• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

إشكال في فهم حديث النمص

إشكال في فهم حديث النمص
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 23/8/2016 ميلادي - 19/11/1437 هجري

الزيارات: 273947

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة لديها إشكال في فهم حديث: ((لَعَن اللهُ النامصة والمتنمصة))، وتستفسر عنه.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أقف مُتعجبِّة كثيرًا أمام حديث لَعْنِ النامصة والمتنمِّصة، فقد بحثتُ في الموضوع، ووقفتُ على كلمة (أزجّ) وصفًا لرسول الله، وبعد بحثٍ وجدتُ أن الزَّجَّ: رقة محط الحاجبين ودقتهما وطولهما وسبوغهما واستقواسهما، وزجَّجت المرأة حاجبها بالمزج: دقَّقَتْهُ وطوَّلته، والمزجُ: ما يزجُّ به الحاجب، وتزجيجُ الحواجب هو: حذف زوائد الشعر.


وقد ذُكِرَ في شَرْحِ حديث: ((لَعَنَ اللهُ النامصةَ والمتنمِّصةَ)) أن العاهرات يُزلنَ شعر الحاجب بالكامل (النمص) ويفعلنَ الوشم والتفلُّج، وعلل ذلك بالمغيِّرات لخلق الله.


كما أنَّ صفة النَّمص تُطلق على الرجل والمرأة الذين خلقوا بشعر حاجب خفيف جدًّا، ولم يُذكر الزَّج إلا في وصفِ حواجب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا أرى في التزجُّج إلا إزالة للشعر الزائد حول الحاجبين، وإبقاء أصلهما مِن التزيُّن الذي فُطِرَتْ عليه الأنثى، فهو شعرٌ زائدٌ كبقية الوجه والجسم، خصوصًا أنَّ اللعنَ عظيمٌ، فهل يُعقَل أن يَدخلَ تحته إزالة بضع شعرات للتجمُّل، وتُرافقه في الأحاديث أفعالٌ كتوصيل الشعر والتفلُّج والوشم مما يُغيِّر الشكل تمامًا؟


وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فنعم أيتها الأختُ الكريمة كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أزجَّ الحاجبين بالخِلقة، وليس باستخدام المِزَجِّ ولا النتفِ، ولا يخفى عليكِ أن رقة مَحَطِّ الحاجبين ودقتهما واستقواسهما، منه ما هو بأصل الخِلقة، ومنه ما يُفعل بالآلة، ورسول الله كان أزجَّ الحاجبين كما في كُتُب الشمائل، ولا أدري هل تظنين أن رسول الله زجَّجَ حاجبيه أو أنَّ الله تعالى خلَقه على تلك الصفة؟! فإن كان الأول فهو ظنٌّ باطل، وإن كان الثاني فصحيحٌ، وهذا شيء موجود في جميع صفات الإنسان الظاهرة؛ كالعين الملونة بأصل الخِلقة، والعين التي زُرِعت فيها عدسة مُلوَّنة.


أما النَّمص: فهو نتف الشعر، وقيل: هو نتف الشعر مِن الوجه، وفي لسان العرب، والنهاية لابن الأثير، ومجمع البحار للفتني، مادة: (نمص)، والقرطبي (5 / 392)، والفائق للزمخشري (2 / 130): وانتمصت: أمرت النامصةَ أن تنتفَ شعرَ وجهها، ونتفتْ هي شعرَ وجهها.


والنَّمصُ: رقة الشعر ودقتُه، حتى تراه كالزَّغَب، ولا يخرج استعمال الفُقهاء للكلمة عن معناها اللغوي، إلا أنَّ بعضهم قيَّد النمصَ بترقيق الحواجب، كما في أحكام النِّساء لابن الجوزي ص94، ونيل الأوطار (6 / 192).


وقال أبو داود في سُننه بعد ذكر حديث النمص: "والنامصةُ التي تنقش الحاجب حتى ترقَّه، والمتنمِّصة المعمول بها".


وسواء قلنا: هو نتف شعر الحاجبين فقط، أو نتف جميع الوجه كله، فإنَّ القول بأنه نتف شعر الحاجبين بالكامل فقط لا دليل عليه مِن شرعٍ أو لغة.


أما دعوى أنَّ أخذَ جزءٍ مِن الحاجبين بغرض تقويسِهما، وهو ما يسمى بـ(التزجيج) - أي: تدبيب الأطراف - ليس من النَّمص الملعون فاعله، فدعوى غير صحيحةٍ ولا دليل عليها؛ لأنَّ تزجيجَ الحاجبين مِن النمص، فهو في النهاية نتفُ جزءٍ مِن الحاجب لترقيقه.


قال في جامع الأصول (4/781): "النمص ترقيق الحواجب وتدقيقها طلبًا لتحسينها"، وقال أبو داود في سُننه في باب صلة الشعر: "والنامصةُ التي تَنقُش الحاجب وترقُّه"، وقال أبو عبيد في غريب الحديث (2/437): "وهي التي تنتف الشعرَ مِن الوجه".


أما فُقهاء المذاهب، فعرَّفه فقهاءُ الحنفية والمالكية وبعض فقهاء الشافعية بأنه: "نتف الشعر مِن الحاجب"، قال في البحر الرائق (6/88): "والنامصةُ هي التي تنقص الحاجب لتزينه"، وقاله ابن الهُمام في "فتح القدير" (6/ 426).


وقال في الفواكه الدواني (2/314): "النامصة التي تزيل شعر بعض الحاجب"، وكذا في حاشية العدوي (2/599)، قال في المجموع (3/146): "والنامصةُ التي تأخذ مِن شعر الحاجب وترقِّقه ليصيرَ حسنًا".


واتفق الفقهاءُ على أنَّ نتفَ شعر الحاجبين داخلٌ في نَمْص الوجه المنهي عنه بقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن اللهُ النامصات والمُتنمِّصات))؛ كما في الموسوعة الفقهية الكويتية (14/ 81).


وقال القرطبي في تفسيره (5/ 392، 393): "هذه الأمور محرَّمة؛ نصت الأحاديثُ على لَعْن فاعلِها؛ لأنها مِن باب التدليس، وقيل: مِن باب تغيير خَلْقِ الله تعالى؛ ففي الآية: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 119].


هذا؛ ويجوز نتف الحاجبين عند ضرورة العلاج الذي لا يتم إلا بالأخذ منهما؛ فإن مِن القواعد المسلَّمة أن الضرورات تُبيح المحظورات، وكذلك إن دَعَتْ حاجة شديدة، أو يكون شعر الحاجبين زائدًا على المعتاد زيادة تصل لحد تشويه الخِلْقَة.


هذا؛ وقد وَرَد تحريمُ النَّمص في جُملةٍ مِن الأحاديث؛ منها ما في الصحيحين من حديث صحيح مسلم (3/ 1678) عن عبدالله، قال: ((لَعَن الله الواشمات والمُستَوْشِمات، والنامصات والمتنمِّصات، والمتفلِّجات للحسن المغيِّرات خَلْق الله))، قال: فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يُقال لها: أم يعقوب، وكانتْ تقرأ القرآن، فأتَتْه فقالتْ: "ما حديثٌ بلغني عنك أنك لعنتَ الواشمات والمستوشمات، والمتنمِّصات والمتفلِّجات للحُسن المغيِّرات خلق الله"، فقال عبدالله: وما لي لا ألعن مَن لَعَن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: "لقد قرأتُ ما بين لَوْحَي المصحف فما وجدتُه"، فقال: لئن كنتِ قرأتِه لقد وجدتِه؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].


وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لُعنت الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، من غير داء".


أما الحكمةُ مِن تحريم النَّمص فقد وَرَد في الأحاديث السابق ذكرها، وهي قوله: ((للحسن المغيرات خلق الله)).


أما قولكِ سلَّمكِ الله: "إن اللعن عظيم، فهل يُعقل أن يدخلَ تحته إزالة بضع شعرات للتجمل؟ وترافقه في الأحاديث أفعال كتوصيل الشعر والتفلج والوشم مما تُغيِّر الشكل تمامًا"؟!


فلا أدري ما الذي جعله غيرَ معقول، وقد قاله النبي صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث، ونصَّ عليه الأئمةُ كما في النُّقول السابقة، ومِن المعلوم أن العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، وأنت تعلمين أن إزالة بضع شعرات مِن الحاجب تُغيِّر الشكل وتُحسِّنه، تمامًا كوَشْر الأسنان وتفليجها والوشم، وإلا لَمَا فعلَتْه كل هؤلاء النسوة، وهذا أمر مُشاهَد لا يُنكر، فتأمليه.


رزقنا الله وإياك اتِّباع الكتاب والسنة





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة