• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

هل أعطي مالي لزوجي أو أذهب للعمرة؟

هل أعطي مالي لزوجي أو أذهب للعمرة؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 9/2/2017 ميلادي - 12/5/1438 هجري

الزيارات: 11147

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

امرأة معها مال خاص بها، وتريد أن تعتمر، وزوجها في حاجة إلى المال، ولم يطلب منها مالها، ولم يرفض ذهابها لأداء العمرة، وتسأل: هل الأفضل أن أعطيه المال؟ أو أذهب لأداء العمرة؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة، وقد وسَّع اللهُ عليَّ ورزقني مالًا خاصًّا بي، وليس لزوجي سلطان عليه، وأنا الآن أريد الذهاب إلى العمرة بهذا المال، لكن المشكلة أن زوجي في حاجةٍ إليه، ولم يرفض ذهابي للعمرة، ولم يطلُبْ مني المال، فهل الأفضل أن أذهبَ لأداء العُمرة أو أن أعطيَه المال؟

وجزاكم الله خيرًا


الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاكِ الله خيرًا على حِرصك لفِعل الأفضل والأكمل من الأعمال، ولا شكَّ أن أعمال البر كثيرة ومتنوعة ومُتفاضِلة في الأجر والثواب، وهذا من كمال الشريعة ومُراعاتها لطبيعة المكلفين واختلاف أحوالهم وقواهم الطبيعية، والناظر في الأدلة الشرعية يُدرك أن أداء العمرة والقيام بحجِّ التطوُّع أفضل وأكمل مِن التصدُّق بالمال؛ وذلك لأنَّ الحج والعمرة عبادة جسديَّة مالية، فيَشتملان على نفقة المال في سبيل الله، وعلى العمل بالجَوارح؛ من الطواف والسعي والذكر والصلاة والتلبية وغيرها، هذا هو الأصل؛ أعني: أن التطوُّع بأيِّهما أفضل مِن الصدقة.


غير أنه مِن محاسن الشريعة الإلهية وواقعيتها وشُمولها لنَواحي الحياة: أن العمل المفضول يَصير فاضلًا للمصلحة الراجحة، أو إذا دعت الحاجة إليه، بل قد يصير فعل المفضول أو حتى المحرَّم واجب الفعل، وهذا ما قرَّره الأئمة المتَّبَعون؛ فقد سُئل الإمامُ مالك كما في "مواهب الجَليل" عن الحج والصدقة أيهما أحب إليك؟ فقال: "الحجُّ، إلا أن تكون سنَةُ مجاعة" اهـ.


وبيَّن هذا وشرح تلك القاعدة شيخُ الإسلام ابن تيمية في مواضعَ كثيرة مِن مجموع الفتاوى؛ منها على سبيل المثال قولُه (23 / 63): "قراءة القرآن أفضل من الذِّكر، والذكر أفضل من الدعاء من حيث الجملة؛ لكن قد يكون المفضول أفضل من الفاضل في بعض الأحوال، كما أن الصلاة أفضل من ذلك كله، ومع هذا فالقراءة والذِّكر والدعاء في أوقات النهي عن الصلاة كالأوقات الخمسة ووقت الخطبة هي أفضل من الصلاة، والتسبيح في الركوع والسجود أفضل مِن القراءة، والتشهُّد الأخير أفضل مِن الذِّكر، وقد يكون بعض الناس انتفاعه بالمفضول أكثر بحسب حاله إما لاجتماع قلبه عليه، وانشراح صدره له، ووجود قوته له، مثل مَن يجد ذلك في الذِّكر أحيانًا دون القراءة، فيكون العملُ الذي أتى به على الوجه الكامل أفضل في حقِّه من العمل الذي يأتي به على الوجه الناقص وإن كان جنْس هذا أفضل وقد يكون الرجل عاجزًا عن الأفضل، فيكون ما يقدر عليه في حقه أفضل".


وقال في الفتاوى الكبرى في ذلك الخصوص (5 / 382): "والحجُّ على الوجه المشروع أفضل مِن الصدقة التي ليستْ واجبة.

وأما إن كان له أقارب مَحاويج فالصدَقة عليهم أفضل، وكذلك إن كان هناك قوم مُضطرون إلى نفقته، فأمَّا إذا كان كلاهما تطوُّعًا فالحجُّ أفضل؛ لأنه عبادة بدنيَّة مالية، وكذلك الأُضحية والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمة ذلك" اهـ.


الأخت الكريمة، ذَكَرْتِ سلَّمكِ الله أنَّ زوجَك في حاجةٍ للمال، ومع هذا لم يطلُبْ منكِ، وإنما جعَل الأمر إليك، وهذا بلا شكٍّ دليل على علوِّ خلُقِه، وعلى قوة المودَّة والتراحُم بينكما التي تولَّدتْ طيلة أعوام الزواج، أدام الله عليكما السعادة، فأنتِ في تلك الحال لو اخترت الذهاب للعمرة فسيكون النفعُ الحاصل قاصرًا عليكِ، وأما إن أعطيتِه المال فسيعمُّكما النفع؛ أنتِ بالثواب، وهو بتيسير الحال بالمال، وقاعدة الشريعة: أن ما كان نفعه متعديًا أفضل مما كان نفعه قاصرًا، وهذا عامٌّ في فقراء المسلمين في كل مكان، وفي حق الزوج والأقارب أولى وأحرى إذا استوتِ الحاجة؛ فقد روى أحمد والترمذيُّ والنسائي عن سلمان بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة وَصِلة)).


وفي الصحيحَين عن زينب امرأة عبدالله - بمثله سواء - قالتْ: كنتُ في المسجد فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((تصدَّقن ولو مِن حليكنَّ))، وكانتْ زينب تُنفق على عبدالله، وأيتام في حِجْرها، قال: فقالتْ لعبدالله: سلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيَجزي عني أن أنفقَ عليك وعلى أيتام في حجري مِن الصدقة؟ فقال: سلي أنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فوجدت امرأة من الأنصار على الباب، حاجتُها مثل حاجتي، فمرَّ علينا بلال، فقلنا: سلِ النبي صلى الله عليه وسلم: أيَجزي عني أن أنفق على زوجي، وأيتام لي في حِجْري؟ وقلنا: لا تُخبر بنا، فدخل فسأله، فقال: ((مَن هما؟)) قال: زينب، قال: ((أي الزيانب؟))، قال: امرأة عبدالله، قال: ((نعم؛ لها أجران، أجر القرابة وأجر الصدَقة)).


وأخيرًا، أبشِّركِ بما قاله غيرُ واحد مِن الأئمة، واستدلُّوا له من أوجهٍ كثيرة تَربو على السبع، وهو "أن نية المرء أبلغ مِن عمله"، وأن النية المجرَّدة من العمل يُثاب عليه، وأن مَن نوى الخير وسعى إليه وعجز عن إكماله إما لفعل غيره لمصلحة راجِحة أو لعجز عن الفعل - كان له أجر من عمله؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن بالمدينة لرجالًا ما سِرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم))، قالوا: وهم بالمدينة! قال: ((وهم بالمدينة، حبَسَهم العذر))، فالإرادة الجازمة على فعل الخير يُحصِّل بها المسلم الأجر؛ فالله تعالى جواد كريم شكور سبحانه.

أسأل الله الجواد الكريم أن يَكتب لك أجر العمرة والصدقة كاملًا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة