• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

عزت أمة ترفرفين عليها

عزت أمة ترفرفين عليها
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 26/10/2017 ميلادي - 5/2/1439 هجري

الزيارات: 8537

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عزَّت أمةٌ ترفرفين عليها


كنت في سفر خارج مدينة الرياض وفي الطريق كانت تمر بي قوافل من حجاج بيت الله من بلاد الخليج والشام، وكنت أرى هذه القوافل وكأنها تتدافع إلى مجمعات أقيمت على مسافات معقولة من الطريق..زودت هذه المجمعات بالوحدات الطبية ووحدات الدفاع المدني وكل ما يلزم الحاج من المأوى والخدمة التي يحتاج إليها، وفوق كل هذا زودت هذه المجمعات بالرجال الذين يضحون بالشيء الكثير في سبيل خدمة حجاج بيت الله امتدادًا لخدمة الحرمين الشريفين، ممثلين في هذا كله الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد: هؤلاء الرجال هم رجال الجوالة والكشافة ورجال الدفاع المدني والهلال الأحمر ورجال الجوازات والجمارك، وغيرهم من الرجال كثير.

 

كانت القوافل تمر بي أو تقابلني وأنا عائد فتعيد إلى الذهن ما كان عليه الحاج قبل أن تنعم هذه البلاد بنعمة الأمن والاستقرار..كنت أتصور معسكرات لقطاع الطريق على الحاج بدلًا من مجمعات اليوم، وكنت أتصور قوافل الحجاج تتدافع خائفة وجلة لا تأمن على نفسها فلا ترى ما يدعو إلى إلقاء عصا الترحال لبرهة من الزمن حتى يلتقط الحاج أنفاسه، وترتاح العير وتتزود بما يعينها على السفر ومواصلة المسير، وكنت أتصور أهل الحاج وهم يودعونه من مصر أو الشام أو العراق أو غيرها من بلاد المسلمين، فلا يعلمون أيعود إليهم سليمًا قد أدى فريضته أم لا يعود على الإطلاق، تلكم أيها الإخوة كانت معسكرات، وهذه اليوم مجمعات، وشتان بين معسكرات يسودها روح العدوان، ومجمعات تسودها روح الخير والصلاح، مجمعات اليوم ترفرف عليها وفي وسطها راية التوحيد تملي على كل حاج يقف تحتها النهج الذي أخذ أبناء هذه البلاد عليه العهد أن يرعوها ويرعوا كل من يقف تحتها، وقلت في نفسي وأنا أمر بهذه المعسكرات ترفرف عليها الراية: "رايتي، عزت أمة ترفرفين عليها، أمتي، عزت راية ترفرف عليك".

 

الأمان في الحج:

وسمعت خطبة الجمعة قبل الماضية من إذاعة القرآن الكريم، ولعلها كانت تنقل من المسجد النبوي الشريف، ركز فيها الخطيب على الأمان في الحج، ونبه كل من تسول له نفسه إرباك مسيرة الحاج، سواء عن طريق النشل من متاع الحاج أو عن طريق التشويش على الحجاج، بعذاب الله لهم يوم القيامة حيث يدنسون شعيرة من أفضل الشعائر، وذكرهم كذلك بسياسة هذه الحكومة التي تخدم الحرمين الشريفين في عدم تهاونها مع هؤلاء ومع جميع من قد يستغلون هذا الموسم لتحقيق رغبات دنيوية خارجة عن الروح التي يجب أن يكون عليها الحج، حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.

 

والأمان في الحج لا يقتصر على هذا فحسب، بل تحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على جميع أنواع الأمان؛أي إنها تحرص على كل ما يخدم الحاج ويجعله يؤدي فريضته دون أن يشغل نفسه في التفكير في الحصول على الماء البارد في فصل الصيف أو الحصول على الغذاء والمأوى؛ فقد أعفي كل حاج من هذا العناء، وكأن القائمين على الحج يقدمون له بطاقة عند دخوله حدود هذه البلاد الآمنة، وقد كتب عليها: مرحبًا بك حاجًّا إلى بيت الله الحرام، اتجه إلى الله تعالى ودع الأمور الأخرى لخدمتك كلها علينا.

 

وتذكروا أن بطاقة مثل هذه كأنها وزعت على أكثر من مليون حاج، وهي تحمل الصيغة ذاتها دون النظر إلى خلفية هذا الحاج المادية ومكانته الاجتماعية وثقله السياسي؛ لأن هذه الخدمات يسَّرتها بلادنا للجميع، كما أن الجميع يلبسون الإحرام، والجميع في هذا سواسية، وخيرهم من قرب إلى الله بالتقوى، ذلكم أمان أي أمان عندما يتعدى الأمن من الخوف إلى الأمن الغذائي والأمن الاجتماعي والأمن في عبادة الله، وعزت أمة ترفرف عليها راية الأمان.

 

المتطوعون في الحج:

واستقبل موسم هذا الحج الفكرة الجديدة، وهي وجود مجموعات غير قليلة من المتطوعين لخدمة حجاج بيت الله الحرام، لقد تعودنا في مواسم الحج الماضية أن نرى رجال الأمن ورجال المرور ورجال الحرس الوطني وشباب الجوالة والكشافة يخدمون حجاج بيت الله، وكنت ترى الشاب الكشاف وهو يقود حاجًّا كبير السن إلى حيث يسكن هذا الحاج، وترى الحاج وقد (تشبث) بيد الكشاف لسانه يلهج له بالدعاء ولمن أعان على وجوده هنا يهديه إلى حيث يريد، وترى في هذا الموسم تكثيف الخدمات حينما يقبل المسؤولون عن الحج بفكرة وجود متطوعين تراهم في المشاعر فتعرفهم من خلال ما يرتدون، يتفانون في تقديم ما يحتاجه الحاج من راحة، ويتنافسون في هذا وهم لا يرجون من وراء ذلك كله إلا الثواب من الله تعالى..ويقبل المسؤولون عن الحج في بلادنا لهذه الفكرة الخيرة فلا يحرمون الباحثين عن الأجر والثواب هذه الفرصة، ولكنهم لا يدعون هذه الفكرة دون أن تخضع للضوابط التي تخدم المصلحة العامة لحجاج بيت الله الحرام.

 

الموسم المتجدد:

إن موسم الحج - أيها القارئ الكريم أيتها القارئة الكريمة - موسم متجدد، ومن حيث الخدمات فإنه في كل موسم ترى التحسين في الخدمات، ولم تتوقف المشروعات أن تتوقف بإذن الله..انظروا إن شئتم إلى الأسلوب المتجدد في الاستفادة من الهَدْي، وقارنوه إن شئتم بالأساليب الماضية التي لا تزيد عن عشر سنين، اليوم يستفيد من الهدي فقراء المسلمين في كل مكان من بلاد المسلمين، ويستفيدون منها على مدار العام بفضل من الله ثم بفضل من استخدام التقنية الحديثة وتطويعها لهذا الغرض، ولا بد من التذكير بأن هذا الأسلوب ليس مجال تجارة أو ربح، وإنما هو خدمة تقدمها هذه البلاد إلى العباد المسلمين في كل مكان.

 

وانظروا إن شئتم إلى مشاريع التوسعة للحرمين الشريفين وما سوف توفره للحاج من مقدرة على أن يصلي ويطوف ويسعى بكل راحة وطمأنينة، وانظروا إن شئتم إلى نظام الطوافة والمطوفين كيف ترعاه الدولة وتشرف عليه وتسن له الأنظمة التي تكفل راحة الحاج، وانظروا إن شئتم إلى عرفة الأمس وعرفة اليوم وعرفة الغد، وكذا منى ومزدلفة الأمس واليوم والغد..ومع هذا كله تجدون ردود المسؤولين على من يشيد بهذه المشروعات والإنجازات بأنهم لم يؤدوا أكثر من الواجب عليهم خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج بيت الله الحرام، وتلكم نعمة من نعم الله تحتاج من الجميع إلى الشكر لتزيد!

 

عود على المجمعات:

الذي لفت نظري في هذه المجمعات أن بعض البلديات في القرى والمدن التي يمر بها طريق الحاج، سواء المتوجه منهم إلى المدينة المنورة أولًا أو المتجه إلى مكة المكرمة، هذه البلديات بدأت تنصب الخيام وتضع اللافتات الترحيبية بحجاج بيت الله، فقلت في نفسي: هل سيكون هذا النهج مجالًا للتنافس بين البلديات في سبيل خدمة الحجاج، فتجند الطاقات الموجودة في كل مدينة أو قرية، ويتطوع الشباب في الخدمة وتقوم الجمعيات الخيرية بتقديم خدماتها للحجاج؟ هذا ما لمسته كنهج إسلامي مخلص في بلادنا، وهي نظرة شاملة لدى الجميع من مواطني هذه البلاد على تقديم كل ما يحتاجه الحاج من خدمة وتسهيلات توصله إلى المشاعر وتعيده إلى بلاده وقد حمل معه انطباعة طيبة عن إخوته في بلاد الخير والهناء والاستقرار، في بلاد أخذت على عاتقها حماية وخدمة مصالح المسلمين في كل مكان، وأخذت على نفسها العهد بأن تحمي وتخدم بيوت الله، فكان الله في عون هؤلاء، وكان الله في عون الجميع! (صحيفة الجزيرة).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة