• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

دراسة الأطفال في الخارج

دراسة الأطفال في الخارج
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 6/4/2017 ميلادي - 9/7/1438 هجري

الزيارات: 9254

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة لديها طفل سيَلتحق بالمدرسة هذا العام، وهي في حيرة بين مدرستين: مدرسية لا دينية ومدرسة نصرانية.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعيش في هولندا منذ عامٍ تقريبًا مع زوجي وطفلي، مشكلتي أن العام المُقبل يجبُ أن يذهَب ابني إلى المدرسة، والصِّراع الذي أُعاني منه في القرية التي أسكن بها أن هناك نوعينِ من المدارس؛ مسيحية ولا دينية.


في المدرسة المسيحية: كل صباح يَدْعون للمرضى والمحتاجين دون أي صلاة، وعند نهاية الدوام يَشكرون الله على نعمِهِ، وأنه أعطاهم منزلًا وطعامًا ومدرسةً، وما إلى ذلك أيضًا دون صلاة أو أي ذِكرٍ لغير الله.


وفي وسط الأسبوع يَقرؤون قصصَ الأنبياء مِن الإنجيل، وهي مدرسةٌ ذات نظام ورقابة، ومستوى عالٍ مِن التعليم وقريبة من منزلي.


أما المدرسة اللادينية، فهي بعيدةٌ جدًّا، ومستواها التعليمي ليس كسابقتِها، ولا يوجد فيها رقابة ولا نظام، إلا أنها تتميَّز بأنها لا تتطرَّق لأي دين، وأغلب طُلَّابها من الغرباء؛ مما يُقلِّل سرعة تعلم ابني للغة.

أرجوكم ساعدوني في اختيار الأفضل لابني، وأكثر ما يهمُّني دين ولدي، وبارك الله فيكم

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لكِ أيتها الأخت الكريمة حرصَكِ على تنشئة أبنائك التنشئة الإسلامية، وأسألُ اللهَ أن يُيسِّر لكِ السبل اللازمة لذلك.

لا شكَّ أن اهتمامَكِ بالحفاظ على دينِ الأبناء دليلٌ على يقظتِكِ ووَعْيكِ الديني والتربوي، وهذا سيُساعدكِ كثيرًا على النجاة بأبنائكِ في تلك الفِتَن المتشابكة والحالكة السَّواد، ولكن مع بذلِ الجهد المستمر والصبر، وتهيئةِ بيئةٍ خاصة بكم من المسلمين الغَيُورين من الأصدقاء والصالحين، مع الابتعاد عن مجالس المغتربين الخائضين في الأحلام والآمال، والوظائف والأعمال.


أنتِ الآن أعلمُ مِن غيرِكِ مِن أن الحياةَ في هذه المجتمعات الكافرة التي لا تَدين بالإسلام عقيدةً وسلوكًا ومنهجًا ونظامًا - شديدةُ الخطورة على الجميع، لا سيما فلذات الأكباد، فليس الخبر كالمعاينة، وحتى نربح أبناءنا وننجوَ بهم نحتاج لعمل دائم وجهد متواصل، والله المستعان والمستغاث وعليه الاتكال، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]، وليكنْ هِجِّيراكِ (لا حول ولا قوة إلا بالله)؛ فبها تُحمل الأثقال، وتُكابد الأهوال، ويُنال رفيع الأحوال؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.


كُوني على يقين أيها الأخت الكريمة أنَّ استفراغكِ للوُسع، وبذل الجهد، ومكابدتكِ للمشاقِّ في سبيل صلاح ابنكِ من الواجبات المحتَّمات، وامتثالٌ لأمر الله تعالى؛ حيث قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]، ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 132]، وهو أيضًا اقتداءٌ بأنبياء الله الكرامِ في تربية أسرهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 54 - 55]، وفي الصحيحين عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بَعْلها وولدِه وهي مسؤولة عنهم)).


تربيةُ النشء والسعيُ في هدايتهم أمرٌ شاقٌّ يستلزم صبرًا واصطبارًا، وجَلَدًا ومثابَرة، وحسن ظنٍّ بالله، والبعد عن اليأس والقنوط، مع استخدام الوسائل المتاحة كافةً، كالترغيب تارةً، والترهيب أخرى، والكلمات الحانية، والدعوات الخالصة، والضمَّة الحارة الصادقة، إلى غير ذلك، فوسائل الإصلاح كثيرةٌ لن تعدميها، وما أحبُّ أن تتذكريه دائمًا أن تربية القلب، وتقويم الطبع، وهداية الرُّوح، ورعاية بذرة الخير وتزكيتها، وحسم نبتة الشر - كل هذا لا يأتي في ساعة، وإنما هو نتاج جهد تراكمي لتحقيق الهداية التي ترجح كل أعراض الحياة، وترجح الحياة ذاتها.


شجِّعي أبناءكِ على حفظِ المزيد مِن كتاب الله تعالى، وبيِّني لهم معناها، واربطيهم دائمًا بوطنهم الأصلي، وحدِّثيهم عن حلم العودة، واصرِفي نظرَهم لما يقع لإخوانهم هناك، ولا تستعجلي النتائج.


أما المفاضلة بين المدرستين، ففي ظني أن الخطر الحقيقي هو الانفتاح على ثقافة الغرب وتعليمه، وهذا قاسمٌ مشرك بينهما، فبَقيتِ المفاضلة فيما ذكرتِ من جودة التعليم وقرب المسافة، وغير ذلك، وتلك المفاضلة تصب في جانب المدرسة النصرانية.


أخيرًا، اصدقي اللجوء إلى الله تعالى بالضراعة، وكثرة الدعاء في أوقات الإجابة أن يحفظهم سبحانه، وكوني على ثقةٍ أن طاعة الوالدين يحفظُ الله بها الأبناء، وقد قصَّ اللهُ علينا في أحسن القصص أنه أرسل اثنين مِن أكرمِ خلقه رسوله وكليمه موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام لبناءِ جدارٍ يحفظ كَنْز الأيتام، فأتعبا نفسيهما في إقامته، ولم يطلبا عليه أجرًا من أهل القرية - وهما جائعان وأهل القرية لا يُضيِّفونهما - كان يُخبَّأ تحته كنز، ويُغيَّب وراءه مالٌ لغلامينِ يتيمينِ ضعيفين في المدينة، ولو تُرك الجدار ينقضُّ لظَهَر مِن تحته الكنز، فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه، ولما كان أبوهما صالحًا، فقد نفعهما الله بصلاحِه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتدَّ عُودهما، ويستخرجا كنزهما، وهما قادران على حمايته؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ﴾ [الكهف: 82].

أسأل الله أن يحفظ أبناءكِ وأبناء المسلمين، وأن يحرسَهم بعينه التي لا تنام، وأن يكنفهم بكَنَفِه الذي لا يُرام

وأن يرحمَنا بقدرتِه علينا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة