• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن حمود الفريح / إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم


علامة باركود

باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين)

باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين)
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح


تاريخ الإضافة: 27/1/2022 ميلادي - 23/6/1443 هجري

الزيارات: 11637

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

باب: (فضل النفقة والصدقة على الأقربين

والزوج والأولاد والوالدين، ولو كانوا مشركين)

 

وعن أنس بن مالك يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا، وكان أحب أمواله إليه بيرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، قام أبو طلحة إلى رسول الله، فقال: إن الله يقول في كتابه: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾.

 

وإن أحب أموالي إلي بيرحا، وإنها صدقة لله، أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله؛ حيث شئت؛ قال رسول الله: «بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين»، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.

 

وفي رواية لمسلم: قال أبو طلحة أرى ربنا يسألنا من أموالنا، فأشهدك، يا رسول الله، أني قد جعلت أرضي، بريحا، لله......


وعن ميمونة بنت الحارث أنها أعتقت وليدةً في زمان رسول الله، فذكرت ذلك لرسول الله، فقال: «لو أعطيتها بعض أخوالك، كان أعظم لأجرك».

 

شرح ألفاظ الحديثين:

((كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا)): وفي رواية للبخاري: "أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل"؛ ( حديث2769).


((وكان أحب أمواله إليه بيرحا)): بيرحا: بفتح الباء وإسكان الياء وفتح الراء، واختلف في ضبطها على أوجه كثيرة: فرويت هذه الكلمة بفتح الباء وكسرها، وبفتح الراء وضمها وبالقصر فيما سبق، وبالمد (بيرحاء)، وهذه ثمان لغات، وفي رواية مسلم الأخرى (بريحا) بفتح الباء وكسر الراء، وتقديمها على الياء، وفي سنن أبي داود (باريحا) مثل التي قبلها، لكن بزيادة ألف، فصارت عشر لغات.


ومنهم من جعلها كلمتين في الأصل (بير) كلمة و(حاء) كلمة أخرى، ثم صارت كلمة واحدة، نقل ذلك أبو على الصدفي عن أبي ذر الهروي، وعليه يكون الرفع والنصب في كلمة (بير) تبعًا لإعرابها، فمن رفعها جعلها اسمًا لكان، وكلمة (أحب) خبرها، ومن نصبها جعلها خبرًا لكان، وكلمة (أحب) اسمها، هكذا قالوا، واختلفوا في معنى (حاء)، فقيل: اسم امرأة، وقيل: رجل أضيف إلى (بئر)، وقيل: كلمة زجر للإبل؛ لأنها كانت ترعى عند البئر، فزجرت بهذه الكلمة.


وبيرحاء: حائط نخل أمام مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة رضي الله عنه، سُمي بهذا الاسم وهو بموضع يعرف بقصر بني جديلة؛ [انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير تحت مادة (برح)، وانظر الفتح ( 3/ 140 )، و(حديث 1461) وكذلك ( 5/ 485)، وحديث( 2769)، وانظر المفهم ( 3/ 41)].


((أرجو برها وذخرها)): أي ثوابها وأجرها.


((بخ ذلك مال رابح)): (بخ): بإسكان الخاء، ووجه آخر بتنوينها مكسورة، وحكى القاضي عياض بكسر الخاء بلا تنوين، وذكر خلف الأحمر التشديد فيها، وروي برفعها، فهذه لغات فيها، وإذا كررت فالاختيار التحريك والتنوين في الأولى والتسكين في الثانية، تقول: ( بخ بخ )، وسكنت الخاء كسكون اللام في (هل) و(بل)، ومن قال: (بخ ) بكسره منونًا، شبَّهه بالأصوات كـ ( صه ) و( مه)، ومعناه: تعظيم الأمر وتفخيمه؛ [ انظر الفتح 5/485(حديث 2769) والمفهم ( 3/ 42)].


((ذلك مال رابح)): بالباء الموحدة، وهذه رواية مسلم وفي رواية عن مالك في البخاري والموطأ وغيرهما بالمثناة ( رايح )، والمعنى رايح عليك أجره ونفعه في الآخرة إن لم تبذله، والأول أشهر ذلك مال رابح؛ أي سبب في الربح في الآخرة.


((فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه)): وفي رواية مسلم الأخرى: ((فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب))، وحسان وأبي يجتمعان مع أبي طلحة في جدهم: (عمرو بن مالك بن النجار)، وهو السابع من آبائهم، وقيل: إن حسان يجتمع معه في الجد الثالث وهو (حرام)، وأبي في الجد السابع وهو (عمرو)؛ [انظر المفهم 3/ 43].


((أنها أعتقت وليدةً)): أي أعتقت جارية.

((لو أعطيتها بعض أخوالك)): أخوال ميمونة كانوا من بني هلال، واسم أمها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، ذكر ابن سعد في الطبقات؛ [انظر الفتح ( 5/ 269) حديث ( 2592)].


وجاء عند البخاري في رواية الأصيلي: "أخواتك" بدل "أخوالك"، وقال القاضي عياض: ولعله أصح بدليل رواية مالك في الموطأ: "أعطيتها أختك"، وذكر النووي أن كلا اللفظين صحيح، ولا تعارض بينهما، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك كله؛ [انظر شرح النووي لمسلم 7/ 88].

 

من فوائد الحديثين:

الفائدة الاولى: في حديثي الباب دلالة على أن الأفضل جعل الصدقة في الأقربين؛ لأنه صدقة وصلة، ولا سيما إذا كان الأقارب محتاجين، ففي حديث ميمونة وعتقها للجارية مع ما في العتق من فضل عظيم، إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين لها الأفضل، وأن تعطيها أخوالها، وأن هذا أعظم لأجرها، وجاء في رواية النسائي ما يبين حاجتهم، ففي رواية النسائي: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا فديت بها بنت أخيك من رعاية الغنم"،فبينت الرواية احتياج قرابتها إلى من يخدمهم.


الفائدة الثانية: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على أن الأولى بالصدقة الأقارب، وإن بعدوا في النسب، ووجه ذلك أن أبا حسان وأبي بن كعب يجتمعان مع أبي طلحة في الأب السابع، ومع ذلك كانت الصدقة لهما.


الفائدة الثالثة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على جواز الصدقة المطلقة وهي التي لم يبين مصرفها، ووجه ذلك أن أبا طلحة قال: ((إن أحب أموالي إلي بيرحا، وإنها صدقة لله))، ولم يعين أبو طلحة أحدًا، حتى أشار عليه النبي - صلى الله عليه وسلم.


الفائدة الرابعة: وفي قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - دلالة على جواز الوكالة؛ حيث إن أبا طلحة وكل النبي - صلى الله عليه وسلم - في التصرف بالصدقة، فقال له: "فضَعْها يا رسول الله حيث شئت"، وأن الوكالة أيضًا لا تثبت إلا بالقبول، فهي لم تقع؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم - ردها، فقال: "إني أرى أن تجعلها في الأقربين".


الفائدة الخامسة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - بيان ما كان علية الصحابة من المبادرة والمسارعة في الإنفاق، وتأثير الآيات وما فيها من الوعد على قلوبهم، فترجمت هذه القلوب ما فيها من التأثير إلى عمل، فلا عجب أن يسطر الصحابة أروع الأمثلة في مجالات الخير، وما ذاك إلا لسلامة قلوبهم، فتأثروا بالآيات، فجاء لنا التاريخ بأعجب الصور وأروع الأمثلة، وفي جميع مجالات الخير، وها هو أبو طلحة يضرب لنا في الصدقة مثلًا.


الفائدة السادسة: في قصة أبي طلحة - رضي الله عنه - ما يدل على أن المربي ينبغي له أن يحفز من تحت يده لعمل الخير، ويشجعهم ويحفزهم بعد عمل الخير أيضًا، إن لم يكن في ذلك مفسدة، ووجه ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صوب صنيع أبي طلحة - رضي الله عنه - وشكر فعله وعظمه بقوله: ((بخ ذلك مال رابح)).


الفائدة السابعة: استدل بحديث ميمونة- رضي الله عنها- على أن الصدقة على الأقارب أفضل من عتق الرقاب، وهو قول الإمام مالك، بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرشد ميمونة إلى الصدقة على الأقارب، وأنها أعظمها أجرًا حينما علم أنها أعتقت الجارية، ونوقش هذا الاستدلال بأنه ليس على إطلاقه، وأن حديث ميمونة واقعة عين لا تدل على حكم مطلق، وإنما لأن أقاربها أحوج؛ كما دل على ذلك رواية النسائي السابقة، وأن العتق قد يكون أفضل، وذلك يختلف باختلاف الأحوال.


الفائدة الثامنة: في حديث ميمونة - رضي الله عنهما- دلالة على جواز تبرع المرأة بمالها من غير إذن زوجها فميمونة أعتقت الجارية، ثم ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

 

مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الزكاة)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة