• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

حديث: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا

حديث: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 8/11/2022 ميلادي - 13/4/1444 هجري

الزيارات: 36122

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث: لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا


عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَنْ تَابَ».


وبنحوه ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس، وعند البخاري من حديث عبد الله بن الزبير، وفي رواية لمسلم قال أنس: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ فَلاَ أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَمْ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ، وبنحو قول أنس عند البخاري من قول ابن عباس.


وللبخاري عن أبيٍّ قال: كنا نرى هذا من القرآنِ حتى نزَلت ﴿ ألهاكمُ التَّكاثر ﴾.


ولمسلم من حديث أبي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أنه بعث إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلاَثُمِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ، فَاتْلُوهُ، وَلاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا: لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلأَ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ. وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ، فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ. فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.


شرح ألفاظ الحديث:

(( لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ)): عبَّر بالواديين؛ ليبيِّن أنه ولو كثر المال كثرة تشبه الواديين، فإن طمع ابن آدم لا ينقطع من حب المال.

 

((وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ)): معناه أنه لايزال حريصًا على الدنيا حتى الموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره، فذكر التراب ليس مراد بذاته، وإنما هو كناية عن الموت، فإذا مات ودخل قبره، فتنقطع حينئذ أمانيه، وينقطع طمعه، وفي رواية أخرى لمسلم: (ولا يملأ فاه إلا التراب)، وفي رواية أخرى: (ولا يملأ نفس ابن آدم إلا التراب)، والمعنى واحد في هذه الرواية.

 

((قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ)): القراء في الصدر الأول هم الفقهاء؛ لأنهم كانوا يتفقهون في القرآن؛ [انظر المفهم حديث (917)].

 

((وَلاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمُ الأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ))؛ أي: لا تستطيلوا مدة البقاء في الدنيا، فإن هذا مما يفسد القلوب ويُقسيها، فلا تلين لذكر الله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ (الحديد16).

 

((كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِسُورَةِ بَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا)): وكذلك رواية البخاري وقول أبي بن كعب - رضي الله عنه -: "كنا نرى هذا من القرآنِ حتى نزَلت ﴿ ألهاكمُ التَّكاثر ﴾، اختلف أهل العلم في معنى قول أبي موسى - رضي الله عنه - وكذلك أُبَي - رضي الله عنه - في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ..........."، وأنهم كانوا يرون ذلك من القرآن:

قيل: إنهم كانوا يظنونه من القرآن لما فيه من ذم الحرص على الدنيا والاستكثار من المال، ولما فيه من تقريع بالموت الذي يقطع ذلك، فظنوه من القرآن، فلما نزلت سورة ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾، وفيها المعنى السابق وزيادة، عرفوا أنه من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس قرآنًا حتى يكون منسوخًا، وإنما هو ظن من الصحابة، ثم عرفوا أنه ليس قرآنًا، واختار هذا القول ابن حجر رحمه الله؛ [انظر الفتح حديث 6440].

 

وقيل: بل هو قرآن نُسخ لفظه وتلاوته، وبقي حكمه كما نقل ذلك ابن حجر واختاره القرطبي في قول أبي موسى- رضي الله عنه.

 

قال القرطبي - رحمه الله - في قوله: "كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها، وهذا ضربٌ من النسخ، فإن النسخ على ما نقله علماؤنا على ثلاثة أضرب:

أحدهما: نسخ الحكم وبقاء التلاوة.


والثاني: عكسه وهو نسخ التلاوة وبقاء الحكم.


والثالث: نسخ الحكم والتلاوة، وهو كرفع هاتين السورتين اللتين ذكرهما أبي موسى - رضي الله عنه - فإنهما رُفع حكمهما وتلاوتهما، وهذا النحو من النسخ هو الذي ذكر الله تعالى؛ حيث قال: ﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ﴾ على قراءة من قرأ بضم النون، وكسر السين، وكذلك قوله تعالى: ﴿ سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى إلا مَا شَاء الله ﴾، وهاتان السورتان مما قد شاء الله تعالى أن ينسيه بعد أن أنزله، وهذا لأن الله تعالى فعال لما يريد، قادر على ما يشاء؛ إذ كل ذلك ممكن ولا يتوهم متوهِّم من هذا، وشبهه أن القرآن قد ضاع منه شيء، فإن ذلك باطل بدليل قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ ( الحجر9)، وبأن إجماع الصحابة ومن بعدهم انعقد على أن القرآن الذي تَعبَّدنا بتلاوته وأحكامه، هو ما ثبت بين دفتي المصحف من غير زيادة ولا نقصان"؛ [ انظر المفهم حديث ( 917) ].

 

تنبيه: نقل ابن حجر - رحمه الله - للقول الثاني بأنه مما نُسخ لفظه وتلاوته وبقي حكمه، يقصد به قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَنْ تَابَ»، مع سورة ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾، وأما قول القرطبي - رحمه الله - في الذي نسخ حكمه وتلاوته، فيقصد به السورة التي تشبه سورة براءة في الطول والشدة ومن آياتها: " لَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ..........."، فقول أبي موسى - رضي الله عنه - صريح في أنها نزلت لا ظنًّا، والله تعالى أعلم.

 

لفتة حديثية:

• حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في الباب رواه البخاري ومسلم بلفظ قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (( سمعت رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (( لوكان لابن آدم......))؛ الحديث، وابن عباس - رضي الله عنهما - من المكثرين من رواية الحديث، لكن أكثرها يرويها عن الصحابة، وأما روايته عن النبي- صلى الله عليه وسلم - مباشرة، فهي قليلة منها حديث الباب؛ لأن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان صغيرًا، ولما بلغ مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: "سئل ابن عباس مثل مَنْ أنت حين قبض النبي - صلى الله عليه وسلم؟ قال أنا يومئذ مختون، قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك"؛ أي حتى يبلغ الحُلم.

 

• قال ابن حجر - رحمه الله - عن حديث الباب: "هذا من الأحاديث التي صرح فيها ابن عباس - رضي الله عنهما – بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم – وهي قليلة بالنسبة لمرويِّه عنه، فإنه أحد المكثرين، ومع ذلك فتحمله كان أكثر من كبار الصحابة"؛ [ انظر الفتح حديث ( 6436) ].

 

• وقال ابن القيم - رحمه الله -: "وهذا ابن عباس - رضي الله عنه - حبر الأمة وترجمان القرآن، مقدار ما سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم – لم يبلغ نحو العشرين حديثًا الذي يقول فيها: "سمعت ورأيت"، وسمع الكثير من الصحابة، وبورك في فهمه، والاستنباط منه، حتى ملأ الدنيا علمًا وفقهًا"؛ [ انظر الوابل الصيب ص (125) ].

 

من فوائد الحديث:

الفائدة الأولى: الحديث دليل على أن الإنسان مفطور على حب المال، وقلَّ من يقنع بالقليل حتى يدخل في قبره وأمانيه لا تنقطع، والأدلة على إثبات هذه الفطرة عند الإنسان كثيرة من الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ (العاديات8)، والمقصود بالخير هنا المال، وأما السنة فحديث الباب وغيره من الأحاديث كما سيأتي.

 

الفائدة الثانية: الحديث فيه دلالة على ذم الحرص على جمع حطام الدنيا والشره في ذلك، فيعلم الإنسان أن هذا مما تهواه النفس وتتعلق به، والسعيد من خالف هواه وتاب عن ذلك، ولذا آثر السلف - رحمهم الله – التقلل من الدنيا وقنعوا باليسير منها والرضا، نسأل الله أن يرحم حالنا ويلحقنا بركبهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة