• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

فسخ الخطبة بسبب الخوف

فسخ الخطبة بسبب الخوف
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 23/5/2017 ميلادي - 26/8/1438 هجري

الزيارات: 15605

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

شابٌّ خطَب فتاةً من بلد غير بلده، والآن تريد الفتاةُ فسخَ الخطبة؛ لأنها تخاف أن تموتَ بعيدًا عن أهلها.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خطبتُ فتاةً مِن بلد غير بلدي، وكل منَّا يحب الآخر، ولا توجد أي مشاكل بيننا.

ولكن قبل أيام أرسلتْ لي رسالة تخبرني أنها لا تستطيع العيش بعيدًا عن أهلها، وتريد فسخ الخطبة، أو أن أنتقل أنا للعيش في بلدها، وأنا لا أستطيع ذلك بسبب التزامات عملي في بلدي.


عرَفتُ مِن أهلها أنَّ لها خالة كانتْ متزوجة في بلدي، وقد تُوفيتْ قبل فترة بدون أنْ ترى أهلها، وهذا سبب طلبها فسخ الخطبة، فبماذا تنصحونني أنْ أفعلَ؛ لأني أحبها جدًّا، وقد تعبت مِن التفكير؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا شك أيها الابن الكريم أن الزواج ممَّن أخذتْ بمجامع قلبك هو السبيل الصحيح، والعلاج الذي لا يعدل عنه لغيره؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يُر للمتحابَّينِ مثل النكاح))؛ رواه ابن ماجه عن ابن عباس.


ومن ثَم كانت شدة وقع فسخ الخطبة عليك، فالصراخ دائمًا يكون على قدر الألم، ولكن لا يخفى عليك أنه لا حرج في فسخ الخطبة لأيٍّ من الخاطبين متى شاء، وهو ما نص عليه أهل العلم، وعللوا ذلك بأن الخطبةَ ليست بعقد شرعي يلزم الوفاء به، وإنما هي وعد ينبغي الوفاء به من الطرفين، وقد نص الفقهاء على كراهة فسخ الخطبة عند عدم وجود مصلحة تستدعي ذلك؛ لما فيه من إخلاف الوعد.


وأما إن وُجِدَتْ مصلحةٌ فلا يُكره؛ كما قال ابن قدامة في المغني (7/ 146): "ولا يكره للولي الرجوع عن الإجابة إذا رأى المصلحة لها في ذلك؛ لأن الحق لها، وهو نائبٌ عنها في النظر لها، فلم يُكره له الرجوع الذي رأى المصلحة فيه، كما لو ساوم في بيع دارها، ثم تبين له المصلحة في تركها، ولا يكره لها أيضًا الرجوع إذا كرِهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياطُ لنفسها، والنظر في حظها، وإن رجعا عن ذلك لغير غرضٍ كُرِهَ لما فيه من إخلاف الوعد والرجوع عن القول، ولم يحرم؛ لأنَّ الحق بعدُ لم يلزمهما، كمن ساوم بسلعته، ثم بدا له أن لا يبيعها".


والذي يظهر من رسالتك أن مخطوبتك تريد فسخ الخطبة لمصلحةٍ توهَّمَتْها، فلعلَّها خافتْ أن يتكرر معها ما حدث لخالتها، من الموت بعيدًا عن أهلها، إذًا فهي بحاجة لمن يذكرها أنَّ كل شيء مقدَّرٌ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكنْ، ويمكنك أن توسط بعض أهل العلم ليتكلَّم معها في تلك الأمور إن كانتْ ما تزال راغبة في الزواج بك.


كما أدعوك أيها الابن الكريم إلى لزوم الصبر، والنظر إلى ما قدَّره الله لك، فحن مأمورون أن ننظر إلى القدر فيما يجري علينا من المصائب التي لا حيلةَ لنا في دفعها، وعلينا أن نصبر ونرضى بحكم الله ونسلم الأمر له، كما قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]، وقال سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22].


ومما يعينك على الصبر اليقين بأن كلَّ ما سبق في علم الله تبارك وتعالى، لا يتبدل ولا يتأخر، قال الله تعالى: ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ ﴾ [ق: 29] ولما سمِع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمَّ حبيبةَ تقولُ: "اللهم أمتعْنِي بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية"، قال لها: ((لقد سألتِ الله لآجالٍ مضروبةٍ، وأيامٍ معدودةٍ، وأرزاقٍ مقسومة، لن يعجل الله شيئًا قبل حلِّه، أو يؤخِّر شيئًا عن حلِّه))؛ رواه مسلم.


وأيضًا فإن كل ما قدره الله للعبد الخيرُ فيه أكثر مِن الشر، وقد يكون الله تعالى أراد صرف شر عنك، ونحن البشر علمنا ناقص؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فـ"إنَّ مِن الفرائض ما هو شاق مَرِير كَرِيه المذاق، ولكن وراءه حكمة تهوِّن مَشقته، وتسيغ مرارته، وتُحقق به خيرًا مخبوءًا، قد لا يراه النظرُ الإنساني القصير، عندئذٍ يفتح للنفس البشرية نافذة جديدة تطلُّ منها على الأمر، ويكشف لها عن زاوية أخرى غير التي تراه منها، نافذة تهبُّ منها ريح رخيَّة عندما تحيط الكروب بالنفس وتشق عليها الأمور، إنه مَن يدري، فلعل وراء المكروه خيرًا، ووراء المحبوب شرًّا، إن العليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب المستورة، هو الذي يعلم وحده حيث لا يعلم الناس شيئًا من الحقيقة، وعندما تنسم تلك النسمة الرخية على النفس البشرية تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستروح القلب في الهاجرة، ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء"؛ قاله أديب الإسلام في ظِلالِه (1/ 223).

هذا؛ وأسأل اللهَ أن يُقَدِّرَ لك الخير حيث كان





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة