• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل النقاب يمنع الزواج ؟

هل النقاب يمنع الزواج ؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 14/5/2017 ميلادي - 17/8/1438 هجري

الزيارات: 27986

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

فتاة تَرتدي النقابَ، ولا تختلط بالشباب؛ يَتقدَّم لها كثيرٌ مِن الشباب مِن خارج بيئتها، لكن أهلها يَرفُضون، وأشار عليها أهلُها بخَلع النقاب؛ حتى يرى الشبابُ جَمالها ويَتقدَّموا لها!

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ أبلُغ مِن العمر ٢٧ عامًا، وحاليًّا أُكمِل دراستي للماجستير.

مشكلتي أن أهلي يَرفُضون الخُطَّاب المتقدمين لي مِن بيئة غير بيئتي، ليس تكبُّرًا؛ لكن وِجْهة نَظَرهم أنه لن يكونَ هناك توافُق بيننا مستقبلًا!


الحمدُ لله أنا مُنتقبةٌ، وليس لي خُلطة بالشباب، وأهلي يَرَوْنَ أنه عليَّ أن أخلَعَ النقابَ حتى يراني الشباب مِن بيئتي ويتقدَّموا لي؛ لأنَّ نقابي مِن وجهة نظَرِهم يُبعدهم عني، وفيه ظُلم لي؛ لأني على قدْرٍ مِن الجمال، ومن ثَم فأنا بذلك أداري جمالي!


لا أُريد خَلْع النقاب، وقلبي مُتعلِّق به، وأخشى مِن داخلي إذا لم أَخْلَعْهُ أنْ يتأخَّر زواجي، وأخشى في المقابل أنْ أخْلَع النقابَ فأتعب، وأنا لا أقوى على خَلْعه.

فأخبِروني كيف أتصرَّف بارك الله فيكم؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشَكَر الله لك أيتها الابنة الكريمة استقامتك على الحقِّ، وتَمَسُّكك بالحجاب الشرعيِّ، وإصرارك على لُبْسِ النقاب؛ وهذا دليلٌ على حُسْن خُلُقك، وكرَم عُنصرك؛ فالحياءُ والعِفَّةُ مِن الأخلاق الفاضلة، وسلامةِ الفِطرة ونظافَتِها واستقامتِها؛ فالفتاةُ القويمةُ تستحيي بفِطْرَتِها، لكنها لثقَتِها بطَهارتها واستقامتها لا تَضْطَرِب، وتَمضي في مَسيرتها العلمية والشرعية دونما تَلَجْلُج.


تعلمين سلمك الله أن الزَّواج رِزْقٌ مِن الله تعالى، له أَجَلٌ مُسمًّى، لا يَتقدَّم ولا يَتأخَّر، وهو سبحانه يُقَسِّم الأرزاقَ بين عباده بحِكَمٍ بالغةٍ؛ فهو العليمُ الخبير، لا مانعَ لِمَا أعطى، ولا مُعطي لِمَا مَنَع، ولا رادَّ لِمَا قَضَى سبحانه وتعالى، والخيرُ كل الخير في الرضا بقضائه وقدَرِه؛ ففي طيَّاتِه خيرٌ للمؤْمِن ولا شَكَّ؛ قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]، وقال: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وحكمةُ اللهِ قد تَغيب ولا تَتَكَشَّف للنظرة الإنسانية القصيرة، فالأسبابُ التي نعرفها قد تتبعها آثارُها ونتائجُها وقد لا تتبعها؛ ولأنَّ إرادة الله تعالى هي التي تُنشئ تلك الآثار تبَعًا للحكمة البالغة؛ كما قال سبحانه: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، وقال: ﴿ وَمَا تَشَاؤونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 29]، فخُذي بأسباب الزواج؛ مِن صِدْق اللُّجوء إلى الله بالدُّعاء، وأنتِ مطمئنةٌ إلى رحمة الله، وعَدْلِه، وحِكمتِه، وعِلْمه؛ فهو سبحانه وَحْدَهُ الملاذُ الأمين، والنجوةُ مِن الهواجس، فيا لِفَرَج الله! ويا لِقُربه! ويا لِنِداه!


وتأمَّلي كثيرًا تلك الآيات البيِّنات لتَعْمَلي بها لتُحَقِّقي بُغيتك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153]، ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 18]، ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 21]، ﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]، وقال تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5]، ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقوله: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، فوراء كلِّ شيءٍ حكمةٌ، وخيرٌ مَخبوءٌ، ووراء المكروهِ خيرٌ، ووراء المحبوبِ شرٌّ، واللهُ سبحانه هو العليمُ بالغايات البعيدة، المطَّلِع على العواقب المَسْتورة، وهو الذي يَعْلَم وحْدَهُ.


أمَّا موقفُ أسرتِك - أو مَن حولك - مِن أنَّ لبسَ النقاب سببٌ في عدم الزواج؛ فهذا بلا شك فَهمٌ خاطئ لِمَا قدَّمناه؛ مِن أنَّ كلَّ شيءٍ مُقَدَّرٌ، وأيضًا فإنَّ الواقع الذي نَحياه يُفَنِّد تلك الدعوى، ثم انظُري سلمك الله كم فتاة لَم يمنعْ لبسها النقابَ مِن زواجها! فكثيرٌ مِن الرجالِ الحقيقيين يَرْغَبُون في الزواج مِن الفتاة المُنتَقِبة بسبب نِقابها، وعلى النقيضِ كم مِن فتاةٍ مُتَبَرِّجة لَم تتزوَّجْ، ولا يَرْغَبُ فيها الرجالُ كزوجةٍ!!


فالأمرُ كلُّه لله مِن قَبْلُ ومِن بعدُ؛ فاستبشري بالخير، وأحْسِني الظنَّ بالله سبحانه؛ فـ ((إنَّ الخير لا يأتي إلا بالخير))؛ كما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاللهُ تعالى يُجازي المؤمنَ بحسناته في الدنيا والآخرة، ويُسهِّل له الخيرات، ويُكافئه في الدنيا بتوسيع رِزْقِه، وتحسين خُلُقِه، ودَفْع البلاء عنه؛ كما في صحيح مسلمٍ عن أنس بنِ مالكٍ؛ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله لا يَظلِمُ مؤمنًا حسنةً؛ يُعطى بها في الدنيا، ويُجزى بها في الآخرة، وأما الكافرُ فيطعم بحسنات ما عمِل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لَم تكنْ له حسنة يُجزى بها))، وفي رواية: ((إنَّ الكافرَ إذا عَمِلَ حسنةً أطعم بها طعمة مِن الدنيا، وأمَّا المؤمنُ فإنَّ الله يدَّخِر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقًا في الدنيا على طاعته))، فاللهُ تعالى جَوَادٌ كريم، شكورٌ يَشْكُر القليلَ مِن صالح العمل، ويعفو عن الكثير مِن الزلَل، ولا يُضيع أجرَ المحسنين، وجزاؤُه لعبدِه المؤمن لا يقتَصِر على الآخرة، بل يكون في الدنيا أيضًا.


والحاصلُ أنه ينبغي لكِ أن تَتَمَسَّكي بالحقِّ، ولا تصغي لِمَنْ يُحاول صَدَّك عن سبيل الله، واصدُقي الالْتِجاء إلى الله سبحانه، وأكثِري مِن الدعاء والتضرُّع؛ فهو لا يَرُدُّ داعيه خائبًا، واستغلِّي الأوقاتِ الفاضلةَ المَرْجُوّ فيها إجابة الدعاء، ولا تَيْئَسي مِن رَوْح الله تعالى، وعليك بالصلاة، خاصَّة في جَوْف الليل.


ومِن أعظم ما تُواجهين به المجتمع هو: أنْ تُبَيِّني لهم معنى الإسلام، الذي هو: الاستسلام التامُّ لله تعالى؛ فاتباعُ منهج الله تعالى ليس نافلةً، ولا تطوُّعًا، ولا مَوضِعَ اختيار، إنما هو الانقيادُ التامُّ لله تعالى؛ كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 51، 52] ، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]، وقوله: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]، واللهُ سبحانه أعلمُ بمَصالح العباد، والمؤمنُ يَستَسْلِم لله الاستسلامَ الكامل الصريح.

وفقك الله لكل خيرٍ، ورزقك زوجًا صالحًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة