• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالأرزاق

العبث بالأرزاق
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 25/9/2020 ميلادي - 7/2/1442 هجري

الزيارات: 7862

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبث بالأرزاق


قبل سبع سنين استعدَّ الناس لاستقبال القرن الحادي والعشرين[1]، هذا الاستعداد ملأ الصُّحف والدوريات والخطب والمحاضرات، بل إنَّ هناك كتبًا مهمَّة، تخصَّصت في الحديث عن هذا القرن، ويؤكِّد المؤرِّخون الاجتماعيون استحالةَ التحديد الزَّمني الصَّارم للتحوُّلات والتغييرات، إلَّا أنْ تكون تحوُّلات ماديةً واضحةً؛ مثل البدء في تطبيق نظام، أو الانتقال من مكانٍ إلى مكان، أو البدء في تغيير نمط من الأنماط، وما عدا ذلك فالتغيير متعذِّر قطعًا[2].

 

من الأمور المهمَّة التي يركِّز عليها الداعون إلى الاستِعداد للقرن الحادي والعشرين الميلادي مسألة السكَّان والتفجُّر السكَّاني، والخوف من عدَم توفُّر العيش للمليارات المنتظرة من الناس، ممَّا يعني التوكيد على التخفيض من السكَّان؛ باتِّخاذ السبل والوسائل المشروعة نظامًا، وغير المشروعة نظامًا كذلك؛ مثل تحديد النَّسل والإجهاض، وربَّما قيل -أيضًا - للهروب من مدلولات هذه الوسائل: السَّعي إلى تنظيم الأسرة، والاكتفاء بعدد محدَّد من الأولاد، حتى سعَت الصين إلى الحدِّ من الولادات، واتَّخذَت إجراءات غير إنسانيَّة للحوامل، الراغبات في زيادة النَّسل.

 

في القرآن الكريم نصوص صريحة في عدَم القتل، بأيِّ شكل من أشكال القتل؛ إنْ بسبب الفقر، أم بسبب الخوف من الفقر: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151]، ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 31]، وعلينا أنْ نتأمَّل هاتين الآيتين، مع الأخذ في الحسبان التفصيل في ذلك.

 

اتَّخذَت الهند لهذا إجراءات إنسانيَّة، منعَت فيها الأشعة فوق الصوتيَّة، التي تعين على التعرُّف على جنس الجنين، سعيًا إلى الحدِّ من الإجهاض الذي سرى - كما مرَّ الحديث عنه - إذا ما تبيَّن أنَّ الجنين أنثى، والذي وصل مليوني (2،000،000) حالة إجهاض في سنة واحدة[3]، في هذا كله اتِّكال على الأسباب، يُفاقم من المشكلة، ولا يسعى إلى حلِّها، في منظورنا نحن المسلمين؛ ذلك أنَّ الله تعالى يَكتب رِزق المرء قبل ولادته، بل إنَّ مصيره في الحياة مكتوب.

 

في لحظة من لحظات التأمُّل والتفكُّر، ينظر المرء من حوله، فيجد نفسَه بين أهله وذويه الأعلين والأسفلين، فيحمد اللهَ تعالى على هذا الجمع المبارك، ثم يحصل على قدر من المال، بالطرق المشروعة الحلال؛ لينفِق منه على نفسه، وعلى أهله، وعلى مَن يراه من المستحقِّين، فيحمد اللهَ تعالى على هذه الوفرة من المال، مهما قلَّ مبلغها، ثم يتذكَّر قوله تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

 

أرأيتم أنَّه يقلق كثيرًا على هذه الزينة، وقد أُشرب حبَّ الحفاظ عليها، وفطره الله تعالى على التمسُّك بها؟ فتأتي الآيات الأخرى تحذِّر من الإفراط في التعامُل معها، أو التفريط في الاتِّكاء عليها، فما هي إلَّا زينة زائلة، وما هي إلَّا تشويق إلى الزينة الدَّائمة والنعيم المقيم.

 

لذا يطالَب مَن وهَبه الله تعالى هذه الزِّينة أن يعطيَها حقَّها، أو يؤدِّي حقَّها عليه، فيُحسن تربية الأولاد؛ بدءًا من اختيار والدتهم، ويسهَر على سلامتهم من كلِّ مَكروه، في العقل قبل الجسم، ويتوكَّل على الله، بعد أن يبذل الجهد.

 

ويطالَب من وهبه الله المال أنْ ينفقَه في طرقه المشروعة، وأنْ يظهره على نفسه أوَّلا، ثم على مَن يعول، ثم يؤدِّي حقَّه عليه؛ من زكاة تؤخذ منه وتردُّ على فقراء الأمَّة، ليزيد مالُه بهذه النفقة، فلا ينقص، وتكتمل لديه الزِّينة؛ من صلاحٍ للأولاد، وطيب في المال.

 

لا تقتصر هذه الزِّينة على الدنيا إذا ما أحسن المرء منا التعامُل معها؛ إذ إنَّ المال المنفَق منه القليل في الخير، يعود على صاحبه بالخير في آخرته، وقبل ذلك في مرقده الصَّغير، بين الجيران الذين لا يتزاورون، وقبل ذلك كله في حياته الدنيا، ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261].

 

الأولاد، الذين يصلحهم الله تعالى، يبقون ذُخرًا لوالديهم، يدعون لهم بالعشيِّ والإبكار؛ وهكذا نعملُ على تطويع مَتاع الدنيا، فنأخذ منه المشروع، نَستفيد منه في دنيانا، ثمَّ نترك لأنفسِنا رصيدًا، لا نأخذه معنا، ولكنَّه يبقى لنا ذخرًا مدَّخرًا، يعيننا - بعد عون الله تعالى - على رَفع الدَّرجات، وتكفيرِ الذنوب.

 

ما دام المالُ والبنون زينةَ الحياة الدنيا، فما الذي يمنَع الواحدَ منَّا أنْ ينظر إلى هذين العنصرين على أنَّهما كذلك، فيَسعى مَن ليس لديه مال إلى الحصول عليه، بطرقه المشروعة؛ إذ العبرة بالأهداف وبالوسائل، ويسعى اللَّذان لم يحصلا على الأولاد للحصول عليهم، باتِّخاذ الأسباب المشروعة - أيضًا - لذلك؛ من الاقتران ببِنت الحلال الوَدود الوَلود، أو بابن الحلال، ثمَّ البحث عن أسباب عدم الإنجاب، والسعي إلى علاجها، فإن لم يتحقَّق بعد ذلك كلِّه، بسببٍ من أحد الشريكين، أو كلاهما؛ فإنَّ الله تعالى لا يَظلم أحدًا من عباده، مَهما طغى العبد وتكبَّر، وتجبَّر على خالقه.

 

يكفي المرءَ العاديَّ المؤمنَ أنْ يتَّخذ الأسباب، فلا يقلق بعد ذلك على أنَّه لم يحقِّق النتائج؛ لأنها ليست بين يديه، فيحمد اللهَ تعالى على هذا الابتلاء، ويتصرَّف في حياته بما تيسَّر له من مال وولد، ولا ينظر إلى مَن هُم فوقه في هذه الزِّينة؛ إذ إنها - مع أنها زينة - فإنها قد تكون فِتنة: ﴿ إِنَّمَا أَمْوالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [تغابن: 15]، وفي هذا عزاء كَبير لمن لم يتحقَّق له أحدهما، وفيه بيان لمن تحقَّق له أحدهما - أو كلاهما - ألَّا يُفتن بهما.



[1] دخل القرن الحادي والعشرون الميلادي دون حدوث مشكلات مادِّية وكونية، إلَّا أن إطلالته استُهلَّت بقيام حروب بأنواعها، لا تزال تهدِّد المجتمع الإنساني.

[2] انظر: فصل الإسلام في القرن الحادي والعشرين - ص (87 - 115).

في: محمود حمدي زقزوق: الإسلام في عصر العولمة - القاهرة: مكتبة الشروق، 1421هـ/ 2001م - 119 ص.

[3] انظر: صالح بن عبدالرحمن الحصين: قضايا بلا حدود - مرجع سابق - ص (69).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة