• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع مواقع المشايخ والعلماء / د. علي بن إبراهيم النملة / المقالات


علامة باركود

العبث بالأحكام

العبث بالأحكام
أ. د. علي بن إبراهيم النملة


تاريخ الإضافة: 14/11/2018 ميلادي - 5/3/1440 هجري

الزيارات: 9218

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العَبَث بالأحكام


هذا الدين دين السَّماحة، ولا أحدَ يشكِّك في ذلك، ولو لم يكن دينًا سمْحًا لما كان هذا الإقبال عليه على مرِّ القرون، دون الأديان والملَل والنِّحل الأخرى، التي تنفق المليارات (بلغَت لدى المنصِّرين ما يزيد سنويًّا عن 32.000.000.000 دولار)، في سبيل تثبيت الناس على هذه الأديان والمِلَل والنِّحَل، مما دعا هذه التوجُّهات إلى أنْ تسعى إلى الحيلولة دون دخول أتباعها في الإسلام، وهذا أمرٌ يطول الحديث عنه، وهو مبسوط في عدد هائل من الكتب التي تعالج القضية بتفصيل دقيق يحسن متابعته[1]، وهي جهود تتلخَّص في ثلاث نقاط:

1 - السعي إلى إدخال المزيد من الأشخاص في هذه النِّحل والملل والأديان، سوى اليهودية التي لا تَتبع أسلوبَ التهويد.

2 - السعي إلى حماية أتباعها من الدخول في الإسلام، أو الخروج من دينها وملَّتِها أو نِحلتها.

3 - السعي إلى منع الآخرين ممن لا ينتمون - بالضرورة - إلى هذه الملل والنِّحل من الدخول في الإسلام.

 

هذا دليل قوي على سماحة هذا الدين، وقدرته - بقدرة الله تعالى - على تحقيق التطلُّعات الروحية والمادية للإنسان؛ مما يحقِّق له الأمان النفسي والاستقرار الاجتماعي.

 

لا بُدَّ من التوكيد - دائمًا - على سماحة هذا الدين، وكان هذا الطرح هو الغالب على هذه الوقفات، فتأتي هذه الوقفة لتؤكِّد على ذلك، ثم إنَّها تؤكِّد - كذلك - على التفهُّم الكامل لمفهوم السماحة التي تقوم على الاعتدال والوسطية، ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].

 

علماءُ الأمَّة يدرِكون مدى الاعتدال والوسطية، ومن ثمَّ فهم يدرِكون معنى التشديد والتسيُّب؛ فلا التشديد مَطلوب، ولا التسيُّب - باسم السماحة والاعتدال والوسطية - مطلوب، فهناك حدود لهذه المفهومات، تُفهم بالتعلُّم لا بالحَدْس أو تحكيم العقل الفردي المحدود دائمًا، وعليه؛ فإن التبشير بسماحة الإسلام واعتداله ووسطيَّته مطلب مُلِحٌّ، ولكن من أولئك الذين أعطاهم الله تعالى الفقهَ في ذلك، بعد العلم فيه.

 

لعلَّه لا يُفهم من هذا الحجرُ على الأمَّة، ولكن الأولى أنْ يفهم أنَّ هناك أصحابًا لنا قد أساؤوا إلى الإسلام، باسم السماحة والاعتدال والوسطيَّة، فمالوا - بحسن نيَّة غالبًا، وبسوء طوية نادرًا - إلى تخطِّي بعض الأحكام، لا سيَّما أحكام المنع، وسعوا إلى الالتفاف حولها، ويَصدق هذا في العبادات وفي المعاملات، بما فيها البيوع.

 

إذا كان الغلوُّ والإفراط في التشديد يولِّد غلوًّا وإفراطًا في التسيُّب، فإنه في الوقت نفسه يتأكَّد أن الغلوَّ والإفراط في التسيُّب قد يولِّد غلوًّا وإفراطًا في التشديد، ولكل فعل ردُّ فعل.

 

إذا كان المرء، أو جماعة من الناس، ترغب في ارتكاب معصية، فإنَّ ذلك وارد على مرِّ القرون، ولكنها معصية لا تسوِّغ تحويلها إلى غير معصية؛ بحيث يكون هذا الفعل مباحًا بحجَّة سماحة الإسلام واعتداله ووسطيَّته؛ إذ إنَّ هناك أمورًا مقرَّرة محسومة، واضحًا فيها الحكم.

 

الذي يحصل - أحيانًا - أنَّ هذا المرء، أو هذه الجماعة، يقرُّون بالمبدأ من أنَّه معصية، ولكنهم يخرجون الفعل الذي يرغبون في ارتكابه من هذا المفهوم، وهذا مع أنَّه معصية، إلَّا أنَّه أهون من أولئك الذين لا يرون أنَّ هذا الفعل بذاته معصية، من خلال المفهوم نفسه، مما قد يدخل في إباحة ما حرَّم الله، والمهم في هذا كله النزوعُ إلى سماحة الإسلام واعتداله ووسطيَّتِه، والتوكيد على ذلك؛ بالمفهوم الشرعي لذلك، لا بالمفهوم الذاتي.



[1] انظر: إحصائية التنصير للعام 2003: (320 بليون دولار تبرُّعات للأغراض الكنسية) - الكوثر، مج 3 ع 42 صفر 1424هـ/ 2002م - ص 34 - نقلًا عن نشرة أبحاث التنصير الدولية International Bulletin of Missionary Research.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ عبدالرحمن بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ خالد بن ...
  • ثلاثية الأمير أحمد ...
  • الشيخ زيد بن ...
  • مثنى الزيدي
  • الأستاذ الدكتور ...
  • الشيخ د. أسامة بن ...
  • د. محمد بريش
  • أ.د.سليمان بن قاسم ...
  • د. إبراهيم بن حماد ...
  • د. سهل بن رفاع بن ...
  • د. تيسير بن سعد بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. خالد بن عبدالله ...
  • الشيخ أحمد بن حسن ...
  • الشيخ فيصل بن ...
  • د. محمد ولد سيدي ...
  • د. محمد بن لطفي ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • د. أمين بن عبدالله ...
  • د. عبد المحسن ...
  • د. عبدالمحسن بن ...
  • د. علي بن موسى بن ...
  • الشيخ عبدالله بن ...
  • الشيخ حمود بن عبد ...
  • الدكتور عبدالكريم ...
  • الشيخ صفوت الشوادفي
  • الدكتور وليد قصاب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة