• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة


علامة باركود

من معين رمضان

د. صغير بن محمد الصغير


تاريخ الإضافة: 17/5/2018 ميلادي - 2/9/1439 هجري

الزيارات: 21363

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من معين رمضان


الحمد لله الوليِّ الحميدِ.. الغَنِيِّ الكَرِيمِ.. يُنْعِمُ على عبادِه بالخيرات، وَيَفْتَحُ لهم أَبْوَابَ البَرَكَاتِ، وَيُعِينُهُمْ على فِعْلِ الحَسَنَاتِ .. وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ.. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائل :"أتاكم رمضانُ شهرٌ مباركٌ فرضَ اللهُ عليكم صيامًه، تُفتحُ فيه أبوابُ السماء ، وتُغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغَّلُ فيه مردةُ الشياطين، للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرِ من حُرم خَيرها فقد حُرِم.." أخرجه النسائي وصححه الألباني[1].

صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىآلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.


أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ.. يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.


الدنيا كالفلاةِ في الأرضِ يسير العطشانُ فيها ، فإذا أبصرَ ماءً معيناً توَّقفّ عندَه وارتوى وأروى ، هكذا هي المواسمُ الفاضلةٌ في سيرنا في هذه الحياة.


ها هي دورةُ الفلكِ استدارت ، وها نحنُ نُبصر ونعيشُ مع رمضانَ من جديد.. فما أجملَ استقبالَه بصفاءِ النفوس والمحافظة عَلَى الفَرَائِضِ، وإتباعها بِالنَّوَافِلِ، وملازمة المَسَاجِدَ، وإدمان القراءة في المَصَاحِف، وإطعام الطَّعَامَ، وَسقيا العَطْشَان، وَبذل الإِحْسَان و البِرِّ، وَاحْتَسِاب الأَجْر . ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾.

من معين رمضان: التقوى.. يقول ابن عاشور رحمه الله عن سبب خِتام آية الصيام الأولى بقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾: بيانٌ لحكمة الصيام وما لأجله شرع ، فهو في قوَّة المفعول لأجله ، والتقوى الشرعيَّة هي اتِّقاء المعاصي ، وإنما كان الصيام مُوجِبًا لاتِّقاء المعاصي ، لأنَّه يعدل القوى الطبيعيَّة التي هي داعية تلك المعاصي . ليَرتَقِي المسلم به عن حضيض الانغماس في المادَّة إلى أوْج العالم الرُّوحاني، فهو وسيلةٌ للارتِياض بالصفات الملكيَّة، والانتِفاض من غبار الكدرات الحيوانيَّة.


وقد قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم: " الصيام جُنَّة "[2] . أي : وقاية تُتَّقى به الآفات والمخاطر[3].

فهل من استهان بالمحرمات كالغيبة والنميمة حققّ التقوى ونهل من معين رمضان ..؟! كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم : كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) رواه البخاري[4].


يا لله .. ( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ ) رواه أحمد[5].


قال جابر بن عبد الله الأنصاري : إذا صمتَ فليصم سمعُك وبصرُك ولسانُك عن الكذب ، والمأثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ يومَ صومك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء .


وعن حفصة بنت سيرين – وكانت عالمة من التابعين - قالت : الصيام جُنَّة ، ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة .وعن ميمون بن مهران : إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب [6].


وهل حققّ التقوى ونَهل من مَعينِ رمضانَ من تساهل في النظرِ إلى المحرمات؟!


أيها الأخوة: مَعْصِيَةُ النَّظَرِ إِلَى المُحَرَّمَاتِ تُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، فَبُيُوتُنَا مَلِيئَةٌ بِهَا ، وَهِيَ فِي غُرَفِنَا، وَفِي جُيُوبِنَا لاَ تُفَارِقُنَا أَبَدًا، فَهَلْ نُعْلِنُ انْتِصَارَنَا عَلَى النَّظَرِ إِلَى المُحَرَّمَاتِ، وَنُوجِدُ الوَسَائِلَ الحَافِظَةَ لِأَبْصَارِنَا ، لِتَصِحَّ قُلُوبُنَا، وَتَسْتَقِيمَ أَحْوَالُنَا، وَنَجِدَ لَذَّةً فِي عِبَادَتِنَا، وَحَلاَوَةً فِي مُنَاجَاةِ رَبِّنَا ؟!


إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِغَضِّ الأَبْصَارِ فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ . ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ، وَفِي آيَةٍ أُخْرَى ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾، وَإِنَّ الاسْتِهَانَةَ بِالنَّظَرِ إِلَى امْرَأَةٍ سَافِرَةٍ فِي نَشْرَةٍ إِخْبَارِيَّةٍ، أَوْ مَقْطَعٍ فُكَاهِيٍّ، فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِلْأَمْرِ الرَّبَّانِيِّ بِغَضِّ الأَبْصَارِ، فَكَيْفَ بِمَا هُوَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ فِي أَغَانٍ مُصَوَّرَةٍ خَلِيعَةٍ، وَأَفْلاَمٍ وَمُسَلْسَلاَتٍ رَقِيعَةٍ؟! وَفِي رَمَضَانَ يَنْشَطُ أَهْلُ الشَّرِّ وَالحَرَامِ لِيُوقِعُوا النَّاسَ فِي مَعَاصِي النَّظَرِ، لِيَصِلَ أَثَرُهَا لِلْقُلُوبِ فَتَقْسُو، فَيَتَثَاقَلُ أَصْحَابُهَا عَنِ الطَّاعَات[7] .


يَقُولُ أَبُو الحُسَيْنِ الوَرَّاقُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: مَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ مُحَرَّمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ حِكْمَةً عَلَى لِسَانِهِ يَهْدِي بِهَا سَامِعُوهُ وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ شُبْهَةٍ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِنُورٍ يَهْتَدِي بِهِ إِلَى طَرِيقِ مَرْضَاتِهِ .


عَلَّقَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فَقَالَ: وَهَذَا لِأَنَّ الجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، فَإِذَا كَانَ النَّظَرُ إِلَى مَحْبُوبٍ فَتَرَكَهُ للهِ عَوَّضَهُ اللهُ مَا هُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَإِذَا كَانَ النَّظَرُ بِنُورِ العَيْنِ مَكْرُوهًا أَوْ إِلَى مَكْرُوهٍ فَتَرَكَهُ للهِ أَعْطَاهُ اللهُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وَبَصَرًا يُبْصِرُ بِهِ الحَقَّ.[8]اهـ.


ومن معين رمضان: تربيةُ النفس على الإيمانِ و الاحتسابِ والإخلاصِ : إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : "من صام رمضان إيمانا ً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " [9]. قال الإمام النووي رحمه الله : معنى إيماناً: تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى احتساباً، أنه يريد الله تعالى لا يقصد رؤية الناس ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. اه[10]ـ.


ومن معين رمضان: الارتباطُ بالله وكثرةُ الذكرِ والدعاءِ وقراءةِ القران .. ولا أدَلَّ من ذلك أن اللهَ تعالى ذكر في آياتِ الصيام قوله : ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ فالجُملة معطوفةٌ على الجملِ السابقة المتعاطفةِ أي { لتكملوا العدة ولتكبروا . . . ولعلكم تشكرون ، ثم التَفَت إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وحدَه لأنه في مقام تبليغ فقال : ﴿وإذا سألك عبادي عني﴾ ، أي العبادُ الذين كان الحديثُ معهم ، ومقتضى الظاهر أن يقال ولعلكم تشكرون وتدعون فأستجيب لكم إلاّ أنه عدل عنه ليحصل في خلال ذلك تعظيمُ شأن النبي بأنه يسأله المسلمون عن أمر الله تعالى ، والإشارةُ إلى جواب من عسى أن يكونوا سألوا النبي عن كيفية الدعاء هل يكون جهراً أو سراً ؟


وليكون نظم الآية مؤذناً بأن الله تعالى بعدَ أن أمرَهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال : وإذا سألوا عن حقهم عليَّ فإني قريب منهم أجيب دعوتهم [11].


وأمّا القران في رمضان فذاك شأنٌ لعباد اختارهم الله تعالى ليرفعهم بهذا القران العظيم .. بعض الصالحين رحمهم الله يختمُ كل ثلاث في رمضان، وبعضهم كل يومين، بل نُقل عن الشافعي رحمه الله ستون ختمة في رمضان واحدة في الليل وواحدة في النهار ، وقيل كان الإمام ابن عساكر يحاول اللحاق بالشافعي رحمهما الله فاعتكف بالمنارة البيضاء فلم يستطع أن يختم إلا تسعاً خمسين ختمة!!


‏القران يسير على من يسرّه الله عليه ، من المعاصرين من أصحاب الهمم العالية من يختم حدراً في حوالي ست ساعات في الأوقات الفاضلة.


وورود النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث (ليال) المقصود به المداومة على ذلك، فأما في الأوقات والأزمان الفاضلة فيستحب الإكثار وهذا قول أحمد وإسحاق[12]..


فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك .. أقول قولي هذا وأستغفر الله

الخطبة الثانية:

الحمد لله ..

ومن معين رمضان: التربيةُ على سخاءِ النفسِ بالإحسانِ والصدقاتِ وتفطيرِ الصوّام ..كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وأجودُ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريلُ عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة[13]..


يقول ابن القيم رحمه الله :كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أعظمَ الناس صدقة بما ملكت يده، وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه ولا يستقله، وكان عطاؤه عطاء من لا يخشى الفقر، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارة بطعامه وتارة بلباسه، وكان يُنوّعُ في أصنافِ عطائه فتارة بالهبة وتارة بالصدقة وتارة بالهدية ، وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعاً، وكان يأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو إليها بفعله وقوله ، فإذا رآه البخيل والشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء .. إلى أن قال رحمه الله: إذا فهمت ما تقدَّم من أخلاقه فينبغي على الأمةِ التأسيَّ والاقتداءَّ به في السخاءِ والكرمِ والجود ، والإكثارُ من ذلك في شهر رمضان لحاجة الناس فيه إلى البر والإحسان ولشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه.اهـ [14].

اللهم اجعلنا من المتبعين المتأسين بسنة رسولك صلى الله عليه وسلم.



[1] رواه النسائي 3/96 برقم2427 وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/72 برقم 55.

[2] رواه مسلم 2/806 برقم1151

[3] تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير 2/152

[4] رواه البخاري 3/26 برقم 1903 .

[5] مسند أحمد 14/445 برقم8856. و صححه الألباني في صحيح الترغيب   1 / 262

[6] ذكر هذه الآثار : ابن حزم في " المحلى 4 / 308.

[7] من خطبة للدكتور ابراهيم الحقيل بعنوان رمضان وغض البصر .

[8] الفتاوى 15/396 .

[9] رواه البخاري 1/16 برقم38.

[10] شرح النوي على مسلم 2/378

[11] التحرير والتنوير 2/153، 152

[12] فضائل القرآن لابن كثير ص 256

[13] رواه البخاري 1/8 برقم 6

[14] زاد المعاد 2/21.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة