• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أريد أن أتوب توبة صادقة

أريد أن أتوب توبة صادقة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 2/10/2016 ميلادي - 29/12/1437 هجري

الزيارات: 37035

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة ابتلاها الله بسبب ذنوبها، وتتمنى أن تكونَ مِن الصالحات المحتسبات، إلا أنها تشعر أحيانًا بالسخط، وأحيانًا تأتيها وساوس أن توبتها ليست صادقة

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة في العشرين مِن عمري، ابتَلاني اللهُ بابتلاء يصعُب الصبر عليه!


في بداية الأمر كنتُ جاهلةً تمامًا بأمور كثيرة، وكنت غارقةً في غفلة وذنوب كثيرة، ولم أكنْ صابرةً، ثم عرَفتُ أن الابتلاءات تكون عقوبةً بسبب الذنوب، وصبرتُ فترة، وخلال هذه الفترة كان يأتيني شعور بأن توبتي ليستْ مَقبولةً؛ وأنني قد تبتُ لأني أريدُ الخلاص مِن البلاء، وأرغب في أن يسترني الله فقط، وليس من أجل التوبة ذاتها.


وبعد قراءتي في هذا الموضوع فهمتُ أن ذلك لا ينافي الإخلاص، لكن ما زلتُ أشعر أن توبتي غير صحيحة، وأنني أكذب على نفسي بأني أصبحتُ صالحةً، وأنا لستُ كذلك فعلًا، ثم أتاني شعور بعدم الرضا، وكنتُ بداخلي أتسخَّط ولم أكنْ صابرةً، رغم أنني كُنتُ مقتنعةً سابقًا أن ذلك بسبب الذنوب، وأنه لربما ابتلاني الله حتى أتوب مِن تلك الذنوب، إلا أنني ضِقتُ كثيرًا مع استغفاري باللسان.


قرأتُ على شبكات الإنترنت عن التَّسخُّط، ووجدتُ أنَّ التسخُّط قد يوصل الإنسان إلى الكفر، عياذًا بالله، فخفتُ أن أكونَ وقعتُ في ذلك.


أشعُر أني لا أعرف كيف أصبر، وأني لستُ صابرة حقًّا، وأن توبتي ليستْ صادقةً، وهناك أمورٌ كثيرة لم أعُدْ أفهمها، بل أشعُر أني عشتُ حياتي بشكل خاطئ جدًّا مِن جميع النواحي؛ دينيًّا وأخلاقيًّا واجتماعيًّا وفكريًّا.


أشعر أنني كُنتُ منافقةً بدرجة كبيرة، وأخفي سيئات لا يعلم بها إلا الله، وأنني كنتُ أمثِّل البراءة...، أصبحتُ خائفةً حتى مِن نواياي في جميع الأمور، حتى عند كتابتي لهذه الاستشارة أتتني الكثير مِن الأفكار، وتردَّدتُ كثيرًا في كتابتها!


أود أن أشعرَ بأني صالحة فعلًا، وأن أتوبَ توبة نصوحًا، وأرغب في أن يغفرَ الله لي، ويستر عليَّ.


أتمنى أن يفرجَ الله همومي، وأن يُرضيني بما قدَّره عليَّ، وأتمنى أن أكونَ صادقةً مع الله، ثم مع نفسي، وألا تتغيَّر إرادتي بالصلاح حتى بعد زوال الابتلاء، هذا ما أريد.


فأرشدوني جزاكم خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكرَ الله لك أيتها الابنةُ الكريمةُ حرصَكِ على أن تكوني صالحةً، وحرصَكِ على صدق التوبة والأَوْبة إلى الله، والالتزام بطاعته سبحانه وتعالى، ولا تجعلي ما تعانين من مشاعرَ متداخلةٍ ومضطربة عائقًا لكِ عن اللَّحاقِ برَكْبِ الصالحين، فما تُعانين منه هو أمرٌ عارض وزائلٌ إن شاء الله، وكلُّ ما تحتاجين إليه هو بعضُ التوجيهات الشرعيَّة التي تستعينين بها على الفرارِ إلى اللهِ وحدَه لا شريك له، وما أعظم تلك اللَّحظات التي يشعرُ بها القلبُ إذا استشعرَ معيَّة الله الخاصَّة وقُربَه مِن عبده المؤمن، وإحاطته بخلقِه! فهو سبحانه الأولُ فليس قبلَه شيءٌ، والآخرُ فليس بعدَه شيء، والظاهرُ فليس فوقه شيءٌ، والباطنُ فليس دونه شيءٌ.


آلمكِ أيتها الأختُ الفاضلةُ وشتَّت أفكارك شعورُك بأن توبتَكِ ليستْ صحيحةً، وتوهَّمْتِ أنك غيرُ صادقة، وأن إرادتَك قد تتغيَّر، وهذا وغيره مِن الخَطَرات التي تصغينَ إليها، وهي محضُ وَهمٍ يقذفه الشيطان في قلبك، لأجل أن يحزنَك ويصرفك عن التوبة.


ودواء ذلك العارض ميسورٌ بفضل الله ورحمتِه، وهو أن تقرئي كتابَ الله عز وجل بتدبُّر، وستجدين لما أنتِ فيه مَخرجًا؛ قال الله تعالى: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52]، وقال: ﴿ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90]، وقال: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، وقال: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 45، 46].


وأيضًا اقطعي تلك الخَطَرات والأفكار السلبيَّة، ولا تسترسلي معها؛ مِن أمثال: "... كنتُ منافقةً بدرجةٍ كبيرة، أمثِّل البراءة، أصبحتُ خائفةً..."، واعملي على تحويلها إلى فكرٍ إيجابي، والبدايةُ بإهمال أي خاطرة سلبيَّة، وقَطْع الاسترسال معها، أو الركون إليها، فضلًا عن تَصديقِها.


تذكَّري دائمًا أنَّ الله تعالى وليُّ مَنْ والاه، وأنَّ إيمانَك بالله ويقينَك فيه سيعينُك على تجاوُز أيِّ محنة، وأنَّ الله تعالى لا يتعاظمُه ذنبٌ أن يغفرَه، وأنَّ ((كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون))؛ كما صحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عند الترمذيِّ، وقال أيضًا: ((والذي نفسي بيدِه، لو لم تُذنبوا لذهَب اللهُ بكم، ولَجاء بقومٍ يُذنبون، فيستغفرون اللهَ، فيغفر لهم)).


و"كان بعض العبَّاد يدعو في طوافه: اللهم اعصِمْني من المعاصي، ويُكرِّر ذلك، فقيل له في المنام: أنت سألتَني العِصمةَ، وعبادي يَسألونني العصمةَ، فإذا عَصمْتُكم من الذنوب، فلِمَنْ أغفرُ، وعلى مَن أتوبُ، وعمَّن أعفو؟"؛ ذكَره الإمام ابن القيم في (شفاء العليل) (ص: 223).


أيضًا فإنَّ الله تعالى لا يقدِّرُ لعبده إلا الخيرَ، وإن تشكَّكتِ في استمرار عزيمتكِ على الخيرِ بعد الفرجِ، فلا عليك إلا أنْ تجدِّدي نيتَك باستمرارٍ، وأن تمضي في العملِ، ولا يصدَّنَّكِ شيء، وأكثري مِن مناجاة الله، والالتجاء إليه بما يجول في قلبكِ وخاطركِ.


اجتَهدي - سلَّمكِ اللهُ - في أن تشغلي أوقاتك بالأعمال النافعة؛ حتى لا يبقى عندَكِ وقتٌ لتلك الأفكار.


تذكَّري أنه ليست المصائبُ والابتلاء دائمًا عقوبةً مِن الله على الوقوع في الذنب؛ فمنها ما هو امتحانٌ للعبد لرفع الدرجات، وما هو علامةٌ على حبِّ الله تعالى لعبده كما في الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه))، وفيهما أيضًا عن عائشة رضي الله عنها، قالتْ: ((ما رأيتُ أحدًا أشدَّ عليه الوجعُ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم))، فالابتلاءُ كالدواء يُداوي به الله مَن يحبُّ من عباده كما في الحديث: ((إنَّ عِظَم الجزاء مع عِظم البلاء، وإنَّ اللهَ عزَّ وجل إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رَضِي فله الرضا، ومَن سَخِط فله السُّخْط))؛ رواه الترمذي، وابن ماجه.


وقال الإمام البخاريُّ في صحيحه، باب: أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثلُ فالأمثل، وفي الصحيحين حديثٌ عن عبدالله بنِ مسعودٍ، قال: دخلْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعكُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، إنك لَتُوعكُ وَعْكًا شديدًا؟! قال: ((أَجَلْ، إني أُوعكُ كما يُوعَكُ رجلان منكم))، قلت: ذلك أن لك أجرَيْنِ؟ قال: ((أَجَلْ))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمٍ يصيبُه أذًى من مرضٍ فما سواه، إلا حطَّ الله به سيئاته، كما تحطُّ الشجرةُ ورقَها)).


فالبلاءُ كثيرًا ما يكون خيرًا للمؤمن؛ فتُرفع به درجاتُه وتُكفَّر عنه سيئاتُه، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد اللهُ بعبدِه الخيرَ عجَّل له العقوبةَ في الدنيا، وإذا أرادَ بعبده الشرَّ أمَسَك عنه بذنبه حتى يوافيَه به يوم القيامة))؛ رواه الترمذي.


وبالصبرِ على البلاء يَحصُلُ المؤمن على الأجر، ومِن ثَمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمرَه كلَّه خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابَتْه سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاء صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.


وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ، وعن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيبُ المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتى الشوكةُ يُشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه.


فلو تأمَّلْتِ تلك الأحاديثَ العظيمةَ هانتْ عليك المصائبُ، وخفَّ وَقْعُها على نفسك، ومما يُذكَرُ عن بعض الصالحين كما في (تسلية أهل المصائب) ص: 175: "رُبَّ مصيبةٍ تُقبِلُ بها على الله خيرٌ لك مِن نعمةٍ تُنسيك ذكرَ الله".


فاللهمَّ يا مقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلوبَنا على دينك، ويا مصرِّفَ القلوب، ثبَّت قلوبنا على طاعتِك





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة