• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ خالد الرفاعيالشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي شعار موقع الشيخ خالد الرفاعي
شبكة الألوكة / موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات


علامة باركود

أبي يرفض الخاطب صاحب الدين والخلق

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


تاريخ الإضافة: 10/7/2016 ميلادي - 4/10/1437 هجري

الزيارات: 14330

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

فتاة تقدَّم لها شابٌّ ذو دين وخُلُق، لكن والدها يرفُض الشاب بسبب بُعدِه عن المحافظة التي يسكُن فيها، وبسبب شكله وأمورٍ أخرى لا ترقَى أن تكون سببًا للرفض، وتسأل: ماذا أفعل لأقنع أبي؟

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عائلتي مُلْتَزمة ولله الحمدُ، ومعروفةٌ بالدين والصلاة وعدم الاختِلاط، كل هذا بفضل أمي حفِظها الله، أما أبي فكان يعمل ليلاً ونهارًا للنفَقات فقط، وكان سلبيًّا في حمل المسؤولية، حتى إن أختًا مِن أخواتي مُعقَّدة مِن جَفاء أبي، وتقول: الرجالُ لا يستحقون التعَب لأجلِهم!


المشكلة أن هناك شابًّا تقدَّم لخطبتي، لكنه مِن محافظة أخرى بعيدة عن محافظتنا بنحو 4 ساعات، وعندما عَلِم أبي بالأمر قال: "هذا لعب عيال، ولا زواج ولا سفر"!


أخَذ الشابُّ رقمَ والدي للاتصال به، فلم يَرُدَّ أبي عليه، وكرَّر الاتصال كثيرًا لكنه لم يردَّ! فاتصل عليَّ الشابُّ ليسألني عن أبي، وعندما أخبرتُ أبي باتصال الشاب غَضِب جدًّا، ولم يُرِدْ أن يسمعَ مني شيئًا، فذهبتُ إلى غرفتي وأنا أشعُر باليُتم والوَحدة، فاعتذرتُ للخاطب ووالدِه، وأخبرتهما أنَّ الوالد لا يريد الرَّد عليهما!


شعرتُ بالظُّلم مِن أبي لي وللخاطب، فهو لم يُردْ إلا الحلالَ، فلماذا يَرُده؟ ولماذا يكسر خاطري وقلبي؟!


بكل أسفٍ تكلمتُ تدريجيًّا مع الشاب، وأُعجبتُ بأخلاقه جدًّا، وكان حِوارُه معي عن كيفية تقدُّمه لأبي مرةً أخرى، فلا نريد العيش في الحرام أو التمادي في الحديث كما نحن؛ لأنَّ هذا خطأ كبير.

 


تقدَّم الشابُّ مرةً ثانيةً، وقابَلَ أبي وتحدَّث معه بالمنطق والعقل والشرْعِ، وبعد انتهاء المقابَلة رفَض أبي الموضوع، وكان تعليقُه: الشابُّ شكلُه ولونُه لا يعجبني، وشكلُه غير حسن، وطولُه ووزنُه.. إلخ.. وكل هذا غير جيد.


كلمني الشابُّ وأخبرني أنه مُصرٌّ على التقدم للمرة الثالثة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أخشى رفض أبي مرة أخرى.

 

فأخبروني ماذا يمكنني أن أفعل لأقنع أبي؟

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

قد ذكرتِ أيتها الابنة الكريمة أنَّ ذلك الشابَّ مَرْضِيُّ الدين، وحسَن الخلُق، وهذا هو المعيارُ الصحيح للزواج، فاستمري بارك الله فيك في إقناع الوالد، ولا تيئسي، واستعيني بالله في تليين قلبه، وأكثري مِن الدعاء والتضرُّع، وكوني على ثقةٍ أن رحمة الله أوسع، ورعايته أشمل، وجنابه أرحب، وهو القديرُ سبحانه وتعالى.


وكذلك استعيني بِمَن له تأثيرٌ عليه سواء أكان قريبًا أو صديقًا، وكذلك والدتك ينبغي أن يكونَ لها دورٌ، فهي مَن تستطيع أن توصلَ لوالدك حاجتك للزواج، وأن الشارع الحكيم أخبَرنا أنه يتحقق به كثيرٌ مِن مَصالح الدين والدنيا؛ فهو صيانةٌ للنفس من الفتن، وتحصينٌ للفَرْجِ من الحرام، ومن ثَم أمَرَ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءَةَ فلْيتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاءٌ))؛ متفقٌ عليه، وليس هذا خاصًّا بالرجال، بل الجنسان فيه سواء، فلا تيئسي من تَكرار التذكير والنصح للوالد.


أما تقدُّم الشاب مرة أخرى فأمر جيدٌ، ولكن ليحرص في هذه الزيارة على اصطحاب بعض أصدقائه أو معارفه ليبينَ للوالد أنَّ الزَّوج المرضي في الدين والخلُق لا يجوز رفضُه، كما لا يجوز منع المرأة من الزواج بِمَن تريده إن كان مرضيَّ الدِّين والخُلُق، خصوصًا في هذه الأزمان التي قلَّ فيها الخيرُ وكَثُر فيها الفسادُ، وأن السنة النبوية المطهرة جاءت باعتبار الدين والخُلُق كمعيار صحيح؛ فصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض وفساد))، قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: ((إذا جاءكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فأنكحوه))، ثلاث مرات، وفي رواية: ((إذا خطب إليكم مَن ترضون دينه وخُلُقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنة في الأرض، وفساد عريض))؛ رواه الترمذيُّ.


فهذا النقاشُ الهادئ يُثمر في هذه الأحوال، ويُغَيِّر القناعات، ويُزيل ما في قلب الوالد مِن مخاوف بُعدك عن الأسرة.


وهناك أمر هام لمستُه مِن كلامك وهو: النظرة السلبية لوالدك، وهذا مع الأسف حالُ كثيرٍ من الأبناء؛ إذ يتخذون موقفًا عدائيًّا أو سلبيًّا مِن الآباء، وهذا يدفعهم للفشَل في التواصُل معهم وفي فهم مرادهم، بل غالبًا ما يدفع الأبناء لأساليبَ خشنةٍ مع الوالدين، يترتب عليها ردات فعل سيئة من الآباء، فحاولي أنْ تتفهمي طبيعة والدك وأسباب رفضه، فهذا يدفعك لفَهم شخصيته، وإدراك أسباب تعنُّته معك، والتمكُّن من إقناعه وكسب رضاه، والتودُّد إليه وسلوك الأساليب الحسنة والطرق الحكيمة واللين في القول.


وتذكَّري أنَّ الوالد مع أبنائه يَنطلق لرعايتهم والتضحية مِن أجلهم بكلِّ شيء حتى بنفسِه، بمحض الغريزة والفطرة، ومن بديع القرآن الكريم أنه أمر بالإحسان إلى الوالدين بالأمر المؤكد، بعد الأمر المؤكد بعبادة الله، ولم يوصِ الآباء بأبنائهم بِمِثْل ذلك لهذا السبب.


ولكن إن لَم يتيسرْ إقناع الوالد - لا قدر الله - فليس هذا نهاية العالم، فأنتِ ما زلتِ صغيرةً، وأمامك فرصٌ كثيرة، وأُحَذِّرك من الإقدام على مخالفة أهلِك، واقطعي أي علاقة مع ذلك الشابِّ، واستعيني بالله واصبري؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]؛ فالصبرُ على الألم شاقٌّ ومَكروه للنفس، إلا أنه خير محضٌ، ففيه الانقيادُ للشارع الحكيم الذي جعَل رضا الولي شرطًا في صِحة النكاح، وفي هذا من الثواب العظيم ما يربو على ما فيه مِن الكراهة.


ونحن المسلمين نوقِنُ أن الله تعالى أرحم بنا مِن أنفسنا، وأقدر وأعلم بمَصالحنا منا، ونؤمن أنه سبحانه إذا قيَّض مِن الأسباب ما يصرف به شيئًا ما أنه خير لنا؛ لأنه سبحانه ﴿ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فوجب شكرُ الله، والعلمُ بأنَّ الخير في الواقع، ولْنتوافَقْ مع أقدار الله، سواء سَرَّتْنا أو ساءتنا.


وتأمَّلي رعاك الله هذا الكلامَ النادر لحكيم الإسلام سيد قطب في ظلاله؛ حيث قال: "الأسبابُ التي تعارَف عليها الناسُ قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها، والمقدمات التي يراها الناس حتميةً قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها؛ ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات، سواء ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ [الطلاق: 1]، ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [التكوير: 29]، والمؤمنُ يأخذ بالأسباب لأنه مأمورٌ بالأخذ بها، والله هو الذي يُقَدِّر آثارها ونتائجها، والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وَحْدَهُ الملاذُ الأمين، والنجوة من الهواجس والوساوس...


إنَّ مِن الفرائض ما هو شاق مَريرٌ كريه المذاق، ولكن وراءه حكمة تهون مشقته، وتسيغ مرارته، وتحقق به خيرًا مَخبوءًا قد لا يراه النظَر الإنسانيُّ القصيرُ، عندئذٍ يفتح للنفس البشرية نافذةً جديدةً تطل منها على الأمر، ويكشف لها عن زاويةٍ أخرى غير التي تراه منها، نافذة تهب منها ريح رخيَّة عندما تحيط الكروب بالنفس، وتشق عليها الأمور، إنه مَن يدري فلعل وراء المكروه خيرًا، ووراء المحبوب شرًّا، إنَّ العليم بالغايات البعيدة المطَّلع على العواقب المستورة هو الذي يعلم وحده؛ حيث لا يعلم الناسُ شيئًا من الحقيقة" ا.هـ مختصرًا.


أسأل الله أن يقدرَ لك الخير كان، وأن يرضيك به





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر


 


شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • استشارات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة