• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالأسرة

العبث بالأسرة
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 4/11/2020 ميلادي - 18/3/1442 هجري

الزيارات: 7671

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالأسرة

 

المقصود به - هنا - التصدُّع الأسري، لا سِيَّما بين المتزوِّجين الشباب؛ حيث تشير الإحصائيات أنَّ نسبة الطلاق بينهم مرتفعة، وأنه لا تكاد تمرُّ أيام، أو شهور، على الزواج إلَّا وتنشأ بين الزوجين خلافات، تؤدِّي بهما إلى اللجوء إلى المحاكم، مع أن هناك نسبةً منهم يُنهون ارتباطهم ببعض، دون اللجوء إلى المحاكم، إلا لإخراج صكِّ الطلاق.

 

هناك - على سبيل المثال - ستون (60) حالة طلاق بالمملكة العربية السعودية في اليوم؛ (14) حالة منها في الرياض، وهناك 240 في مصر، وتصِل نسَب الطلاق في المملكة العربية السعودية 21 %، وفي الإمارات العربية المتَّحدة 40 %، وفي قطر 38 %، وفي الكويت 35 %، وفي البحرين 34 %.

 

يواجه القضاة مسؤوليَّة عظيمة، عندما يدركون أنَّ الأسباب التي أدَّت إلى هذه الحال ليست بذات بال، بل ربما كانت في نظَر القاضي، وبعض المتعقِّلين، أسبابًا لا تصِل إلى مستوى الخلاف، فيعمد القضاة إلى إصلاح ذات البَين، وإعطاء الزوجين المهلةَ للتفكير في الأمر، لا سِيَّما إذا كانت نتيجة هذا الزواج طفلًا أو طفلين.

 

إنَّ مجرَّد التفكُّك، بحدِّ ذاته، دون النظر إلى وجود أطفال، يُعدُّ مأساةً اجتماعيةً، لها آثارها النفسيَّة على الزوجين، ومع هذا يظل هناك هامشٌ معقولٌ ومقبولٌ - عقلًا وعرفًا - في وجود عدم توافُق، ينهي العلاقةَ بالطلاق، طالت المدَّة أم قصُرَت، وتعدَّدت الأسباب وراءَ هذه المشكلة.

 

لعلَّ من أسباب تفشِّي هذه المشكلة - الآن - في بيوتنا هو ما يتمخَّض عن المسلسلات الاجتماعيَّة، التي تلبس لباسنا، وتتحدَّث لهجتنا، ولو مصطنعةً متصنَّعةً، فتصوِّر الحياة الزوجية على أنها نزاعٌ وتنابُزٌ وتحدٍّ بين الزوجين، وتَطاولٌ من كلٍّ منهما على الآخر، فأضحَت الحياة في هذه المسلسلات، التي تُعرض في ساعات الذروة، تجسِّد الصِّراع، وتفتح أبوابًا وآفاقًا للخلاف، على حساب بعض المفهومات في العلاقات الأسرية، التي تكفُل الحدَّ من مسبِّبات الخلاف؛ كالمودَّة والرحمة، والشراكة والحبِّ.

 

من النادر أنْ تعرض هذه النوعيَّة من المسلسلات عن زوجين بينهما انسجام تامٌّ، وتفاهُم، وتحمُّل من أحدهما للآخر، بل ربما أخذ هذا الطابع من الصِّراع سِمة الفُكاهة والطُرفة، وهو - في الوقت نفسه - يترك في نفوس الشباب الانطباعية أنَّ الحياة الزوجية إنَّما تقوم على هذا الأسلوب من الحياة، تكون فيه الزوجة - دائمًا - مكشِّرةً، ويكون فيه الزوج - دائمًا - عاليَ الصوت في البيت، ملتفتًا عن بيته بأصحابه وزملائه، ولا يأتي البيت إلا ليأكلَ وينام، إنْ لم يأكل في الخارج، وأغفلت هذه المناظرُ التمثيلية عواملَ السَّكَن بين الزوجين، وأنَّ أحدهما سكَنٌ للآخر، ولباس للآخر، وأنَّ الأصلَ أنْ تقومَ بينهما - بقدرة الله تعالى وبالتوكُّل عليه - مودَّةٌ ورحمةٌ.

 

يبدو أنَّ هذه المسلسلات عاملٌ مؤثِّر جدًّا، في العقل الباطن للشباب من الجنسين، وهو مؤثِّر سلبًا - مع الأسف الشديد - لا إيجابًا، وإنْ كان يظهر عليه طابعُ التهريج، حتى لتشعر أنك تشاهد عروضًا مسرحيَّة مدرسية، من الناحية الفنية والمضمون، بعيدةً عن أنْ تكون ذات رسالة سامية هادفة، بل قد تجرُّ المرءَ المتابع إلى أنْ يتَّهمها بأنَّها ذات رسالة هادِمة، وهو ليس قصدَ من يقومون بالـمَشاهد؛ لأنَّ معظمهم لا يصل إلى هذا العمق، بل هم مركِّزون على الشهرة والأضواء، والمقابل المادِّي، الذي يتلقَّونه من المحطَّات التلفزيونية، التي أضحت "على قفا مَن يشيل"، وما يدرون، وليتهم يدرون، أنَّهم يتحمَّلون - بعملهم هذا - وِزْر أيِّ بيت يتصدَّع في مستقبل الأيام، وما ينتج عن ذلك كله من آثار وَخيمة على المجتمع.

 

لستُ أدعوهم إلى مراعاة ذلك، فلن يراعوه؛ لأنهم لن يجدوا مادَّة تضمن لهم الإقبال، ولكنِّي أدعو المقبِلين إلى أنْ يُدبِروا عنهم، وأدعو الآباء والأمَّهات إلى تنبيه الأولاد - بنين وبناتٍ - بالقدوة، بأنَّ الحياة خير كلُّها، إذا أريد لها أنْ تكون خيرًا كلَّها، وأنَّ قيام البيت يتَّكئ على عوامل، كلُّها تصُفُّ في مسار التفاؤل والتضحية ومعرفة الأدوار، والاحترام المتبادل، وإيجاد جوٍّ من المودَّة والرحمة والحبِّ، وهذا ما لا تقدِّمه المسلسلات السطحية، التي يُقبل عليها الناس، لا سِيَّما الشباب والشابات منهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة