• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

تفسير الكلام تفسيرات جنسية في الجد والهزل

هل تفسير الكلام تفسيرات جنسية فيه مخالفة شرعية؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 15/12/2016 ميلادي - 15/3/1438 هجري

الزيارات: 17890

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

سؤال حول تفسير الألفاظ في موضع الجد أو المزاح تفسيرات جنسية، وهل في ذلك مخالفة شرعية أو لا؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

انتشر بين الشباب هذه الأيام توجيهُ الكلام والألفاظ سواء أكانتْ مزاحًا أو جدًّا إلى التفسيرات الجنسية؛ فكلُّ كلمةٍ تقال في نقاشٍ أو غيره يحدُث لها إسقاطٌ على أمور جنسية، فهل هذا فيه مخالفة شرعية؟ وهل يُحاسَب الإنسان على ذلك؟ فالله تعالى لا يؤاخذنا على ما في أنفسنا، كما ورد ذلك.


فما رأيكم في هذا؟


وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاك الله خيرًا أيتها الابنة الكريمة على حرصك على اكتساب الأخلاق الحسنة، والبُعد عن الخطرات السيئة التي تكون مبدأَ الفكر مِن خيرٍ أو شرٍّ، وهذا ما ينبغي أن يسعى إليه الإنسانُ عمومًا والشبابُ خصوصًا، فالحرصُ على صلاح القلب، وتصحيحُ أحواله يجعل استجابته للخير مِن لوازم نفسه بغير قصدٍ مِن صاحبه ولا تعمُّد، وإذا لم توجدْ تلك الاستجابةُ دلَّ على أن الخُلُق القويم لم يحصلْ في القلب.


والحاصلُ أيتها الابنة الكريمة أن نفس الإيمان ولوازمه وشُعَبه والتي منها الحياء، يُنافي انصراف الفكر في تفسير كل كلمة لمعنى سيئ على الوجه الذي تذكرين، تمامًا كما ينفي أحدُ الضدين الآخر، فإذا وُجِد الإيمانُ ولوازمه - من العمل الصالح والحياء - انتفى ضده، وهو التمادي مع تلك الخطرات الجنسية.


نعم، قد تقع الخطرةُ في القلب بغير اختيار من المرء، فلا يُؤاخَذ بها بغير خلاف مِن أهل العلم؛ لأنها مِن أُلقيات الشيطان، ولا يدل على قوة الإيمان ولا ضعفه، ولكنه إن استرسل معها وتمادَى دلَّ على ضعف إيمانه، وكان آثمًا لا على أصل الخطرة وإنما على الاسترسال الناتجِ عن مرض القلب وانغماسه في الحرام، أما إن أنكرها وقَطَعَها فهو قويُّ الإيمان، وسليمُ القلب، فصلاحُ القلب وسلامته تنفي الحرام وتضاده.


إذا تقرر ذلك، فعلاج ذلك الداء سلمك الله مِن الشر يبدأ بزيادة الإيمان بالأعمال الصالحة، فهو أعظمُ ما يُطهر القلب بالمداومة على الصلاة والزكاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، وإدمان الذكر وغير ذلك كثير، وتعزيز الفكر الإيجابي بالسعي الجاد في علاج النفس، والارتقاء بها، وتخليصها من الأخلاق السيئة، والتمسُّك بالأخلاق الحسنة، ومكارم الأخلاق التي لا تنفَصِل عن الدين؛ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا)).


فالدينُ كله خُلُق، فمَن زاد عليك في الخُلُق زاد عليك في الدين، وحُسن الخُلُق يقوم على أربعة أركان، لا يتصوَّر قيام ساقه إلا عليها: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل.


فالصبرُ: يَحمِلُه على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحِلم والأناة والرِّفق، وعدم الطيش والعَجَلة.


والعفة: تَحمِلُه على اجتناب الرذائل والقبائح مِن القول والفعل، وتَحمِلُه على الحياء، وهو رأسُ كل خيرٍ، وتَمنعُه مِن الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة.


والشجاعةُ: تَحْمِله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيَم، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفسِ وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتَحْمِلُه على كظم الغيظ والحلم، فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يُمسك عنانها، ويكبحها بلجامها عن النَّزغ والبطش؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديدُ الذي يملك نفسه عند الغضب)).


والعدل: يَحمِلُه على اعتدال أخلاقه، وتوسُّطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيَحْمِلُه على خُلُق الجُود والسخاء الذي هو توسُّط بين الذل والقِحَة، وعلى خُلُق الشجاعة الذي هو توسُّط بين الجبن والتهوُّر، وعلى خُلُق الحلم الذي هو توسُّط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس.


ومنشأُ جميع الأخلاق الفاضلة مِن هذه الأربعة، ومنشأُ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان: الجهل، والظلم، والشهوة، والغضب"؛ قاله الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (2/ 294، 295) مختصرًا.


أما ما ذكرتِه مِن أنَّ الله لا يُؤاخذ على ما في النفس، فهذا المعنى ورَد في حديثٍ مُخَرَّجٍ في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدَّثَتْ به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به))، وفي رواية البخاري: ((عما وَسْوَسَتْ أو حدثتْ به أنفسها))، فعفا الله عن حديث النفس إلا أن يتكلم؛ وفرَّق بينهما.


ويَحْسُن هنا أن نفرقَ بين الخطرة التي هي أُلقيات الشيطان وبين الإرادة الجازمة التي لا بد أن يقترنَ بها الفعلُ أو المقدور مِن الفعل، والخطرة المعفو عنها التي لم يقترن بها المقدور من الفعل.


ولو طبَّقْنا تلك القاعدة على مسألتك، نقول: متى كانتْ إرادتُه جازمة عازمة، فلا بد أن يقترنَ بها من الفعل ما يقدر عليه؛ مثل: أن يضحك، أو يغمز، أو يشير، فضلًا عن أن يعبِّر بلفظة مرادفةٍ، فلا بد مِن شيءٍ مِن مقدمات الفعل المقدور.


وفرقٌ بين الهم والإرادة، "فالْهَمُّ" قد لا يقترن به شيءٌ من الأعمال الظاهرة، فهذا لا عقوبة فيه بحال، بل إنْ ترَكَه لله كما ترَك يوسف هَمَّه أُثيب على ذلك، كما أثيب يوسف، ولهذا قال أحمد: الهَمُّ هَمَّان: هَمُّ خطرات، وهَمُّ إصرار، ولهذا كان الذي دلَّ عليه القرآن أنَّ يوسف لم يكنْ له في هذه القضية ذنبٌ أصلًا، بل صرَف الله عنه السوء والفحشاء إنه مِن عباده المخلصين؛ مع ما حصل من المراودة والكذب والاستعانة عليه بالنسوة وحبسه، وغير ذلك مِن الأسباب التي لا يكاد بشرٌ يَصْبِر معها عن الفاحشة، ولكن يوسف اتقى الله وصبر، فأثابه الله برحمته في الدنيا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 57].


وأما "الإرادة الجازمة" فلا بد أن يقترنَ بها مع القدرة فعلُ المقدور، ولو بنظرةٍ، أو حركة رأس، أو لفظة، أو خطوة، أو تحريك بدن؛ وبهذا يظهر معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتلُ والمقتول في النار))، فإن المقتولَ أراد قتل صاحبه، فعمل ما يقدر عليه مِن القتال وعجز عن حصول المراد" قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 527).


وتأمَّلي رعاك الله ما ذكره الإمامُ ابن القيم من علاجٍ لتلك الآفة التي أقل أحوالها الكراهة، وقد تصل إلى التحريم بما يؤول إليه؛ قال في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الداء والدواء) (ص: 152: 161): "مَن حَفِظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات، فينبغي للعبد أن يكونَ بَوَّابَ نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها، فمنها يدخل عليه العدو، فيجوس خلال الديار، ويتبِّر ما علَا تَتْبيرًا.


فأما اللحظاتُ: فهي رائدُ الشهوة ورسولها، وحِفْظُها أصلُ حفظ الفَرْج، فمَن أطلق بصرَه أورد نفسه موارد المهلكات.


وأما الخطراتُ: فشأنُها أصعب، فإنها مبدأُ الخير والشر، ومنها تتولد الإراداتُ والهمم والعزائم، فمَن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه، ومَن غَلَبَتْهُ خطراته فهواه ونفسه له أغلب، ومَن استهان بالخطرات قادته قهرًا إلى الهلكات، ولا تزالُ الخطرات تتردَّد على القلب حتى تصير منًى باطلة.


وأما اللفظاتُ: فحِفْظُها بألا يخرجَ لفظة ضائعة، بل لا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلمَ بالكلمة نظَر: هل فيها ربح وفائدة أو لا؟ فإن لم يكنْ فيها ربحٌ أمسك عنها، وإن كان فيها ربحٌ نظر: هل تفوتُه بها كلمة أربح منها، فلا يضيعها بهذه؟ وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان، فإنه يطلعك على ما في القلب، شاء صاحبه أم أبَى.


وأما الخطوات: فحفظها بألا ينقل قدمه إلا فيما يرجو ثوابه، فإن لم يكنْ في خُطاهُ مزيدُ ثواب، فالقعودُ عنها خيرٌ له، ويمكنه أن يستخرج مِن كل مباح يخطو إليه قربة ينويها لله، فتقع خطاه قربة". انتهى مختصرًا.


وأسأل الله أن يَهْدِيَنا لأحسنِ الأخلاق





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة