• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

زوجي يريد أن أتعاطى المخدرات

زوجي يريد أن أتعاطى المخدرات
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 16/3/2017 ميلادي - 17/6/1438 هجري

الزيارات: 10956

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ الملخص:

سيدة يريد زوجها أن تتعاطى المخدرات، وتسأل عن حكم ذلك.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأةٌ كان لديَّ أسرار في الماضي أخفيتُها عن زوجي، ولم أَبُحْ بها لأحدٍ، والحمد لله تزوجتُ ولديَّ أولاد، وأحبُّ زوجي جدًّا وهو كذلك.


زوجي يُحب تجربة كل ما هو جديد، فاقترح عليَّ تجربة (الماريجوانا)؛ لأنه قد جرَّبها وحدَه مرة، وقد قرأتُ أن الشخص قد يبوح بأسرارِه بدون أن يُسيطرَ على نفسه، وعرفتُ أيضًا أنها لا تُذهب العقل.


أنا في حيرةٍ من أمري، فإن رفضتُ فسيَسْألني عن السبب، مع علمي أن تعاطي هذه الأشياء مُحرَّم، لكني أسأل في حال تعاطيتها لمرةٍ واحدة، فهل ستنتهي حياتي مع زوجي؟! وهو شيء لا أتمنى حصوله!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فقد أحسنتِ باركَ الله فيكِ لما استترتِ بستر الله تبارك وتعالى، ولم تُخبري زوجَكِ بماضيكِ قبل الزواج، فالعبرةُ بما أنتِ عليه الآن، وأنتِ بفضل الله مستقيمة وملتزمة بحدود الله، وهذا هو الواجبُ علينا جميعًا، فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((فمن أصاب مِن هذه القاذورة شيئًا فلْيَستترْ بسِتر الله، فإنه مَن يُبْدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ الله))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن مِن المجاهرة أن يعملَ الرجل عملًا بالليل ثم يُصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان، عمِلتُ البارحة كذا وكذا، وقد بات يَستره ربه، ويُصبح يكشفُ سِتر الله عنه))، والمجاهر هو مَن أظهر معصيته وكشف ما ستَر الله تعالى عليه.


والستر وإن كان مطلوبًا دائمًا، إلا أنه أشد تأكيدًا في حق الزوجين؛ لما يترتب على الإفصاح به من ضرر بالغٍ على الحياة الزوجية والأسرة عمومًا.


وإنما ذكرتُ لكِ - باركَ الله فيكِ - تلك المقدِّمة الضرورية لتستمرِّي على ما أنتِ عليه من سترٍ على نفسك، ومن استقامةٍ على صراط الله المستقيم، ومن تجنُّب لكلِّ ما يغضب الله تعالى، فاحذري أنتِ وزوجك من شرب (الماريجوانا)؛ فهي مِن المخدِّرات، وهي إحدى مشتقات نبات القِنَّب الهندي، ولها تأثيرات بالغة الخطورة على قوى العقل، كما يذكر المختصُّون، ومع الأسف الشديد انتشرت في البلدان العربية، ولها أسماء تِجارية كثيرة، ولها صور مصنَّعة تسمى الحشيش.


ومِن أهم خصائص تلك السُّمِّيات الضارَّة الهلوسةُ، التي تُصيب متعاطيها؛ لأنها - كما ذكر الأطباء - تُؤثِّر على الجهاز العصبي المركزي لسرعة وصولها من الرئة للدم، ومنه إلى أنحاء المخ، فيبدأ في الشعور بالاسترخاء والنعاس والابتهاج والانتعاش والمرح والهلوسة، ثم بضعفٍ في القدرة على التركيز والانتباه، وخللٍ في التوازن الحسي والحركي إلى غير ذلك مما تجدينه مفصلًا في "الموسوعة الحرة ويكيبيديا".


وهناك أمر آخر لا يقل خطورة عن خطر (الماريجوانا)، وهو أن تجَّار تلك المحرَّمات يغشُّونها بموادَّ مجهولة الهُوِية والتركيب، تُؤثِّر في الغالب على قوى إدراك العقل، وقد لاحظنا هذا في أنواع الجرائم التي يرتكبها متعاطوها، ولاحظناها أيضًا في المدمنين، فمهما عُولجوا يبقى فيه بقايا من الخبل وضعف العقل.


أما حكمها الشرعي، فهي كالخمر في التحريم، وقد أجمع العلماء على حرمتِها منذ ظهورها من قرون كثيرة، ونصُّوا على أنه ينطبق عليها جميع أحكام الخمر، ومِن أقوى الأدلة على ذلك ما رواه مسلم عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل مُسكرٍ خمر، وكل مسكر حرام، ومَن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يُدمِنها ولم يَتُبْ، لم يشربها في الآخرة))، والخمر: ما خامر العقل، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولا عبرة بمَن يقول: إن القليل منها لا يُسكر؛ لأن القاعدة الشرعية: أن ((ما أسكر كثيره، فقليله حرام))؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.


هذا؛ وسأنقل لكِ بعض نصوص الأئمة لتُوقِفي زوجَكِ عليها وتُحذِّريه من مغبَّتِها، ولتكوني على حذر من الاقتراب منها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (3/425): "أكل هذه الحشيشة الصلبة حرام، وهي مِن أخبث الخبائث المحرمة، وسواء أكل منها قليلًا أو كثيرًا"؛ انتهى.


وقال ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية" (4/233) - وهو يتحدث عن الحشيشة -: "والأصل في تحريمِها ما رواه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها، قالتْ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر، قال العلماء: المفتر كل ما يورث الفتور والخدر في الأطراف، وهذا الحديث فيه دليلٌ على تحريم الحشيش بخصوصه، فإنها تسكر وتخدر وتفتر، ولذلك يكثر النوم لمتعاطيها، وحكى القرافي وابن تيمية الإجماع على تحريمِها، قال: ومَن استحلها فقد كفر، قال: وإنما لم تتكلم فيها الأئمة الأربعة رضي الله تبارك وتعالى عنهم؛ لأنها لم تكن في زمنهم، وإنما ظهرت في آخر المائة السادسة وأول المائة السابعة حين ظهرتْ دولةُ التتار"؛ انتهى.


وفي حاشية العبادي على تحفة المحتاج (9/167): "والمراد بالشارب: المتعاطي، شربًا كان أو غيره، وسواء فيه المتفق على تحريمه والمختلف فيه، وسواء جامده ومائعه، مطبوخه ونيئه"؛ انتهى.


ومَن يتأملِ الأضرار البالغة للمخدِّرات في تدمير العقل، وهلاك النفوس، وتفكك الأسرة، وخراب المجتمع - تيقَّنْ أن المناسبَ لحكمة الله تعالى تحريمُ تناول تلك السموم.

أسأل الله أن يُلهِمنا جميعًا الرشد والسداد، وأن يُعيذَنا من شرور أنفسنا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة