ليس بسنَّة راتبة، لكن جهر به للتعليم، ولذلك نقل عن بعض الصحابة أنه كان يجهر أحيانًا بالتعوُّذ، فإذا كان من الصحابة من جهر بالاستفتاح والاستعاذة مع إقرار الصحابة له على ذلك، فالجهر بالبسملة أولى أن يكون كذلك، وأن يُشرَع الجهر بها أحيانًا لمصلحة راجحة".


إذا تقرَّر هذا - سلَّمك الله - فلا بأس من أن يفعل مَن يؤمُّ والدتك ما ذكرتَه، ما دامت تتذكَّر بتلك الطريقة.

وأسأل الله أن يُعافي مرضى المسلمين أجمعين، وأن يَشفيهم شفاءً لا يُغادر سقمًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة