• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

بداية الإشكالية

بداية الإشكالية
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 7/4/2021 ميلادي - 24/8/1442 هجري

الزيارات: 6885

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بداية الإشكالية


قد تكون الإشكالية في المصطلح المنقول قد بدأت بوضوح عند نهاية القرن التاسع عشر الميلادي عندما دخلت اللغة العربية ثمانية (8) مصطلحات تُرجمت ترجمة غير دقيقة، ومنها المعرفة والثقافة والعلم،ولعل مَن ذكرها هو الشيخ محمد حسين المرصفي (ت 1306هـ/ 1889م) في كتابه: الوسيلة الأدبية،وفي نهاية القرن العشرين الميلادي وصلت هذه المصطلحات إلى 100 مصطلح[1]، ومنها: العلمانية والعولمة والحداثة والأصولية،وقد قيل الكثير عن هذه المصطلحات، على اعتبار أنها من المصطلحات المستوردة التي يُفهم منها الحط المباشر من الإسلام واللغة العربية من مفهوم الغزو الفكري أو الثقافي[2]، بل الاحتلال الثقافي الباقي على أنه بديل أصعب من الاحتلال العسكري الزائل[3]،ولا يقف الأمر على مجرد تبني مصطلحات وألفاظ.

 

يقول سميح عاطف الزين: "وقد حقَّق الغربيون نجاحًا باهرًا في ذلك، وتمكنوا من إحداث شرخ عميق في البنى الفكرية الإسلامية وخلخلتها عند المسلمين حينما زيفوا الوقائع التاريخية، مفرغين تلك البنى من محتواها،وقد تم ذلك بتمويهات مُتأَنْسِنة تحت شعار العلم والإنسانية"[4].

 

ويضيف سميح الزين القول: "وبهذا الشعار الذي ظاهره التحضُّر وباطنه التمكن من مصادر العقول نجحوا في السيطرة على إدارة الفكر ووضعه في القنوات التي تخدم مصالحهم، وتحقِّق أهدافهم، من خلال الجامعات التي أغروا المسلمين بالانتساب إليها، ما نتج منه قولبةٌ ثقافيةٌ وبنًى فكرية أبعدتهم عن الانتماء إلى الفكر الإسلامي الأصيل، وجعلتهم يتبنون تلقائيًّا ما يُطرح من جرعات فلسفية أدت إلى جعل الغرب النموذج الأمثل في إقامة المجتمعات،الأمر الذي ساعد على احتلال بلاد المسلمين واستعمارها بعد احتلال عقولهم"[5].

 

وهذا ما أوجَد مصطلحًا فكريًّا جديدًا نبع من المجتمع الغربي "الأوروبي" أو الغرب الأوسط - كما سيأتي نقاشه في الفصل الثاني من هذا الكتاب - أولًا باسم "الاستثناء الثقافي"، للوقوف في وجه هذا النوع من الغزو الفكري، للحفاظ على الخصوصيات الثقافية التي تسعى العولمة الثقافية إلى صَهرها في ثقافة واحدة متحيزة للمفهوم القادم من الغرب الأقصى للثقافة[6].

 

وعودٌ على سميح الزين في تعبير دقيق عن محاولة ممارسة مفهوم الاستثناء الثقافي والخروج من هذا المأزق الثقافي، حيث يقول: "وبعد أن تبين للمسلمين زيف شعارات التحضر والأنسنة أخذوا يعيدون النظر في مدى صحة الأفكار والثقافة الغربية، ولكنهم ظلوا متخبطين في إيجاد طريق الإنقاذ: فمنهم من أرهقه البحث فاكتفى بالرفض، ومنهم من وجد في الماركسية إمكانية الخروج من المأزق، ومنهم من زاوَج بين الاشتراكية والإسلام الاقتصادي"[7]،ولا يتسع المجال هنا لضرب الأمثلة الواقعية التي سعت إلى إلصاق أي مذهب جديد - كالاشتراكية مثلًا - بالإسلام، فجعلت من محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم إمام الاشتراكيين! ومن أبي ذر الغفاري رضي الله عنهم الاشتراكي الزاهد![8].

 

ويُضيف سميح الزين أيضًا: "ولكن القاعدة الشعبية العريضة من المسلمين بقيت هي الخزَّان الأعرض بموروثها العقائدي المجذر إيمانيًّا، الذي لا يقبل الجدل في أهلية الإسلام لقيادة العالم،تلك القاعدة الشعبية هي التي احتضنت نواة الدعوة إلى صحوة إسلامية نشاهد إشراقاتها هنا وهناك على امتداد العالم الإسلامي"[9].

 

وفي نهاية هذا التمهيد الذي طال، يحسن التوكيد أن مناقشة بعض المصطلحات المضطربة لا تعني الإحاطة بما قيل عنها في هذا البحث، ناهيك عن الإحاطة بالمصطلحات التي تولَّد عنها أو منها غموضٌ أدى إلى القلق في الفهم، كما لا تعني بالضرورة تخطئة المصطلحات الواردة في هذا البحث على أنها نماذج في هذه الوقفة، وتخطئة من كبَّ على استخدامها؛ إذ إنها شاعت شيوعًا يصعُبُ معه قبول النقاش فيها، بحيث يُفهم من يقف في وجهها بأنه متطرفٌ فكريًّا ولغويًّا، ناهيك عن السعي إلى تقديم البديل الذي يعبِّر عن المفهوم المراد خيرَ تعبيرٍ.

 

إنما المراد من هذا النقاش هو أن يُرمى حجر في ماء راكد لعله بحركته يخرج بعض اللآلئ الكمينة التي ما حال دون خروجها إلا قدرٌ من الركود الفكري والضعف الانتمائي، والعزوف عن العمق التحليلي لمعاني الألفاظ ومفهوماتها،يقول ممدوح الشيخ في معرض حديثه عن عبدالوهاب المسيري وتفاعله مع المصطلح: "ولا نبالغ إذا قلنا: إن دراسات عبدالوهاب المسيري حول التحيُّز والمصطلح من منظور إسلامي كانت أشبه بحجر كبير أُلقي في بحيرة راكدة؛ فقد فتحت كتاباته الباب أمام موجة لم تنقطع من الدراسات حول هذه القضية المنهجية المهمة"[10].



[1] حدثني بهذا فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة محمد مفتي الديار المصرية في لقاء معه في المنيا بمصر في صفر سنة 1428هـ/ مارس 2007م، وانظر: علي جمعة محمد. المصطلح الأصولي ومشكلة المفاهيم - القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1417هـ/ 1996م.

[2] في المحيط الفكري العربي من ينفي وجود غزو فكري، وإنما هو عندهم تلاقُح الأفكار.

[3] انظر: زينب عبدالعزيز. هدم الإسلام بالمصطلحات المستوردة: الحداثة والأصولية - دمشق: دار الكتاب العربي، 2004م - (سلسلة صليبية الغرب وحضارته؛ 4).

[4] انظر: سميح عاطف الزين. عالمية الإسلام ومادية العولمة - بيروت: الشركة العالمية للكتاب، 1423هـ/ 2002م - ص 63.

[5] انظر: سميح عاطف الزين. عالمية الإسلام ومادية العولمة - المرجع السابق - ص 63 - 64.

[6] انظر: علي بن إبراهيم النملة. الاستثناء الثقافي في مواجهة الكونية: ثنائية الخصوصية والعولمة - بحث مقدم إلى مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب - القاهرة: اتحاد المؤرخين العرب، 11 - 12 ذو القعدة 1429هـ الموافق 10 - 11 نوفمبر 2008م - 38ص.

[7] انظر: سميح عاطف الزين. عالمية الإسلام ومادية العولمة - مرجع سابق - ص 64.

[8] انظر في هذا: عبدالحميد جودة السحار. أبو ذر الغفاري: الاشتراكي الزاهد - القاهرة: دار الهلال، 1385هـ/ 1966م - 201ص - (سلسلة كتاب الهلال: 178)، وانظر أيضًا: عبدالحميد جودة السحار. أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله: مصدر يبحث "الاشتراكية في الإسلام" - ط10 - القاهرة: مكتبة مصر، د.ت - 208ص، ويردُّ الدكتور عبدالحليم محمود على هذا التوجه عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - في: أبو ذر الغفاري والشيوعية - ط 4 - القاهرة: دار المعارف، 1985م - 87ص.

[9] انظر: سميح عاطف الزين. عالمية الإسلام ومادية العولمة - مرجع سابق - ص 64.

[10] انظر: ممدوح الشيخ. عبدالوهاب المسيري: من المادية إلى الإنسانية الإسلامية - بيروت: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2008م - ص 147.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة