• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أبي يخيرني بينه وبين أمي

أبي يخيرني بينه وبين أمي
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 18/6/2017 ميلادي - 23/9/1438 هجري

الزيارات: 14307

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ والداه مُنفصلان ويعيش مع أمِّه، ووالدُه يشتم أمَّه، ويُخيِّره بينه وبين أمِّه.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي وأمي مُنفصلان، وأنا أعيش مع أمي، ولا أُفَرِّط في حق والدي، وأسأل عنه في كل وقت، وفي المناسبات وغيرها، يعني: أُحاول أن أعيشَ الجو الأسري رغم التفرقة.


إلا أنَّ والدي يُقابل كلَّ مَعروف مني بالإساءة، مما يُقلِّل مِن صبري على أفعاله أو السؤال عنه، ويُحاول أن يستفزني ويشتم أمي بألفاظ قبيحةٍ، وكثيرًا ما يُخيِّرني بينه وبين أمي.

ولا أعلم ماذا أفعل؟ وأيهما أختار؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيها الابن الكريم على حرصك على صلة والدك، وأسأل الله تعالى أن يُفَرِّج همكم، وأن يصلح حال والدك، وأن يرزقك الصبر والثبات.


أحسنتَ بحرصك على صلة أمك وأبيك، مهما كانت المشاكل بينهما، فلكلٍّ منهما حقٌّ عليك، والشارعُ الحكيمُ أعطى كلَّ ذي حق حقَّه، فلا تظلمْ واحدًا لإرضاء الآخر، وإذا قمتَ لكلٍّ بحقه فسخط الوالد لإعطائك أمك حقها مِن البر والصلة والتقدير لا عبرة به.


وما تذكره مِن سوء تصرف أبيك مع أمك، وسبه لها وإهانتها أمامك، لا شك أنه مُخالف لشرع الله عز وجل، ولكن لا يُبيح أن تُقاطِعَه، أو أن ينفدَ صبرك إنِ استمَرَّ على تلك الحال الذي ذكرت، فإساءتُه لا تُسقط عنك بره والإحسان إليه؛ لأنه يبقى أبًا، وإن فعَل ما فعَل، وأي ظلمٍ منك له أو إساءة تعتبر عقوقًا، غير أنه يُمكنك تقليل الزيارات للحد الأدنى الذي تَصير به غيرَ مقاطع له، وأكثِرْ مِن الدعاء له بالهداية، وحاوِلْ أن تسعى في إصلاحِه بنصحه وتوجيهه بأسلوبٍ حسنٍ بسيط؛ قال تعالى في حق الأبوين الكافرين: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15]، فأَمَرَ بمُصاحبتهما بالمعروف، مع أنهما كافران.


وتقصير والدك لا يُبيح تقصيرًا مُقابلًا له، فهو مَسؤول أمام الله عز وجل عن تقصيره وإساءته، وكذلك أنت مسؤول أمام الله عز وجل إن قصَّرْتَ في حقه، فكلٌّ سيُسأل عما أوجَبَه الله عليه.


فامضِ فيما أنت عليه مِن صلة لوالديك، سواء رضِي أبوك أم لم يرضَ، وسواء قاطعك أم وصلك؛ ولكن إذا قدر أنَّه نفَّذ كلامه، وخيَّرَكَ بينه وبين أمك وقاطَع إن لم تترُك والدتك، فاذهب في تلك الحال إليه وحاوِلْ أن تَصِلَهُ، فإذا أبى فالإثمُ عليه وحده، ويكون هو ممَّن قطع الرَّحم، وأفسد في الأرض؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].


فصلةُ الرحِم وعِظَم شأنها في الشريعة الإسلامية والوعد والوعيد الوارد فيها لا يَكاد يخفى على أحدٍ، غير أنها كبقية شعائر الإسلام مَنوطة ومشروطة بالاستطاعة، وعدم تمكين الأب أبناءه مِن صِلَتِه يجعل صلتَه غير ممكنة، وإن كان عليك إنْ حَصَل هذا لا قدر الله أنْ تُحاول مِن وقتٍ للآخر الاتصال به والذهاب إليه، والاستعانة ببعض الأقارب أو أهل الفضل لتليين قلبه، وعلى فرض أنه لم تنجحْ كلُّ هذه المحاوَلات فإنَّ الإثم عليه، وهو مَن قطَع الرحم، ولا شيء عليك.

نسأل الله أن يُصلح أحوال المسلمين





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة