• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أريد تطليق زوجتي لتقوس ساقيها

أريد تطليق زوجتي لتقوس ساقيها
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 24/1/2017 ميلادي - 25/4/1438 هجري

الزيارات: 20368

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

زوج بدأ ينفر من زوجته بعد زواجه مباشرة بسبب تقوس ساقيها، ثم قرر تطليقها بعد ثلاث سنوات من الزواج، ويسأل: هل عليَّ إثم إن طلقتها؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج، بعد زواجي وجدتني في مشكلة عظيمة لا أجد لها حلًّا!


مشكلتي: أنني عندما فكرتُ في الزواج تقدمتُ لفتاة ذات خُلُق ودين، وطمأنني مقربون منها أنها فتاة مقبولة؛ لذلك لم أدخل في التفاصيل، ولم أسأل عن هيئتها، ومرت ليلة الزفاف بسلام، لكن المشكلة بدأتْ مِن صباح اليوم الثاني، وذلك عندما رأيتُ ساق زوجتي؛ وجدتها تعاني مِن اعوجاج في ساقيها، فأُصبتُ بصدمة نفسية لم أستطعْ تجاوُزها، ولم أعُدْ أنجذب إليها منذ ذلك اليوم، وأصبحت المعاشرة معها صعبة، لكن خوفي من الله جعلني أقاوم نفسي، فكنتُ أعطيها حقها في الفراش، لكنني أفضِّل دائمًا البقاء إلى وقتٍ متأخرٍ خارج البيت!


الغريب في قصتي أنني رفضتُ مِن قبلُ الزواج مِن فتاةٍ لنفس السبب (تقوُّس الساقين)، وربما سيقول البعض: لماذا لم تنتبه في المرة الأخيرة؟ والسبب هو ثقتي في المقربين منها، بالإضافة إلى كونها كانتْ تلبس أثناء الخطبة ملابسها الفضفاضة التي أخفت عليَّ عيبها بها؛ لأن هذه الملابس يصعُب معها التعرُّف على استقامة ساقيها مِن تقوُّسهما.


صبرتُ قدرَ المستطاع عملًا بنصائح البعض بدعوى أن هذه مسألة عابرة ستزول مع الأيام، أو بوجود الأولاد، لكن كل ذلك دون جدوى، فما تزال المشكلة قائمة، ونفسي ما زالت تتألم، بل بدأتُ أستعمل أدوية ضد الاكتئاب، رغم أنه قد مرَّ على زواجنا ثلاث سنوات!


أنا أنفر منها، ولا أطيق حتى النظر إليها أو الحديث معها إلا نادرًا وفيما يخص ابنتي فقط، وعندما عرضتُ عليها مسألة التعدُّد رفضت!


الآن أودعتُها عند أهلها، وأخبرتهم بالمشكلة كاملة، وأخبرتهم أن بقاءنا كزوجَين يُعدُّ ظلمًا للطرفين، كما أنني أخشى أن تتأثَّر ابنتي بعلاقتي مع أمها غير العادية.


مر شهر على وجودها عند أهلها، وأنا الآن في غاية الارتياح بسبب بُعدها عنِّي، بل واتخذتُ قرارًا بالانفصال عنها، فهل أكون مذنبًا إن طلقتُها؟!

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا شكَّ أنك قطعت الطريق على محاولات التقريب بينك وبين زوجتك، بتلك المعلومات التي ذكرتها في ختام رسالتك.

أولًا: ذكرتَ أنك تَنفر منها، وليس هذا فقط، بل لا تطيق النظر إليها، ولا الحديث معها إلا نادرًا، وفيما يخص ابنتكما فقط! وهذا الأمر مدمِّر جدًّا لنفسية أي امرأة، حتى وإن لم تُبدِ ذلك لك.

ثانيًا: أنت ترى أن الإبقاء على الرابطة الزوجية يعد ظلمًا للطرفين، ومن ثمَّ شعرت بالارتياح وهي بعيدة عنك.


غير أنه يبدو لي أيها الأخ الكريم أن فتح موضوع التعدد مع زوجتك كحلٍّ للمُشكلة يدل أنك تفتح باب الحلول العملية للمشكلة، وهذا يبشر بالخير من أنه يُمكننا بشيء من التفكير العقلاني والمتأني الوصول لحلول واقعية.


ولكن يجب أن أقف وقفة متأنية لأساعدك على فهم السرِّ من نفورك الشديد من زوجتك، على الرغم من كونها مقبولة الشكل، والليلة الأولى مرَّت بسلام، وهو ما يدلُّ على أنها على الأقل امرأة عادية، وأنت لم تشتكِ إلا من تقوس الساقين، وقد تركت أخرى بسببه من قبل، فأخشى أن يكون سبَّب لك عقدة نفسية من الشعور بالذنب مُستقرة في اللاوعي، ومن ثم تسأل: هل أنا مذنب إن طلقتُها؟! ثم تقدِّم الاعتذار عن نفسك بأنَّ نفرتك منها شديدة، وأنها أخفت عنك العيب بملابسها الفضفاضة أثناء الخطبة، وإن كان هذا من العيوب التي لا يجب الإخبار بها، وحتى لو كان يجب الإخبار به فقد عشت معها بعدها ثلاث سنين، وأنجبَتْ لك طفلة، مما يدلُّ على قبولك الظاهري للأمر، فلا معنى لذكره بعد ذلك!


كل ما أريد قوله هو: أنه يُمكنك التعايش مع زوجتك إن حرصت على إخراج ذلك الفكر السلبي تجاهها من قلبك، وأن تنظر إلى بقية صفاتها التي رغَّبتك في الارتباط بها، ونحن نحتاج جميعًا لتجاوز مثل هذه الحواجز النفسية إلى رفع اهتمامات النفس، وإعلاء قيَمِ المروءة والنُّبل والتجمل والاحتمال، وغيرها من صفات الجمال، فبهذا تسمو النفس على أي نقص ظاهر، وتلك نصيحة الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر))، أو قال: ((غيره))، واستشعر بقلبك ما يقوله الله للمؤمنين: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].


"هذه اللمسة الأخيرة في الآية، تعلِّق النفس بالله، وتهدِّئ من فورة الغضب، وتفثَأ من حدة الكره، حتى يُعاود الإنسان نفسه في هدوء، وحتى لا تكون العلاقة الزوجية ريشةً في مهبِّ الرياح؛ فهي مربوطة العرى بالعروة الوثقى، العروة الدائمة، العروة التي تربط بين قلب المؤمن وربه، وهي أوثق العرى وأبقاها.


والإسلام الذي ينظر إلى البيت بوصفه سكنًا وأمنًا وسلامًا، وينظر إلى العلاقة بين الزوجين بوصفها مودة ورحمةً وأنسًا، ويُقيم هذه الآصرة على الاختيار المطلق، كي تقوم على التجاوب والتعاطف والتحابِّ هو الإسلام ذاته الذي يقول للأزواج: ﴿ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].


كي يَستأني بعقدة الزوجية فلا تفصم لأول خاطر، وكي يستمسك بعقدة الزوجية فلا تنفكُّ لأول نزوة، وكي يحفظ لهذه المؤسسة الإنسانية الكبرى جديتها فلا يجعلها عرضة لنزوة العاطفة المتقلبة، وحماقة الميل الطائر هنا وهناك.


وما أعظم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل أراد أن يطلِّق زوجه "لأنه لا يحبها": "ويحك! ألم تبْنَ البيوت إلا على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟"؛ قاله صاحب الظلال (1 / 605، 606).


لا شكَّ أن جميع النساء فيها صفات جسدية تُرضي الزوج، وصفات لا يرضاها، بل ربما يكرهها، وأهواء النفس متباينة، والشيطان حريص على ألا يقع ذباب حرص الأزواج إلا على ما يكرهون، فيصبح ويُمسي لا ينظر لزوجته إلا من خلال تلك النقطة أو النقاط السوداء، وهذه لمة الشيطان، ومن ثم أرشدنا القرآن والنبيُّ لعكسه، وللموازنة، وستجد في تلك النافذة في شبكة الألوكة أمثلةً حية لذلك، فهذا يحب قدم المرأة الصغيرة ولا يثار إلا بذلك وزوجته كبيرة القدمين، وآخر مشكلته في الأظافر الملونة، وثالث في شكل الساقين، ورابع نحافة القوام، وخامس عكسه، إلى غير ذلك من الأمثلة التي تتسلسل في النفوس بإذكاء الشيطان، ويُمكن للأزواج بشيء من المسؤولية والدربة والحنكة التغلب على كل هذه المشكلات.


فمشكلة زوجتك تحلُّ بالحوار الصريح الذي لا يجرح المشاعر، فتتوصَّلا لحلول تحافظ بها على أن تظهر أمامك بملابس أنيقة تُناسب ستر ساقيها كما تفعل تمامًا من تعاني من خموشة الساقين وزوجها يكره ذلك، وكذلك الزواج الثاني حلٌّ واقعي تحافظ به على رابطة الزوجية، حتى وإن رفضت في البداية فستهدأ العاصفة شيئًا فشيئًا حتى تعتادَ الأمر الجديد.


الأخ الكريم، النفس البشرية مزاجٌ فريد مؤلَّف من حاجات الروح والجسد، وفيها استعدادات وطاقات ومثاليات وواقعيات تمكِّن صاحبها - إن أحسن استخدامها - من أن يضع قدميه على الأرض، وترف بروحها إلى السماء، دون تناقض ودون انفصام، بل تنمو نموًّا مُتوازنًا متكاملًا في الجانبين الروحي والجسدي، والرضا بما قسم الله من أصل الفضائل، ولكن إن تبيَّن لك بعد الصبر والتجمل والمحاولة والرجاء أن الحياة حقًّا غير مُستطاعة، وأنه لا بد من الانفصال، فعندئذ لا مفر مِن الطلاق وكما أنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح، فكذلك لم يُرَ للمُتباغضَين مثل الطلاق، ومِن التعقُّل الإقرار بالأمر الواقع، لا سيما حينما تجفُّ القلوب، ولا يبقى في النفس ما تستقيم معه الحياة.

أسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة