• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أجهضت طفلي وأشعر بالذنب

أجهضت طفلي وأشعر بالذنب
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 5/1/2017 ميلادي - 6/4/1438 هجري

الزيارات: 71927

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

امرأة متزوجةٌ كانتْ حاملًا، وزوجها لم يكن راغبًا في الحمل، فطلَب منها إجهاض الجنين، فوافقتْ لأنها كانتْ كارهة لزوجها، وبعد أن أصلَح اللهُ زوجها ندِمتْ على ما فعلتْ بطفلِها، وتريد أن تُكفِّرَ عن ذنبها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة، بعد الزواج اكتشفتُ أن هناك عقبات كثيرةً دينيةً وأخلاقية جعلَتْني أوقن باستحالةِ العيش مع زوجي، أو استحالة إصلاحه!


في خِضَمِّ المشكلات الكثيرة أصبحتُ حاملًا، وأخبَرني زوجي بعدما عَلِم بالحمل أنه غيرُ جاهزٍ لاستقبال أي طفل في الوقت الحالي، وغير مستقر في حياته معي، ولا يريد أن يكونَ بيننا أطفال في تلك الفترة، ومِن ثَم طلَب إسقاط الجنين.


لَم أستَغرِبْ رد فعله؛ لأني أعلم أنَّ هذه أخلاقه؛ لذا قلتُ في نفسي: لعل هذا هو الحل حتى أستطيعَ الافتراق عنه بدون أن يربطَني به أيُّ شيء!


وافقتُ مع خوفي أن يكون فعلي مُحرَّمًا، وأجهضتُ الجنين بواسطة أطباء، وكان عمره (35) يومًا، وما زلتُ أذكر شعوري ومدى حزني وألمي على ما اقترفتُ!


بعد مدة طلقني زوجي في لحظة غضب وخلاف، ثم ردني إليه ووعدني بأن يتغير، وبالفعل تغيَّر تمامًا، وأصبح زوجًا حسنًا، لكن المشكلة أني ألوم نفسي كثيرًا على ما فعلتُ في حق طفلي، وأخشى عقوبة الله سبحانه وتعالى، دعوتُ كثيرًا واستغفرتُ لكن مِن داخلي تأنيب ضمير شديد، وأتمنى لو كانتْ هناك كفارة أُكفِّر بها عن هذا الذنب.


الآن أنا حامل للمرة الثانية، لكن شعوري في الحمل الأول ما زال يرادوني

أخبروني كيف أكفِّر عن ذنبي وأرضي خالقي؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فالحمدُ لله الذي استجاب دعاءك، وأصلح لك زوجك، ورزقك قلبًا مُتيقظًا، ونفسًا لَوَّامة، فإنَّ التوبةَ تمحو الذنوبَ، والظالمُ لنفسه إذا تاب تاب اللهُ عليه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 110]، فمَن استغفره غفَر له ورحمه وكان من المتقين فيدخل في قوله: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((الندم توبة))؛ رواه أحمدُ عن ابن مسعود، فأحسني الظَّنَّ بالله تعالى، فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفره لِمَنْ تاب.


أما إجهاضُ الجنين فقد اتفق الفقهاء على حرمة الإجهاض بعد نفخ الروح الذي يكون بعد مائة وعشرين يومًا، كما ثبَت في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، ((إنَّ أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مُضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكًا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح)).


واختلفوا في حكم الإجهاض قبل نفخ الروح، فمنهم مَن قال بالإباحة مطلقًا، وهو قولُ بعض الحنفية، واللخمي من المالكية، وأبي إسحاق المروزي من الشافعية، وهو قول عند الحنابلة في أول مراحل الحمل.


ومنهم من قال بالإباحة لعذر فقط، وهو المذهبُ الصحيحُ عند الحنفية، وقول عند الشافعية، كما قال في "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (8/ 442): "وقد يُقال: أما حالة نفخ الروح فما بعده إلى الوضع فلا شك في التحريم، وأما قبله فلا يُقال: إنه خلاف الأولى، بل محتملٌ للتنزيه والتحريم، ويقوى التحريم فيما قرب مِن زمَن النفخ لأنه حريمه".

 

ومنهم مَن قال بالتحريم، وهو المُعتَمَد عند المالكية، والأوجه عند الشافعية.

والذي يَظهر أن الراجح مِن تلك الأقوال: كراهة الإجهاض قبلَ النفخ في الروح إنْ تم الإجهاض لغير حاجة، ومِن ثَمَّ لم تكن هناك كفَّارة، واللهُ تعالى يقول: ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].


فاطوي تلك الصفحة مِن حياتك، وفكِّري فيما يعود عليك نفْعُه عليك وعلى زوجك.

أما تحقيقُ رضا الله تعالى فإنما يكون بالاستقامة على شَرْعِه، والمواظَبةِ على العمل الصالح، وشغل وقتك بطاعة الله وكثرة ذِكْره، والإلحاحِ في الدعاء وصِدْق الالتجاءِ إلى الله تعالى، وصحبة الصالحين، والبُعد عما يسخط الله مِن شِرْكٍ ومعاصٍ وتقصيرٍ في الطاعات، وهجر مَواطن السوء، والبُعد عن الفُسَّاق، وسدِّي على نفسك أبواب المعاصي، وغير ذلك مما يصعب حَصْرُه في هذا الجواب، ولكن أوصيك باقتناء كتاب: "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" للإمام ابن القيم.


رزقنا اللهُ وإياك الاستقامة والثبات على شرعه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة