• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

وسواس قهري شديد بعد الولادة

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 12/7/2016 ميلادي - 6/10/1437 هجري

الزيارات: 26510

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

سيدة مُصابة بالوساوس، لديها طفلة وتَشُكُّ أنَّ الطفلةَ تم إبدالها في الحضَّانة بعد الولادة، وتسأل: هل أعمل تحليل DNA للتأكد مِن نَسَب الطفلة؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أُعاني مِن الوسواس القَهري الشديد بعد الولادة؛ حيث إنني أعمَل طبيبةً، وقد حدَث مرة خطأٌ في تسليم المواليد في المستشفى التي أعمَل بها، وذلك قبل موعد ولادتي بشهر!


عند ولادتي شككتُ أن تكون الممرضة بدَّلت المولود، وانتقل الشكُّ بعد ذلك إلى ممرضة الحَضَّانة، وأن الطفل ربما يكون بُدِّل مع طفلٍ مِن الحضَّانة، ثم انتقَل الشكُّ بعد ذلك لي شخصيًّا أن أكونَ أنا مَن أخطأ وبدلته بطفلٍ آخر مِن الحضانة.


أخاف على الطفلةِ ونُمُوِّها؛ لأنَّ محيطَ رأسها صغير، فأُصِبتُ بوساوس بسبب ذلك.


حياتي أصبحتْ دمارًا، وآخذ علاجاتٍ نفسيةً، وأشعُر بتحسُّن بطيءٍ جدًّا، فهل أعمل تحاليلDNA لطفلتي للاطمئنان أنها ابنتي وأستريح.

 

أو ماذا أفعل؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشفاكِ الله وعافاكِ أيتها الأخت الكريمة، ولا بأس عليكِ، طهورٌ إن شاء الله تعالى.


قد لَخَّصْتِ حالتكِ بارك الله فيكِ في صدر رسالتكِ بقولكِ: "أعاني من الوسواس القهري الشديد بعد الولادة"، فأنتِ تُدركين تمام الإدراك أنَّ ما تَمُرِّينَ به هو محض وساوس لا أكثر، ولا ذرةَ فيها من حقيقةٍ، ومَنْ تأمَّلَ كلامكِ أَدْرَكَ هذا لا محالة، فتأملي بارك الله فيكِ ما كتبتِه ليَذْهَبَ عنكِ الأذى، فبدأ الشكُّ في الممرضة وأنَّها مَن بدَّلت المولود، ثم انتقل الشكُّ إلى ممرضة الحضَّانة، والذي يَظهَرُ أن شيئًا من ذلك لم يكن مُقْنِعًا لكِ؛ فانتقل الشكُّ إلى نفسكِ التي بين جَنْبَيْكِ أنَّكِ أنتِ مَنْ بَدَّلَ الطفلَ، وكان ينبغي عليكِ عند الوصول لتلك النقطة أن تَعُودِي لنفسك وتُقْلِعِي عن الوساوس جملةً ولا تَسْتَرْسِلِي معها؛ فالخَطَرَاتُ مهما كانتْ يمكنُ قَطْعُهَا بسهولةٍ، ما لم تُتْرَكْ حتى تَكُونَ فكرةً ثم إرادةً وعزيمةً.


قال الإمام ابن القيم في كتاب "طريق الهجرتين وباب السعادتين" (ص: 175): "حراسةُ الخواطر وحِفْظُها، والحذرُ مِن إهمالِها والاسترسالِ معها، فإنَّ أصلَ الفسادِ كله من قِبَلِهَا يجيء؛ لأنها هي بَذْرُ الشيطان، والنفسُ في أرض القلب، فإذا تمكَّن بَذْرُها تعاهَدَها الشيطان بِسَقْيِهِ مرةً بعد أخرى حتى تصير إراداتٍ، ثم يسقيها حتى تكون عَزَائِمَ، ثم لا يزال بها حتى تُثْمِرَ الأعمالَ، ولا ريبَ أنَّ دفعَ الخواطر أيسرُ مِن دفع الإرادات والعزائم؛ فيجدُ العبدُ نفسَه عاجزًا أو كالعاجز عن دفعِها بعد أن صارتْ إرادةً جازمةً، وهو المفَرِّطُ إذ لم يَدفعْها وهي خاطرٌ ضعيفٌ، كمَن تَهَاوَنَ بشرارة مِن نار وَقَعَتْ في حطب يابس، فلما تَمَكَّنَتْ منه عجز عن إطفائه".


والذي يَظهَر أنَّ مُشكلتكِ بدأتْ منذ ذلك الخطأ في تسليم المواليد قبل ولادتكِ، فتحرَّكت الخواطر في قلبك، وهجست في ضميركِ، ولكنها ظلت ساكنةً في "اللاوعي" حتى سنحت الفرصة، وهذا هو صُنْعُ الشيطان دائمًا.


والعلاجُ الناجع هو أنْ تفرغي قلبكِ من تلك الخواطر، وتُعَمِّرِيهِ بأضدادها، بمعنى: لا تَرْكَنِي إلى تَصَدِّيها فلا تُقْدِمِي على تحليل DNA؛ فالوساوس - كما لا يخفى عليكِ - تزداد رسوخًا وثباتًا كلما تفاعَلنا معها وأعطيناها مَطلبها وتتبَّعناها، ومن ثَمَّ كان أنفعُ علاج للوساوس هو قطعَها كما قال صلى الله عليه وسلم: ((فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلْيَنْتَهِ))؛ متفق عليه، فأَمَرَهُ بالاستعاذة منه ليقطعَ عنه الله الوساوسَ الفاسدةَ التي يُلقيها الشيطان بغير اختياره ويُؤذيه بها.


فلتُبشِري أيتها الأختُ الكريمة، ولْتَدَعِي عنكِ هذا العَناء مِن وساوس الشيطان، واطْرَحِيهَا جملةً، وفِرِّي إلى الله تعالى بصدق اللُّجُوءِ، وأكْثِري مِن الأعمال الصالحة، وأدمني النظَرَ في كتاب الله تعالى بتدبُّر وتأمُّل، وواظبي على أذكار الصباح والمساء وغيرها، كما أنصحكِ بالإكثار مِن قراءة سورة ﴿ ق ﴾؛ فإنَّ لها تأثيرًا عجيبًا في قطع وساوس النفس والشيطان.


وفقكِ الله لكل خيرٍ، وأعاذكِ مِن شر نفسكِ، ومِن شر الشيطانِ وشركِه





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة